شوارع عدن مسرحا للصوصية

انتشرت في الآونة الأخيرة حوادث السرقة في الشارع العام , بأسلوب خطف المتعلقات الشخصية , باستخدام الدرجات النارية , تستهدف الضعفاء اطفال ونساء وكبار بالسن , واحيانا الشباب , بطريقة عنيفة ترافقها اضرار جسدية للضحايا الى جانب الضرر النفسي .
سرقة بالإكراه بتحدي صارخ للمجتمع والامن , والنظم والقوانين والشرع والاخلاق , هذا التحدي برهن ضعف مؤسسات الامن وادواتها من الضبط والتحقيق والتحري والمتابعة والاستخبارات , ضعف مجارات تنامي حجم الجرائم , وتطور اساليبها للحد من تناميها وكبح جماح العصابات والمجرمين . 
اليوم مدينة عدن مسرحا لتنفيذ العمليات الاجرامية , في الشارع العام وامام اعين المارة , لصوص لا يهابون من حولهم يسطون ببجاحه ودون خجل , كاشفين عن هويتهم ,يرتكبون جرائمهم وهم يعلمون ان كاميرات المحلات التجارية تصورهم , ويتم بث المقاطع , دون ان يعتريهم خوف من المتابعة والبحث والتحري , اذا كانوا لا يهابون من حجم الاطقم العسكرية وما عليها من رجال امن وهي تجول وتصول الشوارع , بل هناك جرائم ارتكبت وفر اصحابها امام حراسات امنية لمساكن قيادات محسوبة على تشكيلات امنية , لأول مرة في تاريخ عدن يتمادى اللصوص بجرائمهم بهذه الصورة المشينة 
في شوارع عدن اذا رن تلفونك المحمول مجرد الرد على المكالمة يجعل منك هدف للصوص , والنساء عرضة للهجوم وخطف حقائبهم , والكل عرضة للسطو المسلح , خاصة الخارجين من البنوك ومراكز الصرافة , والزور والغرباء على المدينة ,اذا قاومت يمكن ان تتعرض للطعن او للقتل , وحدثت كثيرا من تلك الجرائم , راح ضحيتها الكثير , واقسام الشرطة تمتلئ بالبلاغات , كما قال احدهم ان جندي الاستقبال ابتسم ضاحكا له وهو يقدم بلاغ سرقة تلفونه المحمول , ترى هذا الدفتر مليء بالبلاغات دون ان نصل لمجرم واحد , السؤال موجه للمعنيين لماذا ؟!
وكثيرا هي الاسئلة التي تحتاج للإجابات تطمئن المواطنين , ما دور اقسام الشرط وادارة الامن والمؤسسات التي تتبعها , والنثريات والمصروفات وحجم المعدات من اطقم ومدرعات وفرق استخبارات وبحث وتحري , هل هي مجرد ديكور للعرض العسكري , ما هي الاستراتيجية التي تعد و تتطور وفق الحاجة للحد من هذه الظاهرة وضبط الشارع العام وعودة السكينة له والسلم الاجتماعي للناس , وحفظ امن وامان المجتمع .
لماذا لا نرى قوائم مطلوبين في الاماكن العامة والاسواق , وفي نقاط التفتيش الداخلية والخارجية , او حتى الاعلان في الصحف والقنوات عن مطلوبين , وحملة اعلامية تساهم في التوعية للمجتمع في مساعدة الامن للقبض على اللصوص , نحتاج لحراك مؤسسي امني وشعبي في مواجهة هذه الظاهرة , الناس اليوم تخاف حتى اعتراض اللصوص لان بعضهم مسلح , وظاهرة السلاح انتشرت بشكل خطير تهدد المجتمع , ونسمع عن اجراءات لكننا لا نرى تنفيذ حقيقي على الارض .
نحتاج لطمأنت الناس , وتشجيعهم على ان يكونوا شركاء في محاربة الجريمة , نريد وضع كمائن للصوص للقبض عليهم متلبسين , لكي تطمئن الناس عليك ان تكف عن كسر ارادتها , وتترك الحبل على الغارب لتستفحل الجرائم وتتحول لاذا و وباء على الناس والمجتمع , 
انقذوا عدن من الانفلات الامني والاخلاقي والقيمي , الذي يتطور ويتعظم اليوم , قد لا يحمد عقباه , ويهدد السكينة العامة والسلم الاجتماعي وعدن .

مقالات الكاتب