إعلام صالح وإعلام البيض وجهان لعملة واحدة

المتأمل لحال وسائل الإعلام التابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ، والإعلام الجنوبي التابع للبيض والحراك الجنوبي يجد أنهما صارا وجهان لعملة واحدة منذ أكثر من عام خاصة بعد الانتخابات الرئاسية في فبراير / شباط من العام الماضي ، بل إن العديد من الأخبار والتقارير المنشورة على مواقع وصحف تابعة للمخلوع تجدها نفسها منشورة على مواقع وصحف تابعة للبيض والحراك الجنوبي والعكس صحيح ، الأمر الذي يجعل المرء في حيرة من أمره ، فهل عاد البيض وصالح للاتحاد من جديد وهما من وقعا على اتفاقية الوحدة اليمنية ثم تنصلا عنها ( الأول في العام 1994م والثاني في العام 1012م ) ، هل حن صالح لنائبه السابق بعد أن وجد نفسه خارج السلطة والحكم ؟ وهل شعر بالألم الذي يصيب الرجل عند خروجه من الحكم فرق لحال صاحبه ؟ أم إن الأمر مجرد مكايدات سياسية ليثبت صالح حقيقة ما قاله قبل إسقاطه من الرئاسة بأن الجنوب سينفصل والقاعدة ستسيطر على كثير من مناطق اليمن ، والحوثيون سيهيمنون على شمال البلاد ، فصار الرجل يدعم الأطراف الثلاثة لتحقق ما تنبأ به سلفاً .


يوم أمس ومع ابتداء الهبة الشعبية الحضرمية – التي حاول الحراك ركوب موجتها – تجلى التنسيق والتعاون بين وسائل إعلام المخلوع صالح ووسائل إعلام البيض والحراك ، فكانت قناة عدن لايف التبعة للبيض وقناة اليمن اليوم التابعة لصالح تنشران أخبار شبه موحدة في الشريط الإخباري وكذا في نشرات الأخبار .


أما وكالة خبر التابعة لصالح فقد فاقت في تهويلها وكذبها المواقع الإخبارية التابعة للبيض والحراك الجنوبي ، فقد نشرت خبراً عن مقتل عشرة في اشتباكات بين الجيش ومسلحين بسيئون تبين لاحقاً أن الخبر ليس صحيحاً البتة فلم يسقط أي قتيل في سيئون ، كما نشرت خبراً على لسان قيادي حراكي بالخارج قالت فيه إن هناك تأييد دولي كبير لاستقلال الجنوب .


أما موقع المؤتمر نت فكان مما نشره عن هبة أمس خبراً مضحكاً ومفبركاً ويكذب آخره أوله ، فقد ذكر الخبر أن عناصر من حزب الإصلاح اقتحمت مقر المؤتمر في الحوطة بلحج ونهبت محتوياته ، وذكر على لسان رئيس فرع المؤتمر بلحج قاسم لبوزة أن عناصر من الإصلاح اقتحمت مقر المؤتمر وعبثت ونهبت في الوقت الذي لم تتعرض فيه لمقر الإصلاح بسوء رغم قربه من مقر المؤتمر ، فكيف يتهم الخبر عناصر الإصلاح باقتحام مقر المؤتمر ويقول إنها لم تقتحم مقر الإصلاح القريب من مقر المؤتمر ، فإن كانت - كما قال الخبر - عناصر إصلاحية هي التي اقتحمت مقر المؤتمر فكيف تريد منها أن تقتحم مقر الإصلاح ، والطريف في الموضوع أيضاً أن موقع صدى عدن الجنوبي نقل نفس الخبر عن المؤتمر نت فقط غير العنوان فكان عنوانه الأحزاب اليمنية تتبادل الاتهامات حول إحراق المقرات في الجنوب
وعند تتعبي لخبر اقتحام مقر المؤتمر بلحج تبين أن من اقتحمه هم عناصر من الحراك كانوا في مسيرة بالتزامن مع الهبة فحاولوا اقتحام مقر الإصلاح ولم يفلحوا بذلك فاتجهوا لمقر المؤتمر واقتحموه ، إن مثل هذه الأخبار الملفقة لا تسيء إلا لأصحابها وأي قارئ يمكنه أن يعرف الحقيقة من خلال طيات الخبر نفسه ، ثم إن المواطن اليمني لم يعهد على عناصر الإصلاح أنها تقتحم مقرات أو تكسر وتنهب .


في الختام أتمنى من وسائل الإعلام التابعة للمخلوع صالح وللبيض والحراك الجنوبي أن تحترم عقولنا كقراء ، وأن تعمل بمهنية وتصور الأمور على حقيقتها ، ولتعلم تلك الوسائل أن تحقيق أي أهداف لا يمكن أن يتأتى بالكذب والتزوير والافتراء وتلفيق التهم للآخرين لمجرد الخصومة السياسية .

مقالات الكاتب