دلالات انعقاد مجلس النوب
حن اليوم بين خيارين.. الدولة او الفوضى.
ثرنا لنصلح ما لدينا من دولة ونقيم اعوجاجها، متطلعين لدولة المواطنة والحرية والعدالة، لنغير من واقعنا ونصلح ما يتطلب الإصلاح، كان الأمل في تطوير الهامش الديمقراطي ليكون كفيلاً بترسيخ إرادة الناس على أرض الواقع، وحق تقرير المصير وفق أسس ديمقراطية عادلة.
وكنا قاب قوسين وأدنى من ذلك في مخرجات الحوار ومسودة الدستور، تم الانقلاب عليها، وتدمير ما لدينا من دولة ومؤسسات، والاستحواذ على ما تبقى بالعنف كأمر واقع مفروض عنوة..
مصيبتنا العنف الذي زج بالبلد بحرب عبثية، أحدثت تصدعات، وانقسامات راسية أفقية، وضاع العقل والمنطق والتوافق والأجماع، في فوضى عارمة جعلت البلد على كف عفريت، الانقلاب يتمسك بالسلطة في مناطق سيطرته حتى آخر رمق، ويهدد الجميع والحياة العامة، والثورة والجمهورية، وفوضى وعبث وعنف مليشيات المناطق المحررة المعيق للتوافق والإجماع على دولة تلبي تطلعات الجميع باختلافاتهم وتنوعهم.
حرب تدمّر كل شيء وضحاياها اليوم البسطاء والمدنيين الأطفال والنساء والكهول بل كل المواطنين الآمنين والمسالمين، فرص الموت اليوم أكثر من فرص النجاة، والحياة تضيق لتخنق الناس، يقتلون بالمتفجرات أو بالوباء أو بغياب الرعاية الصحية والإيواء والإغاثة، وتوفير سبل العيش الكريم والحياة الطبيعية للبشر، والارتهان والتبعية، والمشاريع الوهمية.
لا مجال أمامنا غير استعادة الدولة ومؤسساتها، ومسار الإصلاح والتقويم والتغيير والتحول المنشود، وتجنب الفوضى العارمة، والمشاريع الصغيرة التي تعمل على تأكل الدولة، وما أمسنا اليوم لمؤسسات الدولة وعلى رأسها مجلس النواب، رغم كل عيوبه ومساوئه، نحن بحاجة إليه اليوم كمؤسسة، في مواجهة التحديات، يمكن إصلاح بنيتها وتركيبتها، في عملية تغيير ومسار سياسي بخطوات متزنة مقنعة للجميع، ما مسنا اليوم لتصويب مسارنا وتقويم استراتيجية معركتنا ضد الانقلاب واستعادة والدولة وشرعية التغيير والتحول المنشود لمستقبل مأمول.
مشهد التئام مجلس النواب في إطار الشرعية، خطوة مهمة وفي الطريق الصحيح للتوافق في إطار جبهة عريضة في مواجهة الانقلاب والفوضى ومشاريع الأطماع والتبعية والارتهان، من خلاله سيتركز العمل برؤية واضحة ومراقبة الناس لكل خطواته في استعادة مسار التحول والتغيير ومخرجات الحوار، وعندما تبدأ عجلة التغيير بالدوران لن تتوقف، ستفضي بنتائجها على الواقع والمجلس نفسه في بنيته وتركيبته، ليمثل كل قطاعات وشرائح المجتمع السياسية والاجتماعية، بكل طوائفهم واختلافاتهم وتنوعهم، بانتخابات واستفتاء شعبي نزيهة وشفافة اذا توفرت نوايا الخيرين والصادقين لذلك.
هنيئا لحضرموت الريادة وسيئون المنطلق، ليبرهن الجنوب أنه امتداد ثقافي ومدني واحد، إن غابت عدن بالفوضى والعبث المعيق لريادتها في تبنّي مشاريع النجاة والخروج الآمن من المحن والمصائب، فحضرموت من سيئون في مستوى هذا التحدي، منها سينطلق مشروع الدولة ليعم الوطن، ويقضي على كل مشاريع الخراب والدمار والتأكل، وسيأتي دور عدن في وقته..
عدن اليوم قنبلة موقوتة، صاعقها بيد قوى العنف والفوضى، تحاول- بقدر ما يمكن- أن تتجنب تفجيرها، وبهدوء وعقلانية..
ستتخلص عدن عما قريب من هذا الارتهان للعنف والفوضى والعبث والانفجار المراد، والبوادر واضحه في تهالك تلك المشاريع.. الناس اليوم في عدن مبتهجة لما يحدث في سيئون، وهذا يدل على شغفهم بالدولة ومؤسساتها، شغفهم في الاستقرار والحياة الكريمة، ورفضهم للعنف والفوضى والحروب والمليشيات.
احمد ناصر حميدان