حقائق مثيرة من تصفيات أفريقيا.. سلسلة المغرب وحائط تونس وعرش صلاح

المدنية أونلاين/كووورة:

أسدل الستار على التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026 بعد أشهر من المنافسة المشتعلة، فيما شهدت أرقامًا تاريخية وإنجازات فردية وجماعية ستظل عالقة في الذاكرة.

فقد حسمت منتخبات المغرب وتونس ومصر وكوت ديفوار والجزائر وغانا وجنوب أفريقيا والسنغال والرأس الأخضر بطاقات التأهل المباشر إلى المونديال، بينما سيضطر الرباعي الكاميرون، ونيجيريا، والجابون، والكونغو الديموقراطية لخوض الملحق القاري، الذي سيحدد هوية ممثلين إضافيين في الملحق العالمي.

وبرزت تونس كأكثر المنتخبات حصدًا للنقاط برصيد 28 من أصل 30، فيما واصل المنتخب المغربي سلسلة انتصاراته المذهلة دون أي تعثر، مؤكدًا مكانته كقوة قارّية لا تُقهر.

أما منتخب كوت ديفوار فقد سطّر انتصارًا قياسيًا غير مسبوق، في حين شكل دفاعها مع نظيره التونسي "حائطًا حديديًا" بعدم استقبال أي هدف طوال التصفيات.

على الصعيد الفردي، خطف محمد صلاح الأضواء مجددًا بتتويجه الهداف التاريخي لتصفيات أفريقيا، رغم أن شقيقه الجزائري محمد عمورة تفوّق عليه في النسخة الحالية.

كما كتب المهاجم المخضرم كاي كامارا اسمه بحروف من ذهب حين أصبح ثاني أكبر لاعب سنًا يسجل في تاريخ التصفيات.

العلامة الكاملة

حسب تقرير نشره الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، هناك 10 لاعبين داخل الميدان - بعيدًا عن حراس المرمى - خاضوا مباريات التصفيات الأفريقية كاملة (900 دقيقة).

اللاعبون العشرة هم: النيجيري كالفن باسي، الليبيري أوسكار دورلي، السنغالي كاليدو كوليبالي، الروانديان تييري مانزي وأنج موتسينزي، الكونغولي شانسيل مبمبا، الناميبي أبرشيوس بيتروس، الأوغندي كينيث سيماكولا، التونسي منتصر الطالبي، البنيني محمد تيجاني.

اللافت أن دورلي وكوليبالي لعبا أيضًا كل دقيقة من تصفيات مونديال قطر 2022 مع منتخبيهما.

اكتساح إيفواري

حققت كوت ديفوار الفوز الأكبر في تاريخ تصفيات أفريقيا عندما اكتسحت سيشيل 9-0، متجاوزة فوز ليبيا 8-0 على ساو تومي وبرينسيب عام 2003، وانتصار الجزائر على جيبوتي 8-0 قبل 4 سنوات.

وفي لقاء الإياب، فاز فريق الأفيال 7-0 في أكبر انتصار خارجي في تاريخ تصفيات أفريقيا، وهو رقم تكرر لاحقًا عندما فازت جامبيا على سيشيل بالنتيجة ذاتها.

صلاح يعتلي قمة جديدة

وصل محمد صلاح، قائد منتخب مصر، إلى 20 هدفًا ليصبح الهداف التاريخي لتصفيات أفريقيا، بعد أن سجل نجم ليفربول 9 أهداف في 9 مباريات ضمن تصفيات كأس العالم 2026.

وكان الرقم القياسي السابق (18 هدفًا) مشتركًا بين موموني داجانو (بوركينا فاسو)، ديدييه دروجبا (كوت ديفوار)، صامويل إيتو (الكاميرون)، إسلام سليماني (الجزائر).

16 يومًا تحفظ رقم بواليا

المهاجم السيراليوني كاي كامارا، البالغ من العمر 41 عامًا و3 أيام، سجل هدفًا مذهلًا برأسه من خارج منطقة الجزاء في مرمى غينيا بيساو، ليصبح ثاني أكبر لاعب سنًا يسجل هدفًا في تاريخ تصفيات أفريقيا.

