قائد اللجان الشعبية بأبين يفجر قنبلة مدوية: القاعدة دخلت إلى أبين بدعم من السلطة والرئيس لم يعد يتواصل معنا

المدنية/عدن تايم/حاوره/ذويزن مخشف:

عبداللطيف السيد قائد اللجان الشعبية الجنوبية التي تاسست في ابين ثم عدن لمواجهة الجماعات المسلحة وفي مقدمتها مسلحي انصار الشريعة او تنظيم القاعدة.

 

ظل اسمه يتردد كثيرا بين اوساط الناس وذاع صيته على المستوى الخارجي الدولي والاقليمي عدة سنوات كمحارب مناهض لجماعات الارهاب.

 

اختفى سنوات ثم عاد ثم اختفى وظهر مع بداية العدوان الحوثي وقوات صالح على المحافظات الجنوبية وتحديدا خلال ازمة اقالة قائد الامن المركزي بعدن مارس 2015 ثم تقدم مقاتليه لمساندة الجيش للتصدي لزحف قوات المخلوع صالح والحوثي في جبهة العند لكنه فشل وسقطت العند وعاد بقواته بخفي حنين الى مسقط راسه جعار ليحميها بدلا من عدن.

 

ظل عبداللطيف محل أحاديث الناس قبل وبعد تحرير عدن وفي ديسمبر الماضي تلقى ضربة قوية من مسلحي القاعدة الذين عادوا للسيطرة على مدن أبين وطرده منها وجميع رجاله.

 

الكثير من الخفايا والاحداث يرويها عبداللطيف رغم تحفظه في بعض الملاحظات لصحيفة (عدن تايم) في أول ظهور له منذ اكثر من عام متحدثا عن كل مجرى بعدن وابين واين استقر به المقام مختفيا فألى التفاصيل.

 

ابدأ حواري معك من حيث بدأ اختفاءك.. اين أنت منذ سيطرة مسلحي القاعدة على مدينتي زنجبار وجعار وكذا باتيس مسقط راسك؟

 - موجود في مكان آمن.. اتنقل ولست مستقرا في مكان معين لكنه آمن.

 

س :لماذا؟

- لم يحن الوقت بعد لاظهر في العلن .. لكن المؤكد سأكون في مكان بين الناس لاني قريب منهم واقف معهم.

س:  ما الذي حدث في زنجبار وجعار حيث المعقل الرئيس للجان الشعبية بقيادتك؟ كيف استطاعت القاعدة السيطرة عليهما؟ 

- ما حدث في مدينتي زنجبار وجعار لا يمكن ابعاده عن ما حدث منذ بداية عام 2015 من عدوان على المحافظات الجنوبية. فماحدث في محافظة أبين بشكل عام انه بعد سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح على محافظتي عدن ولحج وكذا بعض مناطق ابين كانت هذه الحرب فرصة ليستعيد تنظيم القاعدة انفاسه وترتيب قوته وذلك من خلال استيلائهم على مخصصات كثيرة من الدعم العسكري الذي كان ياتي للمقاومة الجنوبية الا ان هناك من كان يقوم بأخذه واعطاءه للتنظيم ان كان المسمى القاعدة او الجماعة الجديدة المسمى (داعش) حيث الطرفين اخذا موقف المتفرج ولم تكن مشاركتهم في الجبهات الى جانب المقاومة فعالة لم يكون لهم وجود لكنهم ظلا محشورين بين رجال المقاومة حتى ياتي دورهم في مواجهة المنتصر ..وهي المقاومة الجنوبية التي ولدت من رحم اللجان الشعبية.

 

تحررت المحافظات الجنوبية الثلاث(عدن ابين ولحج) فأنتهز التنظيم الفرصة للدخول مرة أخرى الى محافظة أبين وبمساعدة مسؤولين وبعض الشخصيات الاجتماعية وبعض من القيادات المحسوبة انها المقاومة وبقيت اللجان في وضع صعب إذ أن اللجان توقفت مرتباتهم منذ شهر فبراير عام 2015 الى يومنا هذا.

