تحريض متصاعد..

هل قرر الحوثيون وضع يدهم على أكبر مجموعة تجارية في اليمن؟

المدنية أونلاين/مسار:

تعد مجموعة هائل سعيد أنعم الشركة الصناعية والتجارية الأكبر في اليمن، وتشكل المجموعة 35% من اقتصاد البلاد، مما يجعلها رافدا مهما للإقتصاد الوطني الذي تدنى كثيرا خلال السنوات الماضية بفعل إنقلاب جماعة الحوثي المدعومة إيرانيا على الشرعية اليمنية في العام 2014 وإشعال فتيل حرب مستعرة دخلت عامها الثامن.

تحريض ممنهج

كشف تقرير الخبراء التابع للأمم المتحدة نهاية مارس/أذار 2021 حصول ثمان شركات تابعة لمجموعة هائل سعيد أنعم على أكثر من 909 مليون دولار من الوديعة السعودية، بما يقارب نصف الوديعة.

وهو الأمر الذي استثمرته جماعة الحوثي لشن حملة إعلامية شرسة على المجموعة، واتهامها بالضلوع بقضايا فساد، في خطوة مدروسة بدأتها الجماعة لتنفيذ مخططها في السيطرة على الشركات التابعة لمجموعة هائل سعيد أنعم بشكل تدريجي.

وقالت المجموعة حينها في بيان أنها فوضت أكبر شركات التدقيق والتحقيق المحايدة والمعتمدة دوليا للاطلاع على السجلات والوثائق المتعلقة بالادعاءات الواردة في التقرير والمتصلة بالوديعة.

وأعربت عن أسفها من إعتماد لجنة خبراء أممية على معلومات سطحية تنافي إجراءات التحقيق والتدقيق المالي القانوني، وترمي جزافاً باتهامات باطلة.

وأكد البيان "إلتزامها بمعايير وقيم الشفافية والنزاهة والمساءلة الدولية واحترام مواثيق الأمم المتحدة في جميع تعاملاتنا الداخلية أو مع القطاع العام أو المجتمع المدني أو الأفراد".

اعتداءات متكررة

في نهاية يونيو/ حزيران 2021 وجه البنك المركزي الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي تعميما بالحجز على أموال بنك التضامن الإسلامي التابع للمجموعة لدى جميع القطاعات والشركات المصرفية.

وفي السابع والعشرين من أكتوبر/ تشرين أول 2022 أعلنت مجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركاه توقف أعمال الشركة اليمنية لتكرير السكر بسبب قيام القيادي في جماعة الحوثي، المكنى "أبو مشعل" باختطاف مدير عام الشركة في محافظة الحديدة واحتجاز مركبات نقل الإنتاج.

وأغلقت جماعة الحوثي منتصف ديسمبر/ كانون الأول الحالي مجموعة شركات تجارية في صنعاء بينها شركة ناتفود وناتكو والسعيد التابعة لمجموعة هائل سعيد، وشركة دادية والروضه، بحجة مخالفة التسعيرة التي أعلن عنها مكتب الصناعة التابع للحوثيين.

وهددت الجماعة، بإغلاق المزيد من الشركات التجارية، في حال مخالفتها للتسعيرات التي أعلنت عنها، في تطور خطير يعتقد خبراء أنه يضرب العمود الفقري للإقتصاد الوطني، لاسيما في الأوضاع الحالية، والتي أفرزت أسوأ كارثة إنسانية في تاريخ اليمن.

مساعِ لإبتلاع المجموعة

وكشف فيديو جرافيك أعدته منصة "مسار للإعلام" وجود تحضيرات حوثية لإبتلاع الشركات التابعة لمجموعة هائل سعيد أنعم، والتي تضم أكبر تجمع تجاري وصناعي في البلاد.

وسرد الفيديو تصريحات لقيادات في جماعة الحوثي لمحت إلى قرب سيطرة المليشيا على المجموعة، من خلال الدعوة إلى تأميمها بذريعة تورطها بتحريض الوكلاء، ورفض قرارات وزارة الصناعة والتجارة التابعة للحوثيين.

واستغرب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صمت المجموعة التجارية الأكبر في اليمن تجاه صلف الحوثيين، واعتداءاتهم المستمر بحق الشركات التابعة للمجموعة في مناطق سيطرة الجماعة.

كما حث النشطاء المجموعة فتح فروع لها في المدن المحررة، كونها تمثل بيئة آمنة للإستثمار بعيدا عن أيادي البطش الحوثية التي أدخلت البلاد في آتون حربٍ وجوع لا يعرف له مدى ولا نهاية، حد وصفهم.