الائتلاف الجنوبي يسحب البساط من تحت الانتقالي

أثار النشاط الذي دشنه الائتلاف الوطني الجنوبي نهاية الشهر الماضي،من محافظة ابين وشمل عدد من المحافظات الجنوبية،اخرها فعالية سيئون المقرة الاثنين القادم، اثار حفيظة ادوات الامارات وصبيانها فأخرجت ألسنتها لاهثة تتقيأ الاتهامات والخزعبلات.

لقد اثبت الائتلاف، حقيقة كانت غائبة أو بالاصح مغيبة وهي أن الجنوب متنوع ومتعدد، وليس حكرا على فئة او مكون، ظل يدعي زورا وبهتانا انه وكيل حصري ومفوض من قبل الشارع الجنوبي بتمثيل الجنوب.

خلال السنوات الماضية فضلت الكثير من القوى والمكونات السياسية والاجتماعية، في الجنوب التواري عن المشهد تجنبا لمزيد من التأزيم، حينها كان صوت العنف الممول خارجيا والذي تجلى في ما عرف لاحقا بالمجلس الانتقالي الجنوبي ، يمارس الشطب والإلغاء وصولا الى تشكيل مليشيات مسلحة متمردة، اعاقت عمل الدولة وانقلبت عليها اخيرا في اغسطس 2019م.

وفي ظل هذا المشهد السوداوي جاء تأسيس الائتلاف الوطني الجنوبي، مشكلا مظلة جامعة لكل القوى الوطنية في المحافظات الجنوبية، التي ترفض مشاريع العنف وتؤمن بالعمل السلمي ومشروع الدولة الاتحادية، ونظام الاقاليم،

وهو الامر الذي أزعج تلك المشاريع المشبوهة ،التي كانت تسرح وتمرح في الجنوب رافعة سوط الجلاد تلهب به ظهر الاحرار ، ووصل الأمر حد تشكيل فرق اغتيالات وتصفيات ، نالت من قيادات المقاومة الذين رفضوا هذا الواقع الذي

كانت تتم صناعته، تلك الادوات القذرة أيضا هجرت المئات من ابناء الجنوب ، واختطفت الآلآف وعذبتهم حد الموت ، في صورة شبيهة بما حدث في صنعاء من قبل مليشيات الحوثي، المدعومة من إيران.

ولم تكن الأجندة التي نفذتها تلك الادوات تستهدف اليمن وحسب، بل عملت بكل قوتها ضد الجنوب والقوى الحية فيه، ومزقت النسيج الاجتماعي ومارست الفرز الجهوي البغيض، ونبشت ماضي الصراعات المؤلم وعبثت بمصطلح التصالح والتسامح وأشاعت الكراهية.

وفي خضم كل هذا العبث شكل تأسيس الائتلاف برئاسة الشيخ احمد صالح العيسي فرصة ذهبية لنحو 13 مكون في المحافظات الجنوبية للانضمام اليه والعمل تحت مظلته لمواجهة هذا العبث واستنهاض الشارع الرافض للفوضى

الممنهجة، وبالفعل فقد اثبت الائتلاف خلال فترة وجيزة حضور كبير ومؤثر كسر الصورة النمطية التي كانت سائدة، والتي بذل من أجل ترسيخها ملايين الدولارات ، وهي أن الجنوب اصبح ساحة محتكرة من قبل الانتقالي.

لقد نسف الائتلاف كل ادعاءات الإحتكار والتفويض، ووفر مساحة لقطاع واسع وعريض في الشارع الجنوبي يرفض الفوضى والانقلابات ويتعطش للاستقرار والتنمية.

وقد كان للشيخ احمد العيسي بتاريخه النضالي وحضوره الوطني دورا كبيرا وفعالا في إنجاح هذا الزخم الجماهيري، فهو شخصية جامعة ومتجاوزة للجغرافيا والاحزاب والانتماءات، ونجح باقتدار في لملمة شتات القوى والمكونات السياسة والاجتماعية، ونظّم جهودها في سياق وطني.

ويمكن القول أن الائتلاف سحب البساط من تحت الانتقالي واختطف الاضواء وكسر كل القوالب الجاهزة التي كانت تسوّق في الجنوب وسجّل حضورا شعبياً ، جعله من أهم الارقام المتواجدة في المحافظات الجنوبية، وبقدر الحضور

الذي سجّله الائتلاف يعلو صراخ المطابخ الاعلامية التي تحاول النيل من هذا النشاط والتقليل منه بنشر الشائعات والادعاءات الباطلة.

مقالات الكاتب