الإرياني: الحوثيون يواصلون جرائمهم بنهب مساعدات إنسانية بعد تصفية موظف أممي

المدنية أونلاين/

أدان وزير الإعلام والثقافة والسياحة، بأشد العبارات نهب مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، مخزون الغذاء التابع لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من مستودعاته في محافظة صعدة.

وأوضح الوزير معمر الإرياني، في تصريح صحفي، أن المليشيا الحوثية استولت على أكثر من 2.5 مليون كيلوجرام من السلع المخصصة للمستحقين في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، في خطوة تضاف إلى سجلها الأسود في عرقلة جهود المنظمات الدولية وإعاقة إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية لملايين اليمنيين الذين يعانون من ظروف إنسانية كارثية.

وأشار الإرياني إلى أن هذا العمل الإجرامي يأتي بعد أسابيع قليلة من جريمة أخرى ارتكبتها المليشيا الحوثية بحق الإنسانية، تمثلت في تصفية "أحمد باعلوي"، الموظف في برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في اليمن، بعد أن تعرض للاختطاف والإخفاء القسري في 23 يناير الماضي، في امتداد لسلسلة من الجرائم والانتهاكات التي تمارسها بحق المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، ضاربةً عرض الحائط بكل القوانين الدولية والإنسانية.

ولفت الإرياني إلى أن مليشيا الحوثي الإرهابية لم تكتفِ بالتسبب في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، بل تواصل تقويض جهود المجتمع الدولي الرامية إلى تقديم المساعدات للمحتاجين، وتؤكد هذه الممارسات الإجرامية بشكل قاطع أنها لا تأبه بمعاناة اليمنيين، بل تسعى إلى تعميق الأزمة الإنسانية، في سلوك يؤكد أنها مجرد عصابة إجرامية إرهابية، لا تمتلك أي صلة بمفاهيم الدولة ومؤسساتها.

ونوه الإرياني إلى أن هذه ليست الجريمة الأولى من نوعها، فقد سبق أن اقتحمت مليشيا الحوثي في سبتمبر 2018 مخازن برنامج الأغذية العالمي في محافظة الحديدة وحولتها إلى ثكنة عسكرية، كما قامت في يناير 2020 بنهب 127.5 طنا من المواد الغذائية من مستودعات البرنامج في محافظة حجة، مشيراً إلى أن هذه الحوادث المتكررة تعكس نمطا ممنهجا في نهب المساعدات وحرمان المستحقين منها، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

وتابع الإرياني: وللتذكير، في عام 2018 كشف برنامج الأغذية العالمي أن مسؤولين حوثيين يتلاعبون بعملية اختيار المستفيدين من المساعدات، ويقومون بتزوير سجلات التوزيع، حيث تم اكتشاف أن بعض المواد الغذائية تُمنح لأشخاص غير مستحقين، بينما يتم بيع جزء منها في الأسواق لتحقيق مكاسب غير مشروعة، وأكد المدير التنفيذي للبرنامج، ديفيد بيزلي، أن هذه الممارسات بمثابة "سرقة الغذاء من أفواه الجوعى".

وأكد الوزير الإرياني أن الاستهداف الممنهج للمساعدات الإنسانية والاعتداء على مخازن الغذاء يشكل انتهاكا خطيرا للقوانين الدولية، ويستوجب تحركا عاجلا من المجتمع الدولي لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم من قيادات الميليشيا الحوثية، وضمان حماية المساعدات الإنسانية من أي تدخل أو استغلال سياسي، ومنع استمرار المليشيا في استخدام الغذاء كسلاح لابتزاز المدنيين والمتاجرة بمآسيهم.

كما طالب الإرياني الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، والمنظمات الدولية العاملة في اليمن، باتخاذ خطوات حاسمة لوقف هذه الانتهاكات المتكررة، ونقل مقراتها الرئيسية فورا إلى العاصمة المؤقتة عدن، لضمان بيئة عمل آمنة ومستقرة للعاملين في المجال الإنساني، والتنسيق مع الحكومة الشرعية لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها دون عوائق، كما دعا إلى فرض عقوبات دولية صارمة على قيادات ميليشيا الحوثي المسؤولين عن هذه الجرائم ضد الإنسانية.