عقوبات أميركية على «سفير» إيران لدى الحوثيين وجامعة «تجند» عناصر لـ«الحرس»

المدنية أونلاين ـ متابعات خاصة :

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أمس، إدراج المسؤول في «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني «سفير» إيران لدى الحوثيين في صنعاء حسن إيرلو على لائحة الإرهاب بتهمة العمل لـ«زعزعة الاستقرار في اليمن».

وشمل القرار الأميركي «جامعة المصطفى الدولية» التي قالت الوزارة إنها قامت عبر فروعها الخارجية بـ«أدوار في تسهيل تجنيد أشخاص لصالح (الحرس الثوري) والميليشيات الأجنبية التي يقودها»، إضافة إلى الباكستاني المقيم في إيران يوسف علي موراج بتهمة دعم «الحرس» عبر «تخطيط وتنفيذ عمليات في منطقة الشرق الأوسط وفي الولايات المتحدة».

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن مينوتشن في بيان إن «قيام إيران بتعيين حسن إيرلو المسؤول في (الحرس الثوري) كسفير لدى المتمردين الحوثيين في اليمن يظهر عدم اكتراث النظام الإيراني بحل الصراع في اليمن، الأمر الذي أدى إلى معاناة ملايين اليمنيين على نطاق واسع».

ولفت بيان الخزانة إلى أن علاقات إيرلو وعمله في «الحرس الثوري» لـ«توفير أسلحة متطورة للحوثيين وتدريبهم وقيامه بتدريب أعضاء (حزب الله) في إيران، وعلاقة إيرلو بقائد (فيلق القدس) السابق قاسم سليماني».

وسبق للخزانة الأميركية أن أدرجت أيضاً سفير إيران لدى العراق إيرج مسجدي على قائمة العقوبات في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ضابط كبير في «الحرس الثوري» أشرف لسنوات على نشاطاته في العراق.

وفيما يخص «جامعة المصطفي الدولية» الإيرانية، قالت وزارة الخزانة الأميركية إنها «تملك فروعاً في أكثر من خمسين دولة، ويقوم (فيلق القدس) من خلال الجامعة باستهداف أعداد كبيرة من الطلبة الأجانب والأميركيين لأغراض التجنيد، وتطوير برامج تبادل طلابي مع الجامعات الأجنبية لأغراض تجنيد الطلبة الأجانب وجمع معلومات استخباراتية منهم».

وقال مينوتشن: «يوضح تجنيد الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس للطلبة الأجانب في عمليات استخباراتية، درجة اختراق الجماعة للمجتمع من أجل تحقيق أهدافه المدمرة والدور الذي يلعبه الحرس الثوري وفيلق القدس في السياسة الخارجية الإيرانية، ما يؤدي إلى تآكل الثقة في المؤسسات الإيرانية العامة والخاصة».

وأوضح البيان أن «جامعة المصطفي قامت بإرسال مجندين إلى سوريا للقتال نيابة عن الميليشيات التي يقودها (الحرس الثوري) الإيراني»، لافتاً خصوصاً إلى ميليشيا «فاطميون» الأفغانية وميليشيا «زينبيون» الباكستانية. وأشار إلى «استخدام (الحرس الثوري) جامعة المصطفي كغطاء لتجنيد الطلبة الأفغان واستخدام حرمها في مدينة قم بإيران كأرض لتدريب الطلبة الباكستانيين وضمهم إلى ميليشيا زينبيون».

والمعروف عن إيرلو أنه لم يتقلد يوماً أي منصب سياسي، وعمل ضابطاً في «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس» وله خبرة في الأسلحة المضادة للطيران وقام بتدريب عناصر من «حزب الله» اللبناني منذ عام 1999، وهو شقيق حسين إيرلو أحد أبرز قادة «الحرس» الذي قُتل في الحرب العراقية - الإيرانية.

ورحبت الحكومة اليمنية بالخطوة الأميركية، معتبرة أنها «في الاتجاه الصحيح، وتشجع الدول الأخرى على فرض عقوبات مماثلة». وأكد المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي أن «ما قام به النظام الإيراني يعد تصرف عصابات وليس تصرف دول»، مشيداً بالخطوة الأميركية بفرض عقوبات على «سفير» طهران لدى الحوثيين.

وأضاف بادي لـ«الشرق الأوسط» أن «الخطوة الأميركية نتيجة طبيعية لما قامت به إيران الذي يعد تصرف عصابات وليس سلوك دول طبيعية، ونتمنى أن تشجع هذه الخطوة الدول الأخرى على فرض عقوبات على النظام الإيراني وما سمي سفير إيران لدى الحوثيين في صنعاء».

وكانت الحكومة اليمنية اتهمت النظام الإيراني بالتدخل في شؤون اليمن سعياً لخلط الأوراق وعرقلة مسار عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، وذلك غداة تهريب طهران إيرلو إلى صنعاء وتنصيبه «سفيراً فوق العادة» لدى الجماعة الحوثية الانقلابية.

ووصف اليمن الإعلان الإيراني بـ«الاستفزازي» الذي يهدف إلى نسف الأجواء الإيجابية التي سادت بعد تنفيذ المرحلة الأولى من عملية التبادل، وجاء تأكيداً للوصاية الإيرانية على القرار السياسي والعسكري لميليشيا الحوثي، وعدم تجاوزها في أي تحرك بالملف اليمني.