فجر النضال
صناعة مستقبل الأوطان الملبي لتطلعات وطموحات أبنائها مهمة جسيمة لا يخوضها إلا العظماء ومن نذروا أنفسهم مطلقا لقضايا الوطن والإنسان، إنها مسؤولية عظيمة محفوفة بالمخاطر ومقرونة بكثير من العناء والتضحيات والمهددات الوجودية التي من شأنها أن تختبر معادن الرجال وتبلو أخبارهم وتجلي أدوارهم في نصرة القضية، وهنا على وجه التحديد لا مكان في إطار موكب النضال والتضحية يتسع للمنافقين والمرجفين والمتساقطين في الطريق وأصحاب الأيادي المرتعشة ومن يقدمون رجلا ويؤخرون أخرى.
وهم أحق بها وأهلها تجشم أبطال القوات المسلحة المسؤولية التاريخية في صناعة مستقبل اليمن الجديد بكل أثقالها وآلامها ومراحلها الشاقة ماضيون بروح مؤمنة قوية في التصدي لأعداء التغيير وقوى الارتزاق والعمالة، أشداء على أعداء الوطن والجمهورية أقوياء العزيمة والإرادة أمام أعنف الأعاصير وأشدها فتكا وتهديدا.
في خطى الواثق المقدام وفي جبهات النضال والبطولة الممتدة من شرق الحزم إلى مفرق الجوف إلى صرواح وقانية وسائر ميادين القتال يلقن الأبطال عناصر المليشيا أقسى دروس الموت والتنكيل هذه الدروس التي يتداولها الناجون هربا من المغرر بهم في صفوف المليشيا مؤكدين حجم الأهوال ولحظات الجحيم التي واجهتهم في هذه الجبهات هي الحقيقة لا غير فأبطال الميدان لا يجيدون التسامح مع العابثين بأمن الوطن واستقراره ومكتسباته وثوابته.
وفي شرق صنعاء تمضي القوات المسلحة صوب العاصمة في عمليات عسكرية نوعية ومخططة حققت أهدافها المرسومة لها باحتراف عال، وهي الآن في استكمال دربها لتحقيق كامل الأهداف، هذه الخطوات المدروسة لقواتنا المسلحة تمضي قدما بالتزامن مع خطوات مماثلة ومنسقة تتم في عمق سيطرة مليشيا الحوثي المتمردة وفي عقر تواجدها، وبضربة مباغتة بعيدة عن كل التوقعات والاحتمالات ستكون المليشيا قد تهاوت كليا وانفرط عقدها وزال أثرها كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.
إن بارق النصر يلوح في الأفق مبشرا بإشراقة اليمن الجديد يمنا بهيا يتلألأ بأمجاد أبنائه الشرفاء المخلصين، وإشراقة تبدد جذور الظلام والكهنوت وتقتلع مشاريع الفوضى والعبث والتمزيق، فها هو فجر النضال بدأ يتنفس، وانبلجت أضواؤه عن تباشير استحقاق يمن الأمجاد لنصر حتمي وشامل بعد أزمان عصيبة من نضالات شعبه وتضحيات أبطاله.