الجمهورية تنتصر
مثلت نكبة الـ21 من سبتمبر، التي شهدت فيها البلاد تمرد مليشيا الحوثي الظلامية على الشرعية الدستورية ارتدادا فاضحا عن قيم الجمهورية، ونقطة سوداء في تاريخ اليمن المعاصر، الذي كان قد أوشك على رسم خارطة مستقبل جديد، ضامن لتصفير المشكلات وتجاوز عقد الماضي، والاتجاه نحو البناء والتنمية والإعمار على مبدأ تكافؤ الفرص والتوزيع العادل للثروة والسلطة وتمكين الفئات الأشد ضعفا وفقرا والأقاليم الأكثر حرمانا من الخدمات والبنى التحتية وبرامج التنمية.
وحتى لا تنتقل البلاد إلى المستقبل الذي تستحقه، وينعم أبناؤه بخيراته وموارده وفرصه الثرية، ظهرت قوى الشر والإرهاب والمصالح الضيقة لعرقلة كل تلك المساعي، وعملت على إعادة تشكيل نفسها في جماعات مسلحة خارجة عن القانون تحت مظلة مليشيا الحوثي المتمردة، ذراع إيران في اليمن وامتداد الإمامة الكهنوتية، لتبدأ في إطلاق مشاريعها التدميرية بإشعال الحرب التي أحدثت دمارا هائلا وأهلكت الحرث والنسل ودمرت مصالح المواطنين وسبل معيشتهم.
ونتيجة لهذا التمرد المشؤوم اتسعت رقعة الفقر والجوع وتعرض المدنيون لأبشع جرائم الإبادة الجماعية والتمييز العنصري والتهجير القسري وكافة أشكال الجرائم التي ترتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في ممارسات متعمدة ومقصودة، هدفها الانتقام من شعب أراد الحياة وانتصر لإرادته الأبية الرافضة لاستمرار التسلط والاستئثار واحتكار السلطة والثروة، وما لحق باليمن واليمنيين خلال سنوات الحرب الآثمة من أزمات متتالية وتداعيات كارثية، تنوء الجبال عن حملها ولا يحيط بها الوصف والتعبير، لكن الإباء والشموخ والإرادة التي يتحلى بها أبناء الشعب أشد قوة وأرسخ ثباتا وأكثر بأسا من لفيف قوى تحكمها مصالح ضيقة نذرت نفسها للشيطان ولخدمة أجندة الإقليم الطامعة التي ستعود حتما بخفي حنين، وسترضى من الغنيمة بالإياب.
إلى المتربصين بأمن الوطن واستقراره وسلامة أراضيه، لتدركوا أن كل أبناء اليمن الشرفاء يقفون صفا واحدا خلف أبطال القوات المسلحة الذين يخوضون معركة الانتصار للجمهورية، ويقدمون التضحيات تلو التضحيات التي تزيدهم عزما وإصرارا على استكمال تطهير أرض اليمن الطاهرة من رجس الإمامة وأذنابها ومخلفاتها، وهاهم اليوم يمضون قدما نحو استكمال التحرير، بانتصارات متتالية ستفضي في نهايتها إلى تحرير صنعاء وإعلان عهد يمني جديد يبدد كل هذا الظلام.
وإلى الأبواق الناعقة والطبول الفارغة التي تسعى جاهدة إلى خلق حالة من الإرباك وبث روح اليأس والقنوط لدى الناس من خلال بث الشائعات والأراجيف والدعاية المضللة، عليكم أن تعلموا أن الشعب اليمني قد شب عن الطوق، وتجاوز عصور الظلام والاستعباد، يحث خطاه فقط نحو اليمن الاتحادي الجديد، لا يعرف سبيلا غير ذلك، ولا يمكن لأي قوة على الأرض أن تثنيه عن استكمال طريقه، فكيف يمكن أن يلتفتوا إلى ضجيج الناعقين ونواح المرتزقة المستعارين.
الجمهورية تنتصر بإرادة رجالها الأحرار، ومشاريع الظلام تتهاوى يوما بعد يوم، فلا إرادة لمرتزقتها ولا قضية لعبيدها، ومن ينفقون أموالهم محاولين وأد إرادة الشعب وإضلال الناس عن سبيل الجمهورية والدولة العادلة، سينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون.