بدء الاجتماعات السنوية بين الجانبين الحكومي وصندوق النقد الدولي في عمّان
بدأت في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم، الاجتماعات السنوية التشاورية بين الجانب الحكومي بحضور محافظ البنك المركزي اليمني أحمد المعبقي، ووزير المالية سالم بن بريك، وخبراء صندوق النقد الدولي.
وتهدف اجتماعات الجانبين التي تستمر نحو 5 أيام، بمشاركة ممثلين عن وزارتي المالية والنفط والمعادن والبنك المركزي، وممثلين عن البنك الدولي، وخبراء اقتصاديين، إلى مناقشة عدد من الجوانب ذات الصلة بالتطورات الاقتصادية، والسياسات المالية والنقدية، والتحديات الراهنة في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد نتيجة استمرار حرب مليشيا الحوثي الانقلابية الإرهابية المدعومة من إيران.
كما تشمل نقاشات الجانبين الحكومي وصندوق النقد الدولي، الجهود الحكومية في مواصلة تنفيذ برنامج الإصلاحات الشاملة في الجوانب الاقتصادية والمالية والنقدية والإدارية، وتعزيز موارد الدولة ولاسيّما الموارد غير النفطية في المحافظات المحررة، وتحقيق استقرار وتحسن الاقتصاد الوطني، وتخفيف المعاناة الإنسانية وتحسين الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين، وتطوير قدرات القطاعين المالي والنقدي.
ورحب محافظ البنك ووزير المالية، ببعثة الصندوق، معربين عن تقديرهما لعقد هذه الاجتماعات التشاورية، كما رحبا بالممثل المقيم الجديد لصندوق النقد الدولي في العراق واليمن محمد جابر، خلفا لممثل الصندوق غازي شبيكات الذي ينهي مهامه في شهر يوليو القادم، معبرين عن شكرهما البالغ لجهوده خلال فترة عمله.
وأكدا أهمية عقد الاجتماعات السنوية بين الجانبين، كونها تنعقد في ظل ظروف صعبة وتحديات جمة تواجهها البلاد في مختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والخدمية والإنسانية والمعيشية وغيرها من القطاعات، مشددين على ضرورة أن تكون النقاشات بناءة وتجسد روح المسؤولية لدى الجميع من أجل الخروج بتوصيات واقعية من شأنها الإسهام في دعم السياسات المالية والنقدية الهادفة إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية والعامة.
وجدد المعبقي وبن بريك، التأكيد على أهمية استمرار ومضاعفة الجهود الإقليمية والدولية الداعمة للحكومة من خلال تقديم الدعم المالي والفني الذي تحرص قيادة الدولة ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة على استغلاله بالشكل الأمثل لتحقيق الاستقرار والتحسن الاقتصادي، وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين والحد من تفاقم معاناتهم، مشيدين بدعم الأشقاء والأصدقاء وشركاء الحكومة لليمن واليمنيين في مختلف المجالات وبمقدمتهم الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وتطرق محافظ البنك المعبقي، إلى أولويات سياسة وخطط البنك الهادفة إلى تعزيز أدوات السياسة النقدية، والارتقاء بآلية إدارة عمليات النقد الأجنبي والسيولة النقدية في ظل العجز الشديد في الاحتياطيات الخارجية للبنك، وضرورة التعجيل بتحويل حزم الدعم المالي حتى يتمكن البنك المركزي من الوفاء بالالتزامات الطارئة، وكذا جهود مواجهة الصعوبات التي تقف أمام تنظيم وتطوير عمل القطاع المصرفي في ظل الأوضاع الصعبة التي تعاني منها البلاد، مشدداً على ضرورة التزام كافة البنوك بنقل مراكز عملياتها من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن بموجب التعميم الصادر من البنك المركزي، مجدداً تحذيره لتلك البنوك من عواقب الإجراءات التي ستتخذ ضدها في حال تأخرها عن تنفيذ تلك التعليمات.
ومن جانبه استعرض الوزير بن بريك، آخر التطورات السياسية والاقتصادية، والأوضاع الصعبة في جوانب الخدمات الأساسية ومعيشة المواطنين، وكذا التحديات التي تواجه المالية العامة وأولويات خطط الحكومة، وجهود تنفيذ برنامج الإصلاحات الحكومية الشاملة ومحاربة الفساد وتعزيز مبادئ الشفافية والمساءلة، وتطوير البنية التحتية وبناء القدرات.