العالقين يا حكومة ويا تحالف

اليمنيين العالقين في الخارج , تقطعت بهم السبل في الغربة , وليست كأي غربة , غربة موحشة , وباء يهددهم , وحضر يضيق الخناق عليهم , وقلق من المحتوم , ومهانة وذل , مع نفاذ مدخراتهم , صاروا مهددين بالتشرد والجوع والحاجة , كثرت مناداتهم , للسلطة والحكومة والتحالف , ورجال الاعمال والخير , ولم يستجب لهم أي طرف من تلك الاطراف , ضاقت بهم الاحوال , وحاصرتهم الظروف الصعبة , انهاروا ماديا ونفسيا , صرخوا بأعلى اصواتهم , حتى سمع العالم انينهم , وتفجرت مشاعرهم , بكى من بكاء منهم , وتسول من تسول منهم , فقد القت الغربة بظلالها عليهم ,  إن الغريبَ ذليلٌ حيثما كان , فالبلد نسب وهوية وكرامة , كل ذلك مفقود في الغربة , والغربة تفرض عليهم شروط مجحفة , بمبدأ يا غريب كن اديب .

غربتهم اضطرارية بحثا عن علاج او دراسة , يفتقدونها في بلدهم , وحالة ظروف الوباء ان يعلقون , خاصة ممن استكمل العلاج او الدراسة , وحجز تذاكر للعودة , ونفذت منهم مدخراته , واستعدوا للرحيل , وفجأة وقع المحتوم , ماذا يعمل ؟, ومن المسئول عنه ؟ , ولمن يلجئ ؟ اسئلة اجاباتها تشير الى سلطة وحكومة وزارتي الخارجية  والمغتربين , مؤسسات وموظفين برواتب عالية , هذه هي مسئوليتهم , ولا يعفيهم من تلك المسئولية أي مبرر , مسؤولين امام الله والقانون والدستور , ومحاسبون دنيا واخره .

كل تلك المؤسسات وذلك الكم الهائل من الموظفين , والعالقون يستنجدون , ولا يسمع لنجدتهم أحد , في ظاهرة عجيبة وغريبة تحطم معنويات العالقون , وتفقدهم الثقة بالسلطة والحكومة والسفارات , وتصيبهم لعنة التقصير واللامبالاة , ففقدوا الامل بكل شيء , حينما طعموا مرارة  المذلة والخذلان واصابتهم الكربة , وزادت فوق جراحهم وامراضهم اوجاع الغربة والاغتراب واهمال واللامبالاة للحكومة والتحالف و وعودهم التي تمطط  اشهر واسابيع وقد تصل لسنوات .

فالأمل مفقود من حكومة لا ترعى شئون مواطنيها ,وتحالف زاد من حجم معاناة البلد , ومسؤول عن حل الاشكالات التي تستعصي على الحكومة , فقدان للأمل جعلهم يكفرون بهويتهم , حينما شاهدوا بأم اعينهم , حكومات العالم باسره  ترعى شئون رعاياها , وتهتم لأمورهم وتنقذهم , ثم تعيدهم بكل سهولة ويسر لبلدهم مكرمين اعزاء .

المصيبة ان حكومتنا ضاعفت من معاناة العالقين , بالإهمال اولا , والصمت المعيب ثانيا , والوعود الكاذبة , وعجزها عن ترتيب مسألة اجلاؤهم , ومساعدة الحالات الغير قادرة على الإيفاء بمصروفها اليومي , ولم شتات المشردين ,او حتى الاستجابة للنداءات والانيين , مما جعل من وضعهم في بلاد الغربة مثير للشفقة , عندما يسأل الناس انتم يمنيين ؟!, ويتسألون هل لديكم حكومة ؟ او لديكم سلطة ؟ اسئلة محرجة ومثيرة للشفقة لوطن ذات حضارة وتاريخ , هو اليوم تحت سلطة لا ترعى المسئولية وليس لديهم ضمير انساني يحرك فيها تلك المسئولية ,فتسببت بأزمة ثقة بينها وبين مواطنيها , ازمة تتفاقم من داخل البلد لخارج البلد , فتوصل الناس لقناعة ان حكومة لا ترعى شئون مواطنيها , لا يؤمنون انها تستطيع ان تقدم لهم دولة محترمة , دولة المواطنة , والتاريخ لا يرحم سيظل حال العالقين عار في جبين المعنيين , كما هو حال الناس في المناطق المحررة , وحال البلد الذي ينهار اليوم امام اعيننا , وسلطة وحكومة و وزارات عاجزة عن انقاذ ما يمكن انقاذه , وتحالف يشكل عب على الجميع , وعلى المواطن والمستقبل , والله المستعان .

مقالات الكاتب