
زعيم جماعة الحوثيين يطلق صفارة الإنذار لاجتياح "مأرب" ويحذر أبناء "تعز" ويرفض خيار الأقاليم "التفاصيل"
ألقى زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك بدر الدين الحوثي، اليوم السبت، خطابا بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
وتطرق الحوثي في خطابه الذي بثته قناة «المسيرة» الحوثية إلى عدد من المواضيع ووجه عدد من الرسائل، وتحدث عن محاولات لإسقاط محافظة مأرب، ملوحا لأنصاره بالاستعداد لدخول المحافظة، كما حذر أبناء تعز من الانجرار وراء الدعوات التي تسعى إلى تشويه صوره محافظتهم الحضارية.
المولد النبويوأشار الحوثي إلى محاولات كانت تهدف لإبعادهم عن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف لإضعاف حب النبي محمد في النفوس.
وأوضح أن حياء المولد هو مناسبة للحديث عن الرسول و منهجه ورسالته وواقع الأمة وتقييمه والاشادة بذكره كما أراد الله أن نشيد بذكره.
وقال إن «من بركات هذه المناسبة أنها فضحت الأيادي الاجرامية التي تمارس من خلالها أمريكا وإسرائيل الجرائم البشعة بحق الامة ومقدساتها في اليمن وغيرها من البلدان و تتحرك باسم الدين هي في حقيقة الامر عدوة للامة الاسلامية و ما حدث في اب دليل واضح وفاضح».
وأضاف: إن «صلتنا بهذا النبي هي صلة بالرسالة وارتباط بالمنهج الالهي و ارتباط بالرسول من موقعه في الرسالة قائدا ومربيا وأسوة وقدوة نقتدي به ونتأسى به.. الرسول عظيم في تحمل الرسالة و عظيم في صدقة و طهارته و مواجهة الناس من حوله وعظيم في شجاعته، ولم يرعه إن تآمرت كل قوى الشرك والطغيان بكل امكانيتها، وعظيم في رحمته بالناس و هدايتهم حتى تميز و فاق كل الانبياء».
وأردف: «بالاتكال على الله وبقوة الايمان واجه النبي قوى الضلال التي تحركت ضده من مشركي العرب واليهود والروم التي كانت قوة عالمية فشق الاسلام طريقة و بدد كل الظلمات التي كانت في طريقه»، مضيفاً: «كان خروج الناس من الظلمات هو من خلال خروجهم من تلك الخرافات والمفاهيم المسممة والضلالات واتباع تلك الرؤية البناءة وتلك التعاليم القويمة التي جاء بها الرسول محمد صلى الله عليه وآله».
وبيّن أن واقع المسلمين اليوم لا يعبر عن قيم الاسلام بقدر ما يعكس النتيجة السيئة للتضليل والتحريف واتباع المفاهيم السيئة، مؤكداً أن اليهود كان لهم الدور الأكبر والأخطر في التحريف والتضليل الذي استهدف الاسلام و المسلمين.
وأكد عبدالملك أن الاختراق الكبير للأمة من الداخل أتاح للعدو أن يسيطر على خيرات الامة وثرواتها وإضعافها ويسعى من داخلها الى استهداف كل تحرك فاعل لتحريرها، مستدركاً: «العدو من خلال وسائله داخل الأمة استطاع أن يتدخل في شئونها ويوجه قراراتها ويخضعها لمصالحه ومشاريعه».
وتابع الحوثي: «لقد أصبح التعاطي من قبل الكثير من الانظمة تجاه القوى الاستكبارية بدون أي ضوابط ولا فوارق ولا استناد إلى وعي بل حالة من الطاعة العمياء يهدد الهوية الاسلامية والوطنية».
