داعش واخواتها .. خوارج العصر الحديث

يخطئ من يظن أن الخوارج الجدد هم صنيعة الأحداث فقط وأنهم مجتهدون ولكنهم اخطأوا الطريق .. هذا لا ينطبق أبدا على الخوارج الذين تم إعداد قادتهم المجهولين وتنظيمهم السري بشكل غامض فهم في حقيقة الأمر مجموعات إسلامية مشوشة فكريا تمت تغذية عقولها بأفكار خاطئة وسلكت طريقا مخالفا تماما للدين وللشريعة ولكن عن قناعة بدأت بمجاملة وانتهت بمصالح ، وأما قادتها الكبار فهم مجهولون وعلى الأغلب يتم إدارتها من مراكز خاصة يسيطر عليها من يعرفون المنطقة جيدا ويدركون طريقة تفكير أبناءها ، والخوارج عادة لا يظهرون إلا عندما يسيطر الإسلاميون المعتدلون على الساحة الفعلية وتكون لهم الغلبة ، ولهذا فإن الخوارج ينحصر دورهم في هدم هذا الكيان الإسلامي الوليد وتحويله إلى جحيم ليختلط الأمر على العامة بين ما هو غث وما هو سمين . ونستطيع القول أن ما يقوم به خوارج مصر مثلا من تفجير وإرهاب وغيره إنما المقصود به أن تلتصق تلك التهم بالإسلاميين بشكل عام والمعتدلين على وجه الخصوص بينما جميع المسلمين منها براء ، وهو أيضا ما يفعله خوارج سورية "داعش" وينسب بشكل تلقائي إلى الفصائل الإسلامية الأخرى وخاصة المعتدلة منها والتي حققت بطولات وانتصارات على أرض الواقع ضد النظام السوري . وهذا هو الحال في كل من تونس وليبيا واليمن ومصر وغيرها . وظهور الخوارج مثل داعش ما هو إلا محاولة لضرب العمل الإسلامي وتشويهه وضرب أي تكتل حقيقي نابع من العقيدة كما حدث في سورية عندما أعلن عن قيام الجبهة الإسلامية ، وإذا نظرنا إلى عمليات الخوارج في كل الدول التي ظهروا فيها نجد أن عملياتهم دائما ضد الرموز الدينية بدعوى ارتدادها تماما كما فعلوا في مصر عندما قتلوا وزير الاوقاف الذهبي عام 1977 والخوارج التكفيريون هدفهم بالأصل ضرب العمل الإسلامي اينما كان من خلال تصرفات تخالف العقيدة وتجعل من العامة جبهة عريضة ضد العمل الإسلامي الحقيقي وهو ما يحدث الآن في مصر على سبيل المثال فالذي يقوم بهذه التفجيرات والأعمال التخريبية كتفجير باص أو مدرسة أو قتل جندي إنما يهدف الى حشد العامة ضد الاسلام المعتدل لانهم " العامة" لايميزون بين المتطرف والمعتدل وبنظرهم كل إسلامي هو من المتطرفين كما تصورهم وسائل الإعلام ، والتكفيريون الذين يظهرون عادة عندما تميل الأمور لصالح الأمة الإسلامية أو العمل الإسلامي الوسطي لا يهمهم الا تحقيق اهدافهم في تحطيم الارادة الاسلامية المعتدلة وبث الرعب والخوف من الاسلام والمسلمين فيصوروا فيديوهات وهم يقطعون رؤوس ويحرقون جثث ويدمرون بيوت ويرفقونها بشعارات اسلامية واناشيد دينية وتقوم طبعا وسائل الاعلام بتكملة الباقي ولنا في مصر وتونس وليبيا وسورية واليمن خير مثال على ذلك ، وهاهو احد رموزها المصريين ابو مسلم المصري وقد عينته داعش قاضيا في المحكمة الشرعية بولاية حلب حسب تسمياتهم يقول في رسالة الى الشعب المصري ان حكم الاخوان والسلفيين باطل لانهم لم يطبقوا شرع الله وطالبوا بالديمقراطية واضاف "الأحداث أثبتت أن التجربة الديمقراطية لن يكتب لها النجاح في بلادنا والفتوى ليست لعبة فهؤلاء العلماء والمشايخ وطلاب العلم من أفتوا بجواز دخول الديمقراطية للوصول إلى الإسلام عن طريق الصناديق هؤلاء ضلوا ضلالًا مبينًا" .. هل قرأتم جيدا ما قال والى من وجه سهامه في الحديث ؟ الى المشايخ والاخوان والسلفيين وكل الاسلاميين من غير داعش واخواتها !!

من صفحة الكاتب على الفيس بك

مقالات الكاتب