الارهاب لعبة قذرة

-أصبحت اليمن منذ أعوام خلت مسرحا للأعمال الإرهابية التي تتعاظم يوما عن يوم وتتخذ أشكالا مختلفة ومتنوعة وتختار أهدافها وأماكنها بدقة متناهية في ظل أوضاع أمنية متردية بفعل المرحلة الانتقالية الصعبة، الأمر الذي يكشف مدى خطورة الأوضاع وحساسيتها لاسيما حينما يستهدف مجمع وزاري معني بالدفاع عن البلد في وسط العاصمة السياسية وفي وضح النهار ويكون المستهدف فيه رئيس الجمهورية حسبما قال سكرتيره الإعلامي الخاص.
-عن أي إرهاب نتحدث..فالإرهاب أصبح أكثر دقة وتنظيما وبشاعة وهو أنتقل من كونه يستهدف أشخاص وإسقاط مناطق وقرى إلى إسقاط دولة، ما يعني بحسب المراقبون أن أيادي خفية لها إمكانيات كبيرة هي من تلعب بورقة الإرهاب اليوم، وهذه مسألة لم تعد خفية قياسا بحجم الخسائر وعمليات التدمير ونوعية الضربات التي يوجهها الإرهاب للبلد، فالفاعلون هنا يتجاوزون الجماعة الصغيرة السرية التي تعمل بخوف واحتراز إلى الجماعة المنظمة التي تخطط وتنفذ بثقة ودقة عالية داخل المدن المكتظة بالسكان كعدن والمكلا ومن ثم العاصمة صنعاء ثم يفر الفاعلون أو يفجرون أنفسهم دون أن يظهر لهم أثر وتختفي الشواهد والأدلة كما لو كانوا قد تبخروا في السماء.
-إنها لعبة خطيرة ومدمرة يلعب بها أناس محترفون تقف خلفهم إمكانات دولة أو دول،فالأمر لم يعد بحاجة لكثير عنا لنكتشف أن الإرهاب لعبة دولية ومحلية تسخر لها إمكانيات كبيرة توظف في الصراع الدائر إما بين الدول أو الحضارات أو مركز القوة والنفوذ في كل بلد على حدة،وما يحدث في اليمن هو صراع محموم بين قوى كبيرة ونافذة-كما يؤكد مراقبون- يوظف الإرهاب فيها كورقة أمنية وسياسية خطيرة لتحقيق مكاسب ذاتية على حساب شعب وبلد.
-بعد أبين أضحت حضرموت قاب قوسين أو أدنى من السقوط بيد القاعدة، وما تشهده من اغتيالات متكررة وبصورة شبه يومية فضلا عن اقتحام المنطقة الثانية فيها إلا مؤشرات خطيرة على ضعف القبضة الأمنية وتهيئة المحافظة للسقوط بيد الجماعات المتطرفة، وإذا كانت أسباب ذلك مجهولة لدى العامة رغم أن كل شيء أصبح مفضوح، فإن هناك من يعلمون بالتأكيد الأسباب ويدركون إلى ماذا يرمي تسليم حضرموت للقاعدة وهي المنطقة الغنية بالنفط والثروات،أي لعبة سياسية قذرة هذه التي تعتمل في اليمن، وأي توظيف خطير للإرهاب ذلك الذي يحدث وبهذه البشاعة، ومن المستفيد من تدمير البلاد ومقدراته بهذه الطريقة الجهنمية ولماذا يسكت الخيرون وأبناء الشعب على مثل هذه الأعمال؟ إن كانوا يعلمون الجهات التي تقف خلف ذلك وقد أصبحت بتعبير كثيرين مفضوحة، فلماذا لا ينقضون عليها قبل أن تنقض هي على الوطن وتسلب اليمنيين راحتهم وأمنهم واستقرارهم ومستقبلهم.
-إن الذين يقفون خلف الإرهاب سواء أكانت دول أو جماعات نافذة أو أفراد أصبحوا اليوم مكشوفين ولا يوجد ما يستر عوراتهم فالعمليات التي تحدث وآخرها عملية العرضي يكشف مدى التخطيط والتنفيذ والإقدام الذي تحلت به الجماعة المنفذة وهو بالتأكيد شغل عصابات منظمة تمتلك من المال والإمكانات الكثير لتنفيذ ما هو أكبر إن تركت بعيدة عن العقاب،الوضع خطير والصراع السياسي لم يعد محصورا على الديمقراطية والحوار بل تطور ليتخذ أشكالا عنيفة وتدميرية تضر بالبلاد ومستقبلة من أجل مصالح أفراد من الخطأ أن يتركوا محصنين وبعيدين عن يد العدالة.

مقالات الكاتب