ونوه بأن العدو أصبح هو المتحكم في القرار السياسي والمتدخل في كل صغيرة وكبيرة، بما يراه ووفق مصلحته، مردفاً: «العدو عمد الى استخدام تلك القوى التكفيرية في تشويه الدين و الاساءة اليه وتمزيق النسيج الاجتماعي و استنزاف خيراتها و الهائها عن قضاياها الكبرى وعدوها أمريكا وإسرائيل ومع ذلك لا يزال الخير في الامة وما يزال هناك الصادقون من ابناء الامة ممن هم اكثر تطلعا للحرية و حرصا على صلاح الوضع الداخلي للأمة».
واستطرد قائلاً: «لقد آن الاوان و حان الوقت و لاحت البشرى لشعوبنا المستضعفة و المظلومة ان تتحرك وقد بدأت بنور الله و بالتوكل عليه لتعمل من جديد لتقديم نموذج عادل و قوي يدعو الى الخير وينهى عن المنكر ويسعى لما يحقق السعادة للبشرية التي هي في امس الحاجة الى تلك الأخلاق والقيم».
وأكد الحوثي في مناسبة المولد النبوي على عدد من المسائل، حيث دعا الأمة إلى التوحد ومواجهة الأخطار والتحديات.
مواجهة المخاطر يرى عبدالملك الحوثي أنها تبدأ بدعم الشعب الفلسطيني المظلوم ومواجهة الاخطار التي تهدد الأمة من خلال المد التكفيري وتقسيم الامة وإغراق الأمة في نزاعات جانبية، مديناً في هذا الصدد ما يرتكبه النظام البحريني بحق الشعب البحريني المظلوم.
وطالب القوى السياسية بالحفاظ على استقرار الوطن ووحدته والحذر من الانجرار وراء المساعي الخارجية التي تريد اليمن بلدا غارقا في الفتن والأزمات ومجزءا وفاقدا لوحدته واستقلاله وخاضعا للوصاية.
ووجه عبدالملك رسالة للمحيط الاقليمي قال إنها «رسالة سلام»، منبهاً، في ذات الوقت، ما وصفه بـ «شعبه العزيز» الانتباه إلى أي محاولات للانقلاب على مكتسبات ثورة 21 سبتمبر، ومحذراً من فرض خيار الستة الاقاليم في محاولة لنقض اتفاق السلم و الشراكة.
كما وجه تحية احترام لأبناء تعز، محذراً إياهم من الانجرار وراء من يريد تشويه الصورة الحضارية لتعز العز.
وشدد الحوثي على ضرورة حل القضية الجنوبية، وقال إنها «قضية وطنية ويكفي ما قد مر من استغلال وتلاعب فيها».
وأكد على ضرورة استمرار الفعل الثوري في مساراته الثلاثة : «محاربة الفساد، فرض الشراكة الوطنية، التعاون مع الجيش والامن من خلال اللجان الشعبية والدفاع عن ممتلكات الشعب».
وأفاد عبدالملك الحوثي بأن هناك من يحاول إسقاط مأرب لصالح القوى التكفيرية، موضحاً أن حصل الخميس من تسليم القوات ومعداتها في معسكر نخله يكشف المؤامرة التي يحاول البعض من خلالها اللعب والاضرار بالبلد.
ولفت إلى أنهم حرصوا على عدم إرسال اللجان الشعبية إلى مأرب، وأنهم ووقعوا اتفاقا لكن لم تلتزم الدولة بمهامها ولم تلتزم القوى السياسية التي وقعنا معها بمسؤوليتها.
وهدد زعيم الحوثيين باجتياح أنصاره لمحافظة مأرب وقال: إنه «في حال لم تلتزم السلطة بمسؤوليتها تجاه أبناء مأرب فسنضع أيدينا بأيدي أبناء مأرب في مواجهة المخاطر التي يتعرض لها اخوتنا في مأرب».
ودعا كل الشرفاء من أبناء الوطن إلى الوقوف صفا واحدا بوجه القوى الاستخباراتيه التكفيرية التي تستهدف أبناء الشعب، مطالباً الحكومة بسرعة تجهيز حديقة 21 سبتمبر.