بدعم إماراتي.. عدن تمضي نحو تطبيع الحياة العامة

المدنية/الخليج:

تمضي محافظة عدن (جنوب اليمن)، نحو تطبيع الحياة العامة على مختلف الجوانب الخدمية والمجتمعية والتعليمية والأمنية والعسكرية، بدعم من دول التحالف العربي وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وذلك رغم وجود بعض المنغصات الأمنية والاقتصادية الموضوعة في حسبان القائمين على عملية التنمية للنهوض بعدن، على أن يتم مع مرور الوقت العمل على استئصالها، والحد من تأثيرها على مسيرة البناء والتنمية ونفض غبار الحرب.

 

تطبيع الحياة

من شأن عودة الحياة العامة إلى طبيعتها خلق أجواء مساعدة على تجاوز سكان ومدينة عدن المعاناة والآلام، بعد أشهر من حرب مدمرة أنهكت وقتلت وجرحت وشردت مئات الآلاف من البشر، وقضت على مقدرات المدينة، وحفرت جرحاً عميقاً في نفوس سكان ومدينة عدن، وكتبت نهايتها بعنوان انتصار المقاومة الشعبية الجنوبية والجيش الموالي لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، بدعم من قوات التحالف العربي، وهزيمة وطرد ميليشيا المتمردين التابعين لجماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، من عدن.

 

انتهاكات صارخة

روت مختلف شرائح وفئات المجتمع من سكان عدن تعطشها للحياة والحرية والانتصار على عدوان الحوثي وصالح، بالعودة التدريجية للخدمات الأساسية إلى الأحياء والشوارع السكنية، وعودتهم إلى السكن في ديارهم ومنازلهم، وإلى العمل ببعض المقرات والمؤسسات العامة والخاصة لاسيما الخدمية منها، وإلى الدراسة في منشآتهم التعليمية الابتدائية والأساسية والثانوية والجامعية، وبدء الحركة التجارية في الأسواق، وتوفر وسائل النقل والمواصلات، بالرغم من حجم الدمار الذي طال جزءاً كبيراً من الجوانب والقطاعات، وعقب مرحلة عصيبة كبلت بقيودها وبدون استثناء كافة مقومات الحياة الإنسانية دون مراعاة الوازع الديني والمواثيق الدولية الإنسانية والأخلاقية بتجريم حرمان السكان المدنيين من أبسط وأهم حقوقهم في الحياة المتمثلة في الأمن والغذاء والدواء والصحة والتعليم.

 

تضحيات وجهود إماراتية

قدمت الإمارات الكثير من التضحيات بدماء أبنائها أفراد القوات المسلحة، كما قدمت دعماً سخياً وغير محدود في مختلف المجالات شملت مساعدات غذائية وطبية، والتكفل بتأهيل وصيانة وتأثيث منشآت خدمية وحيوية مهمة، مثل المستشفيات والمراكز الصحية ومحطات توليد الكهرباء والمدارس والشرطة والمطار والميناء، وتعهدت بالمزيد.

 

وهدفت الجهود الإماراتية إلى عودة عدن لحضن الشرعية ونصرة سكانها، كما أسهمت الجهود الإماراتية في إعادة الأوضاع إلى نصابها تدريجياً، ورسم بسمة عودة الروح لسكان مدينة عدن، الذين عبروا في كثير من المناسبات خلال وقفاتهم الشعبية بشوارع مدينة عدن عن تأييدهم ووفائهم وشكرهم وتقديرهم للإمارات قيادة وحكومة وشعباً، وأكدوا مبادلتهم الوفاء بالوفاء، لما قدمت ونفذت الإمارات من تضحيات ودعم عسكري وأمني ومساعدات ومشاريع خيرية وإنسانية كان لها الأثر النفسي البالغ والعميق في وجدان أبناء عدن.

 

وقال رئيس لجنة الإغاثة ومدير مكتب وزارة الصحة العامة والسكان بعدن الخضر ناصر لصور، إن الإمارات كانت من الدول السباقة في إغاثة عدن، وبذلت جهوداً كبيرة مشهودة ومشكورة في إرسال شحنات من المواد الغذائية وحليب الأطفال، والمواد الطبية من الأدوية والمستلزمات الصحية، كما تقوم حالياً الإمارات والسعودية بجهود مخلصة لإعادة تأهيل هيئة مستشفى الجمهورية النموذجية التي تستقبل المرضى والمصابين في مختلف التخصصات الطبية من محافظة عدن والمحافظات المجاورة لها.

 

ودعا أبناء الإمارات إلى مواصلة دعمهم ومساعدتهم للمنكوبين من سكان عدن، جراء معاناتهم بسبب الحرب التي عاشتها عدن خلال الأشهر الماضية، وراح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى من المقاتلين والمدنيين بينهم أطفال ونساء وشيوخ، كما دعا الإمارات إلى استمرار جهود تأهيل وبناء المنشآت المتضررة والمدمرة التي تعود بالنفع والفائدة على المواطنين.

 

من جانبه، أكد المواطن سامح شمسان، أن أبناء عدن سيظلون عاجزين ومن المستحيل نسيانهم التضحيات الكبيرة والمواقف والجهود الأخوية والنبيلة لقادة وحكام وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة، تجاه سكان ومدينة عدن خلال محنة الحرب، كونه قبل كل شيء الدم الإماراتي اختلط بالدم اليمني في عدن خلال معارك التحرير والقضاء على ميليشيا الحوثي وصالح، وهو أمر ليس بالسهل وسيبقى خالداً في الذاكرة مدى الدهر.