 

حقيقة لم تكن لدينا الامكانيات والمقومات التي تمكنا من مواجهة التنظيم حينما بدأ هجومه علينا بسلاح اقوى مما نملكه رغم استبسالنا في مواجهتهم والتي ادت الى مقتل قائد اللجان مديرية خنفر والمسؤول المالي و 6 من الافراد. بعدها اضطرت للإنسحاب لان القوة لم تكن متكافئة.

 

س: حديثك يظهر اتهام وتلويح بتواطئ اشخاص معينين للعمل مع القاعدة في اسقاط ابين من هم؟

- لا أحب ذكر اسماء في الوقت الحالي.

 

س:  اين هي قوى اللجان الشعبية الان؟

-بعد الانسحاب من مديرية خنفر(جعار) وزنجبار تفرقت وتوزع رجال اللجان الشعبية في مختلف المناطق.

 

س:  هل تعني ان السلطة تخلت على دعم اللجان لهذا لم تستطع المواجهة؟

- نعم تخلت السلطه عني وعن اللجان الشعبية.

 

س: هل تخلي السلطة عنكم امام تنظيم القاعدة لانكم خذلتوها أمام مليشيا الحوثي وصالح القادمة من صنعاء؟

-لا نحن لم نخدل السلطة بل كنا قوتها وذراعها الحامي. انسحابنا امام قوات الانقلابيين الحوثي وصالح لانها(اللجان الشعبية) لم تكن مؤهله بالقدر الكافي على مواجهة تلك الجيوش الانقلابية التي تمتلك كل الاسلحة والتجهيزات العسكرية الكبيرة.

 

  -س : كهذه الايام العام الماضي بدأ زحف مليشيات الحوثية على محافظات الجنوب كانت اللجان الشعبية حينها لها رنة وشنة كما يقولون في عدن ولكن فجأة اختفيتم وقواتكم عن الانظار واصبح هروبكم حديث الناس.. ما هي الحقيقة التي تقولونها للتاريخ؟ 

-طبعاً انا لا الوم الناس على ما تسمع من دعايات واتهامات ضدي او مقاتلي اللجان الشعبية لانهم لا يعرفون كل الحقيقة او قول انهم يجهلون معظمها. .الحقيقة عندما تم استدعائنا الى العاصمة عدن من قبل وكيل جهاز الامن السياسي الاخ اللواء ناصر منصور حفظه الله وفك اسره طبعاً اشترطنا قيادة اللجان ان يتم تسليح عناصر اللجان باسلحة خفيفة ومتوسطة الى جانب دعم ذخائر واعتمادات مالية وكذلك ترقيم اللجان في السلك العسكري او الامني الا ان كل هذا لم ينفذ منها شي في بداية الامر وبعد مطالبتنا تنفيذ الشروط بما فيهم رئيس الجمهورية اضطررنا للإنسحاب قبل دخول الحوثة وقواتهم.

 

بعد ذلك جاءت الينا وساطة للعودة الى عدن وتنفيذ الشروط من تسليح واعتماد  3 الف من ابناء عدن لكن لم يتم تسليح اللجان قبل دخول الحوثة.

 

س: كنت وقواتك في العند ضمن قوة عسكرية كبيرة بقيادة وزير الدفاع الصبيحي واخرين ما الذي حدث هناك؟ وكيف سقطت العند؟

- جاءنا امر بالتوجه الى بوابات معسكر العند وحمايته لانه تعرض للنهب من قبل المواطنيين والعسكر الذين كانوا متواجدين فيه. .تحركت اللجان في الساعة ال 11 مساءا الى المعسكر الذي كان ينهب في ذلك الوقت وكانت برفقتنا قوة عسكرية من اللواء (119) بقيادة اللواء الركن فيصل رجب (حفظه الله وفك أسره)، لم تكن هناك معلومات تفيد بتقدم مليشيات الحوثي الى ان جاء الصباح تفاجئنا بزحف المليشيات ومن ثم انسحبت قواتي وفيصل رجب وقوته وناصر منصور وناصر نجل الرئيس هادي فكان الانسحاب غير مرتب حيث فيصل رجب وناصر منصور اتجهوا الى الحوطة ونحن سلكنا طريق الحسيني الذي يخرج العلم ومباشرة الى ابين.

