رئيس نادي السرد الادبي بعدن: جميعنا عظماء في مواجهة تحولات الحياة العنيفة

المدنية/عدن الغد/حاوره/سعيد محثوثي:

أستاذ الأدب والنقد المشارك في كلية الآداب جامعة عدن ونائب عميد كلية الآداب للشؤون الأكاديمية ورئيس قسم اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب .. سابقا .. حصل على شهادة الدكتوراة بدرجة الشرف الأولى من معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة.

 

باحث في مجال السرديات الحديثة والتراثية.. ونشر العديد من الأبحاث العلمية في المجلات الأكاديمية المحكمة.

 

له كتاب بعنوان (ثمانون عاما من الرواية اليمنية) عن دار جامعة عدن في ٢٠١٣.. وكتب أخرى قيد النشر.

 

مارس النقد الأدبي ونشر دراسات في معظم المجلات والصحف المحلية والعربية (القاهرة.. علامات.. الراوي.. الحياة.. الحكمة.. المنارة.. دراسات يمنية.. التواصل.. الثقافية.. اليمن.. وغيرها)

 

أشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه واشترك في لجان مناقشة عدد آخر.

قدم برنامح ( قال الراوي) من إذاعة عدن..

 

كان لهو لقاء مع صحيفة عدن الغد وخرجت بحروف رائعة جداً .. كونو معنا ..

 

- مرحبا بالأستاذ الدكتور عبدالحكيم باقيس الباحث في السرديات والأكاديمي المعروف ورئيس نادي السرد .. مرحبا بك في ضيافة عدن الغد؟

مرحبا بكم .. في نادي السرد.

 

- في البداية نود إضاءة منك عن نادي السرد .. هذا النادي الوليد في حياتنا الثقافية..؟!

 جاءت فكرة النادي بعد أن تداولت الفكرة مع بعض الزملاء في قسم اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب جامعة عدن.. وجاءت استجابة لحاجة واقعنا الثقافي الراهن في عدن لكيان أدبي يرعى الإبداع.. والإبداعات السردية على نحو خاص بكافة توجهاتها .. لاسيما أن كتاب عدن والجنوب كافة قد تعرضوا للتهميش والإقصاء منذ سنوات طويلة.. وفي ظل المركزية الفاشية التي تسلطت على حياتنا بما في ذلك الجانب الأدبي والثقافي وفي ظل تراجع دور المؤسسات الرسمية وغير الرسمية بسبب سياسات التهميش غيب الإبداع .. نحاول في هذا النادي مقاومة ذلك التغييب و التعريف بالكتابات والأصوات الجديدة لآن واقع التهميش الذي عشناه دمر الأدب وغير الأدب .. ونقاوم كذلك الروح السلبية في ظل التغييب الذاتي والاحباط الذي ربما يشعر به مبدعونا .. لذلك كلها جاءت مبادرة النادي التي خرجت من جامعة عدن وتلقاه مجتمع الكتاب والنقاد من خارج الجامعة.. ووجد النادي صدى كبيراً وقد انعكس ذلك الصدى في جموع المشاركين في اللقاء التأسيسي الذي تميز بالكثافة والنوعية ..

كان اللقاء التأسيسي الذي أشهر وجود النادي وأخرجه إلى العلن في ٢٧ أكتوبر الماضي.. وقد انعقد التأسيس تحت شعار "من أجل استعادة مكانة عدن الثقافية وريادتها الإبداعية" وأصبح هذا الشعار بمثابة الهدف أو الرسالة التي ينطلق منها النادي.. وقد تخيرنا اسم النادي لهذا الكيان الأدبي.. وكما هو معلوم للجميع ارتباط حداثة هذه المدينة (عدن) بالنوادي الأدبية التي كانت تحفها من كل الجهات في زمن بداية نهضتها في ثلاثينيات القرن الماضي.. وكانت بحق مدينة للثقافة والأدب .. وجاء مسمى نادي تيمنا بذلك الألق العدني ..

 

- ماهي أهداف النادي .. وبرامجه لاسيما أنه جاء في لحظة تاريخية حساسة . ؟!

في بيان تأسيس النادي حددنا بعض الأهداف التي يمكن الانطلاق منها.. ويأتي في مقدمتها الهدف العام وهو استعادة مكانة عدن الثقافية وريادتها الإبداعية.. وتنشيط الحياة الأدبية والثقافية بعد غياب وخمول.. واستعادة مكانة عدن في الثقافة والأدب بعد استعادتها من ظلام العدوان الآثم والكابوس البشع الذي كان يتربص بها.. واستعادة الأدب إلى اهتماماتنا وإلى قاعة الندوة والصباحية الأدبية وغير ذلك بعد أن ابتذل الحديث عن الأدب والثقافة وغابا في زحمة كثير من  المنتديات التي لم تكن غير مقايل للقات والثرثرة.. ورعاية الإبداع والتعريف يه وتقديمه إلى الناس في الداخل والخارح من أهم الاهداف.. والكتابات الجديدة على نحو خاص وقد وجدنا شبابا متألقا في مختلف الكتابات الإبداعية مايبشر بخير كبير ولذلك يجب رعاية كل هذه التجارب والمواهب وتقديمها ونشر كتاباتها متى توفر الإمكانات ..

