العرادة النقطة المضيئة

يعجبني في هذا الرجل “يمانيته” التي تعلو وتتجاوز افاق السماء بكثير ، يختلف معه كثيرون في “اليمن” لكن الجميع يتفق على ان الرجل نجح في قيادة محافظة مأرب نحو مصافات جديدة لم تصل اليها قط منذ انهيار سد مأرب قبل قرون طويلة .

انه يشبه اخر ملوك “سبأ” ، قاد سفينة مأرب وسط امواج بحر متلاطمة ونجح بتحويل المدينة التي لم يكن يصلنا منها شيء سوى اخبار التقطع والقتال والتخلف والهمجية الى مدينة تؤسس لمجتمع حضاري وبيئة تتعالى فيها مؤسسات الدولة ويحضر فيها كل ماهو “جميل”.

انا اكثر الاشخاص الذين يمقتون حزب “الإصلاح” و”المؤتمر” لكن هذا لن يمنعني من ان انحني تقديرا لمحافظ مأرب سلطان العرادة الذي نجح في زمن “الانبطاح” ان يحافظ على كرامة اليمني في مأرب ، وفي مارب دون غيرها لايحس اليمني ان مدينته مختطفه وانه رهن “الوصاية”.

قبل ايام زار وفد صحافي من دول اوروبية وغربية مأرب واطلع على تجربتها الوليدة وحينما عادوا تصدر هذا العنوان اشهر صحف العالم (النيويورك تايمز):” بينما ينهار اليمن فإن إحدى مدنه (مأرب) تمثل نسبياً جزيرة من الهدوء إنها نقطة مضيئة.

ومأرب حقا نقطة مضيئة ففيها من الرجال الذين احترموا انفسهم فصنعوا مجدا لايضاهى ، لم ينبطحوا ولم يرتهنوا قدموا انفسهم كأنداد ومن يقدم نفسه (كند) يحترم ومن يقدم نفسه كأجير وتابع يداس تحت الاقدام وتمضي المواكب ويتخلف خائبا.

تعلموا يا اصحابنا من “العرادة” كيف ادار مأرب وكيف نجح؟وكيف اصر ان يكون “ندا” وان يكون صاحب قضية وطنية حقة وكيف نجح في ان تكون قضيته الوطنية وان اختلفنا في جزئياتها فوق كل القضايا.. تعلموا فلا عيب ان يتعلم الرجال من الرجال..

#فتحي_بن_لزرق

10-نوفمبر-2017

مقالات الكاتب