أسواق النضال المزدهرة بالدم!
في كل حادثة للدم في الجنوب اسمع تلك الجمل المطلقة الموجهة تجاه عدو مخلوق مؤسس في وعيهم لا يتغير .. تلك الجمل التي تحولت لقطعيات نهائية لامجال لمناقشتها عقلاً ..لم يعد بإمكانك في زحمة التهييج والصراخ ان تسال عن أي ملابسات أو أي مسببات واي تقاطعات خيوط للجريمة واي تشابكات مصالح في بيئة صراع الأخلاق فيها جملة تافهة وبائسة .. هنا في هذا الجو المشحون اصبحت مسالة اطلاق الاحكام النهائية في روتينية فالجاني محدد سياسياً ووصفه : (هم القتلة لا غير !) هم القتلة ! .. من هم ! "هم" المعبأ وعيهم بهم !! ..
هذه ثنائية الروبوتات الآلية التي لم تعد تتعرف معنى الدم وزهق الروح ... الثنائيات القاتلة " هم " و " نحن " .. قاتلة للتفكير للوعي للشعور الانساني النزيه ومحفزة لكل ما هو مندفع عدائي خصوم لدود ضد للعدالة والوعي والضمير ..
مارأيكم !
جربوا مرة ان تتنازلوا عن آلية الروبوت الحاقد في إطلاق الاحكام في حضرة الدم وان تستشعروا أن هذا الطفل او ذاك العجوز اخ أو اب لكم .. هل كنتم لتستخدموا دمه بكل هذا التساهل التسويقي لخصوماتكم وأهوائكم!
جربوا ان تطالبوا بالتحقيق المباشر قبل الحكم المباشر..
أن تفتشوا بنزاهة عن الاسباب المؤدية للقتل لمحاربتها مرة أخرى بدل اعطائها مسوغات شتى للعودة واستخدامها لأغراض خاصة ما أكثر تشعبها واكثر ابطالها في هذا الزمن الرديء .. ..
أن تعرفوا ان الانتصار للدم يعني بذل الجهد بكشف اسباب ازهاقه والمطالبة بالقصاص من قتلته لا باستخدامه كمادة تسويق ضد خصومكم وما أسهل التسويق الان في بيئة مثخنة بالعداوات وسعير وعي الجهات وازدهار الخصومات !
جربوا مرة ان تقولوا جملاً تنحاز للإنسان.. للحقوق.. للوعي العام
.. قولوا نطالب بتحقيق عاجل وبحث نزيه في اسباب القتل وعمل جاد على ايقاف اي الطرق المؤدية للقتل دون اي حسابات خاصة تتعلق بالشهرة والجماهيرية النضالية التي تنسي الكثيرين قدسية الدم الذي اضحى مادةً دسمة للظهور بمظهر حامي حمى الجنوب من قبل جمهرة مسوقين بلا ضمير في سوق مفتوحة للخداع واستنزاف الغرائز ..
جربوا مرة ولن تخسروا ..
بل سنكسب جميعاً حينها وعياً جمعياً يستعصي على الهيجان وهيشات الأسواق .. أسواق النضال المزدهرة بطراوة الدم ..