الأسطورة الزامبية كالوشا بواليا كان أكبر منه بـ16 يومًا حين سجل ضد ليبيريا عام 2004.

الوحيد الذي تخطى كامارا عمرًا في تصفيات كأس العالم 2026 بكل القارات هو البيروفي باولو جيريرو، الذي سجل ضد بوليفيا بعمر 41 عامًا و78 يومًا.

تونس بالحصيلة الأكبر

أنهت تونس التصفيات برصيد 28 نقطة من أصل 30 ممكنة، كأعلى حصيلة بين جميع المنتخبات، تلتها ساحل العاج (26)، مصر (26)، غانا (25)، الجزائر (25) والجابون (25)، حيث حصدت بعض هذه المنتخبات نقاطًا أكثر من فرق تأهلت مباشرة لكنها اكتفت بالمركز الثاني في مجموعاتها.

عمورة يتخطى صلاح

أنهى الجزائري محمد عمورة التصفيات على رأس قائمة الهدّافين، بعد أن سجل 10 أهداف في آخر 6 مباريات.

وتألق مهاجم فولفسبورج في المباراة الختامية بتسجيل هدفين من ركلتي جزاء متأخرتين ليمنح الجزائر الفوز، ويحرم محمد صلاح من إنهاء التصفيات كهداف أفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه.

يأتي ذلك رغم أن صلاح كان قد سجل 5 أهداف مقابل صفر لعمورة قبل توقف مارس/ آذار الماضي.

وسجل كل من ديني بوانجا (الجابون) وكاموري دومبيا (مالي) 8 أهداف لكل منهما في الدور الأول، وسيحاول الأول تعزيز رصيده في مباريات الملحق.

إنجاز مغربي

حققت المغرب سلسلة انتصارات مذهلة بفوزها في جميع مبارياتها الثماني، معادلةً رقم جنوب أفريقيا القياسي البالغ 9 انتصارات متتالية في تصفيات كأس العالم.

وكانت جنوب أفريقيا قد حققت هذا الإنجاز بين عامي 1997 و2001 بفضل نجوم مثل مارك فيش ولوكاس راديبي وكوينتون فورشون وجون موشوي ودكتور خومالو وشون بارتليت وفيل ماسينجا وبيني مكارثي.

ومنذ خسارتها أمام غينيا الإستوائية 0-1 عام 2015، لم تخسر أسود الأطلس في 22 مباراة متتالية في التصفيات.

أما الرقم القياسي الأفريقي لأطول سلسلة دون هزيمة في التصفيات، فيحمله منتخب نيجيريا (35 مباراة بين 2004 و2017)، بينما الرقم العالمي ما زال باسم إسبانيا بـ 66 مباراة متتالية دون خسارة بين 1993 و2021.

الرأس الأخضر على خطى أيسلندا

أصبحت الرأس الأخضر، التي يبلغ عدد سكانها نحو 527 ألف نسمة، ثاني أصغر دولة في التاريخ تتأهل إلى كأس العالم، بعد أيسلندا، التي بلغ عدد سكانها 340 ألف نسمة حين تأهلت إلى مونديال روسيا 2018.

أما توجو، التي كان عدد سكانها يقارب 5.9 ملايين نسمة عام 2005، فكانت أصغر دولة أفريقية تتأهل إلى كأس العالم حين صعدت إلى مونديال 2006.

الجدير بالذكر أن الرأس الأخضر كانت تحتل المركز 74 عالميًا و14 أفريقيًا في تصنيف فيفا عندما بدأت مشوارها في التصفيات في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.

انتصارات بعد غياب طويل

حقق منتخبا موريشيوس وساو تومي وبرينسيب انتصارات تاريخية أنهت سنوات طويلة من الغياب عن الفوز في التصفيات.

