الاستقبال المظلم

الاستقبال المظلم لعيدروس الزبيدي البارحة في مطار عدن  رسالة لاتحتاج الى تأويل ولا تحليل بقدر ما توحي بالمستقبل المظلم الذي ينتظره مع مكونه الجنيني الناقص والفاقد للعقل وللوطن وللدين ، وان كانت الرسالة لا تتطلب فراسة او قدرات خارقة لقراءتها حتى على عجل ، لكنها بكل تأكيد لا تخلو من إشارات متعددة ومتنوعة مفادها الاتفاق على الموت المبكر لهذا المكون غير المؤهل لخدمة أهداف ابوظبي وشعورها بعقدة النقص الذي يعاني منها فصيلها الدموي المسلح وعجزه عن تحقيق أي انتصارات عسكرية تطمح لها في استدامة بسط نفوذها وسيطرتها على مقدرات اليمن الطبيعية من موانئ وثروات والتي بحسب لوموند الفرنسية قد استولت على تسع منها وحددت مدخراتها وعائداتها المالية بمئات الملايين من الدولارات .

ولربما استشعرت أبوظبي الكلفة الباهظة لمواصلة تشغيل متعهدها ، وفكرت في التخلص المبكر منه وإن بطريقة مشروعة ، وجعلت إطارها العام اتفاق الرياض ومرجعيتها القانونية الأولى لإقرار واتخاذ خطوات طلاقها البين منها .

وبلا جدال بأن الاستقبال الباهت والمظلم الزبيدي ماهو الا بداية النهاية  له ولمليشاته القروية ، ودخولهم بوابة العتمة والظلام من اليوم  ولا يمكن  لهم الخروج منها إلا بعد الفاظ انفاسهم وتركهم يموتون سياسيا وحتما سيكون موت غير معلن وبلا مراسيم ايضا وشبيه بسيناريو الاستقبال تماما ان لم يكن مقدمة طبيعية له .

وسيناريو الاستقبال المظلم لزبيدي لم يأت من فراغ بل خطط له بإحكام ودراية محكمة وصلت رسالتها البليغة في المعاني و الرموز  لأتباعه  بدرجه رئيسيه ولعامة الناس من أبناء عدن التي هالها المنظر  ولم تخف غبطتها ودهشتها وذهولها وتهللت اسارئرها بالانتقام من  الظلام والظلمات وانعدام الخدمات التي عانتها وعاشت بصبر عليها و لسنوات .

بعثت ابوظبي الرسالة على الهواء مباشرة وفهمهما من فهمهما وجهلها من جهلها ، ولكن ما بعدها قد يطول وان قطعت ألرسالة قول كل خطيب ، واكدت بان هذا النوع من المليشيات القروية محكومة بعمر افتراضي محددة ومؤقت ، والتاريخ ينبئنا بأنه بقدر صعودها الصاروخي تكون نهايتها بنفس القوة .

مقالات الكاتب