الحوار الوطني أملنا في الاختيار وهدفنا في صنع القرار
تخطو اليمن نحو خطوة هامة في تاريخها السياسي وذلك بعد المرحلة الانتقالية التي طالب فيها الشعب بالتغيير، لتأتي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية كحل يخرج اليمن من أزمته الحالية والتي سيتحدد من خلالها مستقبل اليمن القادم.
ومن المبادئ الرئيسية للمبادرة الخليجية أن يؤدي الحل الذي سيفضي عليه الاتفاق إلى الحفاظ على أمن واستقرار اليمن، وأن يلبي الاتفاق طموحات الشعب كافة في التغيير والإصلاح وأن يتم انتقال السلطة بطريقة سلمية وآمنة تجنب اليمن الانزلاق للفوضى والعنف ضمن توافق وطني، وأن تلتزم كافة الأطراف بإزالة عناصر التوتر سياسياً وأمنياً وإعلامياً، وأن تتخذ الحكومة الإجراءات الضرورية لوقف العنف والانتهاكات وإخلاء المدن والشوارع من التشكيلات المسلحة وحماية المدنيين.. وبما أننا على أعتاب تنفيذ هذه المبادئ جاء الحوار الوطني ليستبشر به الشعب اليمني خيراً ويعقد عليه الآمال المرجو تحقيقها خاصة ونحن في المرحلة الأخيرة من مخرجاته..
فهناك من قال بأن الحوار الوطني سوف يخرج البلد من أزمته الحالية وسوف يسهم في حل أوضاع الشعب خاصة في الجنوب لما تعرض له من هضم للحقوق وكثرة الفساد والمحسوبية لبعض المؤسسات الحكومية. فالحوار هو الطريقة الوحيدة والديمقراطية والأسلوب الحضاري للتقدم نحو الأفضل وإيجاد الحلول لكل المشاكل العالقة سواء السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية والاجتماعية وحتى الصحية. والحوار هو لم الشمل لكل الأطياف المؤيدة منها والمعارضة.
وهو المخرج الوحيد لخروج اليمن من أزمتها الحالية والارتقاء نحو البناء والإعمار والتنمية وإعادة ما تم هدمه وإفساده من المخلفات السابقة.
وأخيراً وليس آخراً تظل أنفاس الحوار الوطني الأخيرة محط ترقب واهتمام واسع من الجميع ويعتبر الحدث الأبرز على الساحة اليمنية والعربية وعين الجميع على إنجاحه، ويظل هو كل ما تبقى للشعب في الحصول على كل ما يتمناه ويطلبه من إصلاح وتغيير وتصحيح للأوضاع والتقدم نحو الأفضل. وحتى يتم ذلك على كل الأطراف والأطياف والأحزاب وفئات الشعب أن تتكاثف وتكون يداً واحدة لإنجاحه والخروج باليمن من الأزمة التي تعانيها والتوجه الحقيقي نحو الإصلاح والتغيير الذي طالما حلمنا به فهو بكل بساطة كل ما تبقى لنا وهو أملنا في صنع القرار..