المحافظ لملس وحلحلة تركة ثقيلة من الملفات الشائكة

أتقدم إليك بالتهنئة بتعيينكم محافظاً لعدن واهنأكم كما هنأكم أهل وسكان عدن الكرام البسطاء الذين لا يبحثون سوى عن لقمة عيش كريمة ومأوى لهم يحميهم من الشمس وحرارة الجو في عدن .. أبناء عدن أيها المحافظ بسطاء كبساطة أهلها وكرام كرامة هذه المدينة "أم المساكين" التي فتحت ذراعيها لتكون ملجئا آمنا لكل من ضاقت سبل العيش والحياة خارجها.

كما تعلم ويعلم الجميع كيف أصبحت عدن اليوم وهي تتألم من أوجاع معاناة ناسها الطيبين من الواقع الذي فرضته ظروف الحرب وإفرازات ما بعد التحرير والذي حول حياتهم إلى جحيم .. وفي هذه العجالة حضرت المحافظ لا يهم الحديث في تفاصيل من المتسبب بهذا التدهور الذي وصل إلى حد الموت البطيء لسكانها فكل ساعة وليس كل يوم تظهر أزمة لدرجة أن هناك من الأسر التي نست كهرباء ومياة الدولة كما نسى سكان عدن مستشفيات ومراكز العلاج الحكومية ومدارس تعليم فلذات أكبادهم وأصبح من يريد العيش بعدن عليه إما التأقلم مع هذا الواقع المؤلم وان يجهز وصيته وكفنه مسبقاً أو يكون مقتدر في تجاوز كل شيء بالمال الذي أصبح مستحيلا الحصول عليه من قبل السواد الأعظم من الناس الذي افتقدوا لأبسط مقومات الحياة .

لن أطيل عليكم بالواقع الذي يعرفه الجميع... ولكن أرى هذا الواقع المرير لعدن هو سجادة حمراء مخملية بجوانبها ورد الفل الذي تشم رائحته ليعيد لذاكرتك تاريخ لحج الحسيني وعدن.

لذا فإن كل أبناء وسكان عدن يرون بك المنقذ لمدينتهم التي يرجون منك إعادة الإبتسامة لها فإنني أرى بأنك القادر على نقلها من القاع للسماء لأنك أنت لم تركض خلف سلطة ولم تبحث عن منصب ولم تتهرب من مسئولية عندما كلفت بها ولم تتمسك بكرسي حينما رأيت أن الوطن هو من يحتاجك ولست من تحتاج للمنصب الذي لم تبحث عنه ولكنه الذي أتى إليك مهرولا وفرضته كفاءته القيادية ونزاهتك وجدارتك به لا سيما وأنك قد قبلت به في أصعب وأعقد الظروف التي يمر بها الوطن عامة ومحافظة عدن خاصة .

حضرت المحافظ الأستاذ أحمد لملس عندما تم تعيينك بمنصب محافظ عدن كنت رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى لأنك تعلم بأن هدفك وطموحك هو وطن وليس حُب الذات... فجميعنا لاحظنا وتابعنا الفترة الزمنية من يوم ترشيحك ثم اختيارك حتى حلفك لليمين ومن يوم حلفت اليمين الى يوم وصولك عدن كل هذه الفترة الزمنية كانت بالنسبة لشخصكم الكريم فترة عمل وبحث ودراسة لإنتشال هذه المدينة لتكون عدن مدينة الحياة والمحبة.

ونحن كمواطنون سنعمل معكم بالإلتزام بكافة القرارات والقوانين التي ستخدمنا جميعاً للرقي بمدينتنا ونرى شرطة المرور بالجولات وبمظهر لائق والسيارات تسير مرقمة وبدون عاكس ونشاهد الجميع يتمشى ويسير ويركب الباص بدون سلاح ومنع اللبس العسكري خارج اوقات الدوام الرسمي وإعادة الطلاب للمدارس الحكومية وفتح المستشفيات والمراكز الصحية وإلزام الجميع بسداد فواتير الماء والكهرباء مع تقديم الخدمة بحدها الأدنى لفترة لا تزيد عن ستة أشهر حتى تتعدى 70بالمائة من خلال معالجة مشاكلها.

إعادة النظر بالبناء العشوائي إزالة كافة المباني التي بنيت واستحدثت في طريق مجرى السيول وتثبيت الأسعار والعمل على معالجة كافة الملفات الشائكة والمعقدة في هذه المحافظة التي انهكتها الصراعات والمماحكات السياسية وأبرز هذه الملفات معالجة ملف الأراضي وأعمال البسط عليها كانت ممتلكات خاصة أو تابعة للدولة وتفعيل عمل الأجهزة الأمنية والقضاء والنيابة ومتابعة المشاريع الخدمية والتنموية المتعثرة وقيد التنفيذ والمستقبلية والتركيز على حل معضلات الكهرباء والمياه والطرقات وشبكات الصرف الصحي من خلال مشاريع استراتيجية وليست ترقيعية وكأنك يا زيد ما غزيت وهذا يتطلب منك مصارحة القيادة السياسية لحكومة الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات وقيادة المجلس الانتقالي بتوفير كل الإمكانيات والاعتمادات وتوفير الظروف الطبيعية لممارسة مهام عملك وتنفيذ مصفوفة مشاريع الخدمات والتنمية لانتشال الأوضاع المتردية بالمحافظة والتي أثقلت كاهل مواطني هذه المحافظة البطلة والصامدة وممارسة لكل صلاحياتك كمحافظ بعيدا عن تدخلات القوى المتصارعة  سياسيا على الإطلاق كي تؤدي المهام الملقاة على عاتقك لخدمة أبناء محافظة عدن ومرتاديها على أكمل وجه وإعادة النظر في مسؤوليات المديريات والمكاتب التنفيذية والإيرادية التي من  شأنها المساعدة في تنفيذ المهام الموكلة على عاتقك ومن شأنها حل كل المعضلات التي عانى منها أبناء عدن خلال الفترات السابقة.

وعندما تتحقق أبسط متطلبات الحياة للمواطن وتطبيق كافة القوانين ورفع مستوى معيشة المواطن بعدن من خلال المشاريع التي ستقيمها وتهدف منها استقطاب اكبر قدر من العمالة والشباب وتكون هذه المشاريع لخدمة المواطنين كمصانع وليس مولات وفنادق وقاعات افراح ومطاعم

دعوة أوجهها للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس هادي والحكومة برئاسة د. معين عبدالملك ولقيادة التحالف السعودي - الإماراتي وقيادة المجلس الانتقالي بالوقوف صفا واحدا بروح الفريق الواحد إلى جانب المحافظ احمد لملس من أجل تطبيع الأوضاع في عدن والتغلب على كافة الصعوبات بحلحلة التركة الثقيلة من الملفات الشائكة أمامه لأجل عدن وأبنائها خاصة وللوطن عامة والله من وراء القصد.

مقالات الكاتب