"خيوط العمالة" وثائقي يكشف بالأدلة.. إيرانيون يديرون عمليات القصف الصاروخي على مأرب بتسهيلات حوثية
كشف الفيلم الوثائقي الذي نشرته دائرة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة اليمنية مساء الجمعة، عن وقوف خبراء إيرانيون وراء عمليات القصف الصاروخي على محافظة مارب، بمساعدة مليشيا الحوثي الذراع الإيراني في اليمن.
وأورد الفيلم أدلة واعترافات لأعضاء من الخلية الإرهابية الذين سبق وأن ألقي القبض عليهم في مارب وعثر بحوزتهم على كثير من الأدلّة التي تثبت علاقتهم بعدد من الجرائم التي طالت مؤسسات الجيش والأعيان المدنية ومنازل المدنيين في أحياء مدينة مارب المكتظة بالسكّان والنازحين.
وكان على رأس هذه الخلية المجرم المدعو "باسم علي عبده الصامت" والذي اعترف بكل تفاصيل نشاطه الإرهابي لصالح مليشيا الحوثي وإيران، موضحاً أن القيادي الحوثي المدعو "زيد المؤيد" هو من جنّده وأقنعه بالعمل كجاسوس في مدينة مارب لصالح الحوثيين وإيران.
وعثر في هاتف "الصامت" على كم هائل من التسجيلات المصوّرة التي التقطها بنفسه ومنها التي توثّق لقاءاته بالقيادات الحوثية بما فيهم "زيد المؤيّد" وشقيقه "علي المؤيد" ومشاهد أخرى توثّق رحلته إلى صنعاء للقاء قيادات حوثية عليا، منها قيادي يدعى "قصي" وآخر يدعى "صقر الحضرمي" وهي من تدير الخلايا الإجرامية التي أرسلتها لزعزعة الأمن في مارب.
ويضيف "الصامت" أنه في اليوم التالي من وصوله إلى صنعاء طلب منه الالتقاء بالقيادي الحوثي المدعو "عبدالكريم الخيواني" رئيس ما يسمى بجهاز الأمن التابع للمليشيا، وطلب منه إعادة سرد المعلومات التي سبق وأن تحدث بها للقيادي "المؤيد" وتتركز حول نشاطه التجسسي بمارب والمعلومات التي رصدها منذ تجنيده، وكان "الصامت" قد وثّق بهاتفه المحمول الرحلة التي قطعها إلى أحد مباني صنعاء القديمة للقاء "الخيواني".
وبحسب اعتراف "الصامت" فإن هذا اللقاء ضم إلى جانب "الخيواني" و"زيد المؤيد" وشقيقه "علي"، قيادي آخر يدعى "أبو فارس" وثالث يدعى "عباس" والتحق بهما شخصان "مقنّعان" تؤكّد ملامحهما أنهما من جنسيات أخرى غير يمنية.
ويضيف "الصامت" أن "الخيواني" بعد أن استمع منه إلى المعلومات المطلوبة، أمره بالمكوث مع المسؤولين عن إطلاق الصواريخ نحو مارب (أي الشخصان المقنعان) وإعطائهما المعلومات التي يحتاجون إليها.
وحول جنسيّة هؤلاء، يقول "الصامت" أن "زيد المؤيد" أخبره أنهما من إيران والعراق، ليتأكد له أنهم المسؤولين عن إطلاق الصواريخ الإيرانية على مقرات الجيش الوطني والأعيان المدنية والأحياء السكنية وتجمعات النازحين بمارب.
ويضيف بأن هؤلاء الخبراء كان معهم آيبادات عليها تطبيقات متطورة إيرانية وحينما طلب منهم إرسال التطبيق إلى هاتفه رفضوا ذلك، وأخبروه حينها بطريقة رصد الإحداثيات للأماكن المراد استهدافها وإرسالها إليهم، والمكان الذي يمكن أن يتواجد به من أجل توثيق لحظة الاستهداف، وزوّدوه ببرامج وأجهزة وتقنيات إيرانية خاصة بمهامه التجسسية.
ولم يكن الجاسوس "باسم" وحيداً في المهمة الإجرامية، بل كان إلى جانبه خاله المدعو "خالد محمد صالح الأمير" والذي يعمل مديراً لدائرة المستودعات العامة بوزارة الدفاع، والذي أقر هو الآخر بتسهيل تحركات "باسم" في العمل لصالح المليشيات الحوثية من خلال تحديد مقرات الجيش وتحركات قيادات وزارة الدفاع، مقابل تقاسم الأموال التي تغدق بها المليشيات.
وأقر الجاسوسان بضلوعهما في جريمة استهداف مقر وزارة الدفاع، وكذا استهداف رئيس هيئة الأركان والتي استشهد فيها أحد مرافقي رئيس الأركان، بالإضافة إلى عدد من الجرائم الموثقة بالأدلة القطعية والتي طالت المدنيين وقيادات عسكرية وشخصيات سياسية.
كما تظهر الصور التي عثر عليها بهاتف المجرم "باسم" مشاهد لعدد من الفنادق وتجمعات النازحين ومنازل المواطنين في مدينة مارب، ومنها صور لمنزل البرلماني "السوادي" قبل استهدافه وبعد قصفه بصاروخ باليستي إيراني وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى من النساء والأطفال، إضافة إلى مشاهد أخرى وثّقت العديد من جرائم القصف التي طالت الأحياء السكنية والمنشآت التعليمية وغيرها.
وتظهر الوثائق والاعترافات التي أدلى بها المجرم، أن المليشيات الحوثية كانت تغدق عليه أموالاً ضخمة بعد كل عملية إجرامية يشارك في تنفيذها، ومنها مبلغ 3 مليون ريال بعد عملية استهداف رئيس هيئة الأركان العامة، كما تكشف الاعترافات أن المليشيا طلبت منه استقطاب وتجنيد خلايا تعمل لصالحه بمارب، ووعدته بأموال كافية لكل ما يحتاجه في سبيل ذلك، بالإضافة إلى تكفّلها بتكاليف إيجار منزل ضخم لإقامته بمارب، ومبلغ آخر لشراء سيارة.
ويقر المجرم، أنه خضع لدورات في صنعاء حول أساليب استقطاب المجندين وإدارة الخلايا التجسسية وأساليب تنفيذ جرائم القتل ورصد تحركات القيادات العسكرية والشخصيات السياسية والوجاهات الاجتماعية والمقرات العسكرية والمنازل والأعيان المدنية وتجمعات النازحين، وإرسالها إلى خبراء الحرس الثوري الإيراني في صنعاء.
كما تكشفت اعترافات الخلية الإرهابية أن الأجهزة العسكرية أفشلت العديد من العمليات الإرهابية الحوثية التي كانت تهدف للنيل من المؤسسة العسكرية، ومنها العمليات الإرهابية التي كانت تستهدف احتفالات الجيش الوطني في الأعياد والمناسبات الوطنية.