الموساد يراهن على آفة الذاكرة عند العربي

من المسلمات البديهية أننا لو وضعنا إسرائيل في كفة وسائر الدول العربية في كفة أخرى لرجحت كفة إسرائيل في سائر مؤشرات التنمية البشرية، بل ولرجحت كفتها في جانب الأبحاث، لأن إسرائيل تتصدر دول العالم في الأبحاث، والعرب في ذيل القائمة، بل وأقول إن القانون يطال أكبر رأس فيها، في حين أن القانون لا يطال الرؤوس الكبيرة في الدول العربية ولا يطال حتى النافذين فيها.

لذلك بلاد العرب وأبرزها الدولة عندنا شمالا وجنوباً تخضع الشعوب فيها للمؤامرات، ووراء تلك المؤامرات أجهزة استخبارية، وأبرزها جهاز الموساد الإسرائيلي، وإسرائيل تراهن على حقيقة لم تتغير عند العرب وهي آفة النسيان إلا في الثأرات ولو بعد مائة سنة.

وقفت أمام أرواح أئمة مساجد ازهقت ظلماً وعدوانا في سياق المخطط الاستخباري الدولي الذي خضعت ولا تزال تخضع له بلادنا عامة ومدينة عدن خاصة، باعتبارها حاضنة الجميع ودافعة الضرائب الفادحة، عند كل منعطف وقفت وتقف وراء تلك الأجهزة الاستخبارية، ودمعت العين وتمزق الفؤاد وأنا أرى أجساد تلك القامات وهي تسقط مضرجة بدمائها وصعدت أرواحهم إلى بارئها وهي تشتكي لربها ظلم العباد، ووقفت أمام كوكبة الشهداء الآتية أسماؤهم:

الشيخ ياسين العدني اغتيل يوم الثلاثاء 10 أكتوبر 2017.

الشيخ فهد قاسم اليونسي.. الأربعاء 18 أكتوبر 2017.

الشيخ عادل الشهري.. السبت 28 أكتوبر 2017.

الشيخ علي عثمان.. الإثنين 4 يناير 2016.

الشيخ عارف الصبيحي.. الأربعاء 24 يناير 2018.

يلاحظ عملية واحدة نفذت في 4 يناير 2016م، ونفذت العملية الثانية بعد سنة وتسعة أشهر، والعملية الثالثة نفذت بعد (8) أيام من العملية الثانية، والعملية الرابعة نفذت بعد عشرة أيام من العملية الثالثة، ونفذت العملية الخامسة بعد شهرين من عملية 28 أكتوبر 2017م.

بعد أيام من هذا الشهر (يناير 2020م) سيكون قد مر عامان على اغتيال الشهيد الشيخ عارف الصبيحي عليه وعلى شيوخنا الأبرار الأطهار رحمة الله، ويقيني أن السواد الأعظم من شعب الجنوب عامة وعدن خاصة، إلا من رحم الله منهم، قد نسوا الشهداء المذكورين، ولذلك يقال إن العربي مصاب بآفة الذكرة إلا في قضايا الثأرات، فالرد وارد ولو بعد حين لكن في القضايا الوطنية أو القومية أو الإسلامية فإن القضايا المشابهة توضع في أدراج النسيان، ولا حاجة لك بأن تذكره فدعه ونسيانه حتى يقضي الله أمرا كان مفعولاً.

مقالات الكاتب