حاول شراء المؤتمر فوقع في شراك صالح

تعاني الثورة اليمنية من وقوعها في المنطقة الرمادية منذ توقيع المبادرة الخليجية كتسوية اضطرارية تجنب البلاد شبح الحرب والاقتتال الداخلي.

 

وإذ كانت التسوية على قاعدتي التغيير والانتقال السلمي للسلطة، إلا أن ذلك لم يحدث بالشكل الايجابي حتى الآن للأسباب الآتية:

1 ــ رعاة المبادرة وعلى رأسهم الأمريكان والسعودية الذين كانوا ولا يزالون يبحثون عن استمرار التوازن في البلاد وإعادة إنتاج النظام السابق.

 

2 ــ الرئيس عبدربه منصور هادي الذي لم ينحاز كلياً للتغيير ويحرص كثيراً على محاولة شراء ولاء المؤتمر الشعبي العام على حساب قيم الثورة والتغيير، لذلك يعيد إنتاج وجوه النظام السابق بغرض السيطرة على المؤتمر الشعبي العام، فأعاد من حيث لا يشعر الحياة مرةً أخرى إلى شبكة صالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فالثورة نجحت بالإطاحة بصالح كرئيس؛ ولكن (رعاة المبادرة، الرئيس، قادة المشترك) أخفقوا في الإطاحة بصالح كلاعب سياسي، إن لم يسهموا بطريقة غير مباشرة في عودته.

 

صالح الآن يتحكم بعدد غير قليل من أعضاء الحوار، وما يزال يتحكم في مؤسسات البلاد، وغداً سيرشح من يراه مناسباً باسم المؤتمر الشعبي العام مرشحا للرئاسة.

 

3ـ قادة المشترك، مسؤولون عن عودة صالح سياسياً لأنهم حتى الآن ما يزالون مصرين على التعامل بطريقة "الإصلاح السياسي" مع الثورة، أو بشكل أوضح "يديرون الثورة بعقلية ما قبلها".

 

الفرصة الغائبة                       

الثورة بدماء شهداءها وجهود كل المخلصين والتواقين للتغيير أزاحوا صالح وعائلته عن الحكم، وأمام اليمنيين فرصة، خصوصا الرئيس وقادة المشترك من خلال مؤتمر الحوار الوطني لتبني قرارات شجاعة ليس أقلها أهمية قانون العزل السياسي لصالح وعائلته، وأن يبدأ الرئيس هادي بخطة تغيير شاملة وحقيقية ويغادر مربع إمساك العصى من المنتصف، لأن استمرار هذه السياسة قد يقود إلى نتائج وخيمة.

 

يكفي أن صنعاء ما تزال محاطة بألوية الحرس الجمهوري وتحت قيادة أحمد علي، ودخلنا الحوار دون إنجاز هيكلة حقيقية للجيش والأجهزة الأمنية وغيرها الكثير.

 

الفرصة مواتية تبحث عن إرادة سياسية للرئيس والمشترك توازي إرادة الشهداء والثوار.

مقالات الكاتب