 

س:  وزير الدفاع محمود الصبيحي اسر في لحظات ماهي قصة معركة العند التي لم تحدث باعتقادي؟

- عند وصولنا الى ابين تفاجئنا بخبر اسر اللواء الصبيحي وفيصل رجب وناصر منصور. حقيقة انا لست على علم بما حدث حتى افيدك وافيد الناس بمعركة لم اكن شاهد عليها. مع العلم اني لم التقي يومها بوزير الدفاع لانه حضر بعد انسحابنا من العند.

 

س:  كانت لديكم اسلحة متنوعة لماذا لم تنسحب الى عدن والالتحام مع اهلها للدفاع عن مدينتهم على اعتبار انك وقواتك كنتم منذ مواجهة قوات الامن المركزي ؟

- لا لا لم تكن لدينا اسلحة ثقيله كافية او حتى اسلحة نوعية ومتوسطة حسب مايروج الكثيرون كي تعود اللجان الشعبية للدفاع بها عن عدن؟

 

س:   عدم العودة الى عدن اغضب الناس عليكم وجعلكم في موقف شبهة اتهام التخلي والهروب وقبلها الاستحواذ على الاسلحة التي يمكن لابناء عدن الاستفاد منها في قتال العدو الحوثي؟ 

- أهالي عدن لايعلمون حقيقة الامر ويحكمون على اللجان فقط على احاديث الشارع لانها كانت مقربة من الرئيس هادي والمؤكد لديها الدعم والاسلحة انما العكس هو الصحيح فالدولة هي التي تخلت عن اللجان الشعبية ولم تصرف لها اي قطعة سلاح سوى من الرئيس هادي اوغيره. اما بالنسبة لزعم الناس حول نهب السلاح من المعسكرات هذا فجبل حديد نهب بعد خروج اللجان من عدن ومعسكر العند نهب من قبل العسكر والقيادات التي كانت متواجده فيه وكذلك المواطنين في تلك المنطقة.

 

س:   اعود بك للقاعدة.. كيف تقرأ هذا التنظيم حاليا وقد زادت قوته عن دي قبل؟

-تنظيم القاعده بالمعنى الصريح تنظيم ارهابي ومدعوم من ايادي خبيثة لاتريد للبلاد الامن والاستقرار وبالتالي فهذه الايام لاتوجد سوى ورقة القاعدة يلعبون بها حتى لا يستقر الجنوب ولا يهدأ له بال.

 

س:   حوادث الاغتيالات والتفجيرات التي تشهدها عدن منذ تحررها بإعتقادك هل للقاعدة صلة مباشرة او هناك اطراف اخرى؟

-هذه الحوادث الارهابية المفزعة هي نوع من انواع اللعبة السياسية القذرة ليس فقط في عدن وإنما في إطار اليمن عامة. في المحصلة تلك الاغتيالات والتفجيرات لها اهداف معينة يريدون بها زعزعة الصف الشعبي وبالتحديد على مستوى التحالف العربي والمقاومة الشعبية الجنوبية.

 

س: تركت فكر القاعدة واطلقت لنفسك العنان لمقاتلتهم لكن ظهر التنظيم بمسمى جديد داعش.. هل ترى ذلك حقيقي او ذو خلفية سياسية؟

- نعم تخليت عن فكر تنظيم القاعدة لانه خرج عن الروح الاسلامية السمحاء.. يمكنني القول ان فكر القاعدة او داعش هو فكر واحد بمعنى واضح هما وجهان لعملة واحدة.

 

س:  هل لديكم اتصالات حاليا مع الجهات الرسمية في عدن؟

- لا .

 

س:  علاقتكم برئيس الجمهورية هادي تبدو مقطوعة لماذا لم يعد يدعمكم كالسابق؟ 

-نعم لم يعد هناك علاقة بالرئيس هادي. ليس لدي علم بسبب توقف دعمه للجان الشعبية لكني استطيع القول ان الرئيس هادي بات في وضع لا يستطيع ان يدعم نفسه فقد ترك الجمل بما حمل.


