اليمن الكبير
يسألني كثيرون لماذا تركت " مشروع الانفصال" يافتحي؟..
قلت لهم الأمر ببساطة اكتشفنا ان هذا المشروع يقتضي ان تتخندق دفاعا عن قرية وتكرس جل جهدك وهمك للنيل من القرية الاخرى.
وعليك في خضم هذا المشروع ان تقنع الناس ان مشروع قريتك أهم وان رجالها انظف وارشد وافضل.
وان أبناء القرية الاخرى شياطين ومشروعهم مدمر.
واذا قبل بك أبناء القرية الاخرى واغدقوا عليك ماتسير من الاحسان فعليك ان تبلع لسانك والا تتحدث.
وحينما وجدنا انفسنا في خضم هذا المشروع القروي المدمر قررنا ان نكبر بحجم اليمن .
فكبرنا وكبرت تطلعاتنا فصارت همومنا يمنية كبيرة وعظيمة ونقاشتنا ان انطلقت من صنعاء لم ترتد إلا في المهرة .
وان تنفس الحرف في عدن نطقا لم يستكمل معناه إلا على ضفاف "صعدة".
اراقب النقاشات العقيمة الدائرة بين رفاقنا في "عدن" كتابا ومحلليين وسياسين ونشطاء هذا يتهم هذا بالخيانة وهذا يتهم هذا بالولاء لابناء قريته وهذا يقدم ابن قريته ويهاجم الاخر.
المشروع القائم في عدن لن ينهض ولو بعد الف عام،لانه وبكل بساطة تحول الى مشروع قرية تصارع قرية ولذلك لا حل الا بمشروع وطني كبيرتكون فيه الدولة هي قبيلة الناس وقريتهم الكبيرة.
متى ماحضرت الدولة ومشروعها يمكن لعدن ان تخطو الى الامام ودون ذلك اوهام في اوهام وصراع قرى تأكل بعضها البعض
مجتمعون اشفق عليكم..
تعالوا معنا
تعالوا معنا .. وانضموا إلى مشروعنا الوطني الكبير الذي لليمن كلها .
تعالوا فلا قرية يمكن لها ان تقود وطنا.
المشروع الذي يضم اليمن بشرقها وغربها وبشمالها وجنوبها.
المشروع الذي لايؤمن بالاحزاب ولا الاشخاص ولا القرى ولا المناطق ولا بالقوى ..
يؤمن باليمن ومصلحتها وشعبها وعظمتها..
جربوا وستكبرون.
المشروع الذي يحيلك عظيما .
المشروع الذي تشعر فيه بالامان والطمأنينة وراحة البال.
ودون ذلك ستظلون في صراعكم القروي البائس هذا..