 وبرامجنا التي ننوي تنفيذها متعددة منها عقد الندواة والصباحيات الآدبية والأمسيات والمحاضرات النوعية والمؤتمرات وغيرها من الفعاليات والمحافل التي تقدم الكتاب الشباب والنقاد الشباب كذلك.. وإصدار مجلة أدبية تعنى بقضايا الأدب والفكر والإبداعات السردية.. وقراءة النص السردي والتعريف بالاتجاهات الأدبية من أهم أهداف النادي.. والأهداف كثيرة .. لأنه ببساطة شديدة ناد للسرد.

 

- على مدار عمر النادي القصير جداً .. حقق نجاحاً لافتاً بالذات في استقطاب الكثير من أدباء عدن .. والشباب على نحو خاص .. هل هناك معايير لعضوية النادي كما هو الحال بالنسبة لكثير من التجمعات..؟!

نعم .. حقق النادي نجاحاً قياساً بالمدى الزمني القصير من عمره .. فمنذ ٢٧ أكتوبر التحق بالنادي عدد كبير من الكتاب شباباً وكهولاً .. والإبداع حالة شباب دائمة !! وخلال هذا الزمن وبعيد اللقاء التأسيسي واجتماع الهيئة الإدارية عقدنا أول الندوات في ٢٩نوفمبر بعنوان (دور الأدب في الاستقلال الوطني)و قد تميزت بالمشاركة النوعية للمداخلين والحاضرين ولدينا برنامج عمل فصلي بواقع ندوة كل شهر إلى جانب الملتقيات الصغرى لمناقشة قضايا الإبداع وملتقى الثلاثاء من كل أسبوع للتواصل المباشر بين الكتاب والنقاد في شؤون الأدب السردي.. ونحن نؤدي عمل النادي باستضافة كريمة من قسم اللغة العربية بكلية الآداب ولاغرابة في ذلك فكلية الآداب في أي بلد هي ملتقى الفكر والإبداع والإنسانيات عامة.. وإلى حين توفر الإمكانيات اللازمة لمقر خاص بالنادي..  وتجب الإشارة المهمة في هذا الجانب أن النادي لم يتلق أي دعم مادي..نلفت عناية الجميع إلى تقديم الدعم المادي المباشر للنادي.. فنحن إلى اليوم ننفق على عمل النادي بمبالغ زهيدة للغاية من بعض أعضاء الهيئة الإدارية للنادي.. ونرحب بكل دعم من أية جهة حكومية أو أهلية داخلية أو خارجية.. ونأمل في تعاون الجميع معنا في الدعم المالي لإنجاز الغايات النبيلة والبرامج الطموحة..

 

- ماهي معايير الانضمام إلى النادي..؟!

 المعيار الأول الإبداع .. وفي هذا النادي يتساوى المبدعون .. حيث الأديب الكبير المشهور والأديب الصغير المغمور .. وعضويته مفتوحة للكتاب والنقاد والباحثين من الأكاديميين وغير الأكاديميين إنه ناد لكل ممارسي السرد أو المنشغلين به.. وهو ناد مفتوح لكل أشكال الممارسة السردية ، لأن مفهومنا للسرد لايقف عند القصة أو الرواية وإنما لحضور السرد في الأجناس الأدبية المتعددة : الشعر والقصيد السردي والمسرح والسيرة والخاطرة والمقالة الأدبية والحكايات الشعبية والأمثال وغيرها مما يحضر فيه السرد بقوة ، فالسرد إطار عابر للأجناس الأدبية وغير الأدبية .. والسرد كامن في كثير من المرويات الثقافية والتاريخية..

كما أن عضوية النادي مفتوحة لكل الكتاب من عدن ومدن الجنوب كافة .. لأننا لانتحدث في الثقافة والتاريخ عن عدن ذات الجغرافية المحدودة .. بل عدن الأفق باتجاه كل الجنوب .. ببعدها التاريخي والثقافي والحضاري .. عدن التاريخ والحاضر والغد .. وفي النادي منذ البداية أعضاء من مناطق الجنوب..

 

- بعيداً عن نادي السرد مالذي يشغل الدكتور عبدالحكيم باقيس من الناحية الإبداعية ..؟!

الشواغل كثيرة .. والآن اعكف على إنجاز مشروع كتاب في أدب السيرة الذاتية التي انتزعتني بقوة من الرواية ولعل لمقولة دانيال مندليسون بنهاية الرواية وبداية السيرة الذاتية بعض الصدق .. واعتقد أننا في زمن السيرة الذاتية على الرغم من دكتاتورية الرواية في المشهد الأدبي عامة .. وعلى العموم إن لم يكن زمن السيرة الذاتية فهو زمن السرد.. حيث للشعوب والأفراد ما تود تثبته من تاريخ معاناتها أو البوح به .. فجميعنا عظماء في مواجهة تحولات الحياة العنيفة من حولنا .. وجميعنا جدير بكتابة سيرته.. ورواية ذواتنا وتأريخ حياتنا ..

 

- كلمة أخيرة تود قولها للشباب الكتاب ..؟!

 لا أحب القيام بدور الوصي .. لا وصاية على الابداع إلا ضمير المبدع أو الكاتب نفسه .. ولكن الذي أتمناه عليهم الاستفادة من الخبرات والمتابعة لكل جديد في النقد والأدب .. والابتعاد عن الغرور واحترام مشاعر ومعتقدات الآخرين.. وفي واقعنا من القضايا الملحة ما يغني بعضهم عن أية إساءة لمعتقد أو ناموس .. للإبداع اشتراطاته وللمجتمع حقوقه