س:  لكن يبدو هادي في موقف قوي بعد عاصفة الحزم؟

-لا تعليق.

 

 س: بعد انتصار وتحرير عدن حاولتم العودة اليها بقواتكم لاستلام مقرات رسمية لكنكم فوجئتم باعتراض المقاومة ما قولكم؟

-لا هذا الكلام غير صحيح على الاطلاق. نحن لم ندخل عدن لاستلام اي مقرات رسمية.

 

س:  كيف هي علاقتكم بالمقاومة الجنوبية قيادات ومقاتلين؟

-علاقة طيبة فنحن جزء من هذه المقاومة والتي يمكن وصفها انها ولدت من رحم اللجان الشعبية.

 

س:  هل لدى عبداللطيف السيد اسرار وخفايا يحب قولها للناس؟ 

-احب اقول لاخواننا في عدن البطلة بالخصوص انكم ظلمتم اخوانكم في اللجان فيما يروجه الاعلام العفاشي ضدنا وصدقتموه ونسيتم بان اللجان هي اول من ضحى برجالها في عدن وذلك بمحاربتهم لاول مرة المليشيات في المحافظة وهم افراد الامن المركزي وقائدهم عبدالحافظ السقاف الذي كان يفرض هيمنته على طول محافظة عدن فلولا سقوط الامن المركزي في عدن لما قامت للمقاومة قائمة.

 

س:  هل صحيح تلقيتم عروض او دعم من دول التحالف العربي؟

-لا .

 

س: دولة الامارات تشرف على تاسيس قوة عسكرية وامنية منظمة في عدن ومحافظات الجنوب اين اللجان الشعبية منها؟

-صفر على الشمال.

 

س-:معكم اتصالات بالاماراتين؟

لا .

 

س:  هل من سؤال كنتم تريدون اطرحه عليكم؟

-نعم لماذا القاعدة تقوم بإستهداف اللجان الشعبية وقياداتها وملاحقتهم؟

-القاعدة تعرف من هم اللجان الشعبية . ففي حرب 2011 لقنت اللجان الشعبية تلك العناصر الارهابية درسا لن تنساه وافشلت جميع مخططاتهم كما ظلت تطاردهم اكثر من 4 سنوات واصبت أنا عدة مرات اخرها فقدان احدى عيناي. اود القول انه عندما تحررت عدن المدينة العزيزة علينا وكذلك أبين الحبيبة رأوا ان اللجان لا زالت عقبه امامهم فبدأوا في محاربتها دون غيرها كمكون قوي يستطيع مواجهتها ووقف تمددها فكان انقضاضهم علينا غدرا ومن ثم تبدأ مخططاتهم الاخرى التي رسموها وكما تشاهدون الان ما يحدث في عدن ولحج وأبين من عمليات انتقامية وتفجيرات منظمة تستهدف الامن وتقويض استقرار الناس.

 

  كلمة اخيرة ؟

- احب توجيه كلمة لاخواني في المقاومة الجنوبية وجميع اهالي عدن والجنوب الذين ضحوا بأنفسهم في مواجهة المليشيات الحوثية في عدن وابين ولحج أدعوهم ان لا يحسبوا هذا الموقف على احد سوى لله عزا وجل كما انه واجب عليهم ان يدافعوا على ارضهم وعرضهم ودينهم وكذلك نريدهم ان يقوموا بنفس الموقف امام التنظيمات الارهابية القاعدة وداعش وغيرهم التي تهدد حياة امنهم وسكينتهم باعمالهم الارهابية الجبانة التي يقومون بها ولم يستطيعوا تحريك ساكن الى الان الا من رحم نفسه.

 

كما اقدم الشكر والتقدير لك اخي الصحفي يزن مخشف على اهتمامك ومتابعتك لنا دايما منذ بدأت علاقة التواصل بيننا لاول مرة في 2011 .. كعادتك محترم تبحث عن الحقيقة ناقلا مختلف الاراء ووجهات النظر بمصداقية دون تحيز او تعاطف لاحد. شكرا لك ولصحيفة عدن تايم وجميع طاقمها.