فقد فازت موريشيوس 2-1 على إسواتيني، بفضل هدفي مايك غاسبارد وليندسي روز، لتسجل أول انتصار في تصفيات المونديال منذ 20 عامًا (منذ فوزها 3-1 على أوغندا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2003).

أما ساو تومي وبرينسيب فأنهت 10 سنوات من الغياب عن الفوز بفضل ركلة جزاء سجلها رونالدو أفونسو ضد مالاوي.

ولا تزال سيشيل وجنوب السودان تبحثان عن أول فوز لهما في تاريخ التصفيات، رغم أن الأخيرة خسرت نصف مبارياتها فقط من أصل 10 في المجموعة الثانية.

حائط حديدي

قدمت كل من ساحل العاج وتونس أداءً دفاعيًا مذهلًا، حيث أنهتا جميع مبارياتهما العشر دون استقبال أي هدف.

وحافظ الحارس يحيى فوفانا على نظافة شباكه في 9 مباريات مع الأفيال، فيما تولى زميله ألبان لافون مهمة الحفاظ على الشباك في مباراة واحدة.

أما الحارسان التونسيان أيمن دحمان وبشير بن سعيد فقد حافظا على نظافة الشباك 6 مرات و4 مرات على التوالي مع نسور قرطاج.

عودة من بعيد

تأهلت جنوب أفريقيا إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 16 عامًا، بينما ستعود كل من الجزائر وساحل العاج بعد غياب دام 8 سنوات.

في المقابل، وصل منتخب الكونغو الديمقراطية إلى الملحق الأفريقي، وإذا تمكن من التأهل، فسيشارك في كأس العالم لأول مرة منذ 52 عامًا، ما يعني أنه سيكون صاحب رابع أطول فترة انقطاع بين مشاركتين بعد النرويج (56 عامًا بين 1938 و1994)، ومصر (56 عامًا بين 1934 و1990)، وويلز (64 عامًا بين 1958 و2022).

سباق عربي خلف الأسود

تأهلت المغرب وتونس الآن إلى 7 نهائيات كأس عالم لكل منهما، لتصبحا على بعد مشاركة واحدة من الرقم الأفريقي القياسي المسجل باسم الكاميرون (8 مشاركات)، علمًا بأن الأسود غير المروضة قد تتأهل عبر الملحق العالمي للمرة التاسعة.

وتتشارك غانا وتونس الرقم القياسي كأكثر المنتخبات الأفريقية مشاركة في كأس العالم خلال القرن الحالي (5 مرات)، وهو رقم كان حتى وقت قريب مشتركًا بين الكاميرون ونيجيريا.

هدايا غانية

تصدر الغاني جوردان آيو قائمة أكثر اللاعبين تقديمًا لتمريرات حاسمة في التصفيات الأفريقية برصيد 7 تمريرات، متفوقًا على جيلور كانجا (الجابون - 5)، والهادري راهيرينياينا (مدغشقر - 5)، ومحمد عمورة (الجزائر - 4)، وأوسوين أبوليس (جنوب أفريقيا - 4)، ويوسف مشانجاما (جزر القمر - 4)، ورياض محرز (الجزائر - 4)، وألان أوكيلو (أوغندا - 4).

وقدم آيو هاتريك من التمريرات الحاسمة في الفوز 3-0 على مدغشقر، كما اشترك مع عمورة في أكبر عدد من المساهمات التهديفية (14).

سوبر أوبا

سجل بيير إيميريك أوباميانج 4 أهداف "سوبر هاتريك" ليقود الجابون إلى فوز درامي 4-3 على جامبيا في نيروبي، ويصبح اللاعب السابع فقط في التاريخ الذي يسجل 4 أهداف في مباراة واحدة ضمن تصفيات أفريقيا.

وسبق أوباميانج كل من: روجيه ميلا (الكاميرون 1981)، فرانسيليودو سانتوس (تونس 2005)، فانيفا أندرياتسيما (مدغشقر 2007)، إيمانويل أديبايور (توجو 2008)، إسلام سليماني (الجزائر 2021)، محمد صلاح (مصر 2023).