معارك في مأرب والجوف تستنزف الحوثيين والجيش اليمني يعد باستعادة الحزم
استنزفت المعارك المستمرة التي يخوضها الجيش اليمني ورجال القبائل بإسناد من تحالف دعم الشرعية، في جبهات مأرب والجوف ونهم، المئات من قادة الميليشيات الحوثية، خلال الأسابيع الثمانية الماضية، وسط وعود من قادة الجيش باقتراب استعادة مدينة الحزم (مركز محافظة الجوف).
جاء ذلك في وقت تواصل فيه الجماعة الانقلابية خروقها للهدنة الأممية في الساحل الغربي لليمن؛ حيث محافظة الحديدة، بالتزامن مع استمرار ألغامها في حصد أرواح المدنيين من الأطفال والنساء في أكثر من منطقة يمنية.
وفي هذا السياق، ذكر الإعلام العسكري الرسمي، أن قوات الجيش اليمني تواصل في جبهة مديرية نهم شرق صنعاء عملياتها التي كبدت الجماعة الحوثية عشرات القتلى والجرحى، بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية.
وأفاد الموقع الرسمي للجيش بأن المعارك والاشتباكات اشتدت في اتجاه مفرق الجوف ووادي الجفرة، وصولاً إلى وادي حلحلان، إلى الشمال الغربي من محافظة مأرب؛ حيث تكبدت الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران خسائر كبيرة في أرواح عناصرها وآلياتها التي دمرتها غارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية.
وفي أطراف مديرية مجزر شمال غربي مأرب، شن الجيش هجوماً ناجحاً باغت فيه عناصر الميليشيا في مواقعها، مكبداً إياها قتلى وجرحى، إضافة إلى إحراق آليات ومعدات عسكرية، بحسب المصادر نفسها.
بالتزامن مع هذه التطورات، استمرت مدفعية الجيش اليمني في استهداف تعزيزات وتحصينات الميليشيا في جبهات المخدرة، وجبل هيلان، موقعة الخسائر الفادحة في صفوف الميليشيا المتمردة، والتي شوهدت وهي تخلي قتلاها وجرحاها إثر الاستهداف، بحسب ما أورده الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر.نت).
وعلى وقع هذه العمليات وخصوصاً في محافظة الجوف، أكد ركن أول عمليات المنطقة العسكرية السادسة، العميد الركن صالح علي البيل، أن ميليشيا الحوثي مُنيت بخسائر فادحة في الأرواح والعتاد في معركة الجوف الأخيرة التي وصفها بأنها «الأكبر خسارة والأشد إيلاماً للميليشيا الحوثية، على صعيد قياداتها ومعداتها، منذ بدء الحرب قبل خمس سنوات».
وقال العميد البيل في تصريحات رسمية نقلتها عنه صحيفة الجيش اليمني، إن «هناك آلاف القتلى والأسرى من الحوثيين، بينهم قيادات كبيرة، بعضها مقربة من زعيم الميليشيا، ومن بين القتلى الذين غررت بهم ميليشيا الحوثي من الجنسية الإثيوبية».
وأوضح ركن أول عمليات المنطقة العسكرية السادسة، أن مساحة المناطق التي تم تحريرها أخيراً من خلال محاور المنطقة الثلاثة، الشمالي والأوسط والجنوبي، تقدر بأكثر من 81 كيلومتراً.
وأشار البيل إلى أن «قوات الجيش الوطني وإلى جانبها رجال القبائل، باتت على مشارف منطقة الروض» وقال: «خلال الأيام القادمة سيتم تحرير كافة مناطق الجوف، وصولاً لمدينة الحزم عاصمة المحافظة».
وحول الأهمية الاستراتيجية والعسكرية للمناطق التي حررها الجيش الوطني ومعه القبائل وبإسناد طيران التحالف، أكد القائد العسكري اليمني أن المعارك والضربات الجوية «قطعت رأس الأفعى التي كانت تحاول الالتفاف على مأرب من منطقة الرويك، والوصول إلى صافر وقطع الخط الدولي، فضلاً عن أهمية تحرير معسكر الخنجر الاستراتيجي، كونه يشرف على مناطق مهمة، أهمها سوق الثلوث ومنطقة صبرين والمهاشمة».
وأضاف: «هناك أهمية استراتيجية لاستعادة جبهة النضود ودحيضة، وجبال الشهلاء والصيعري وغيرها، تكمن في أنها المفتاح لدخول مدينة الحزم».
وعلى صعيد الخروق الحوثية المستمرة، أفاد الإعلام العسكري بأن القوات المشتركة في الساحل الغربي رصدت (السبت) أربع طائرات استطلاع لميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً، فوق الحديدة، ضمن خروق الجماعة المتواصلة للهدنة الأممية.
ووفقاً لمصدر عملياتي في القوات المشتركة، نقل عنه المركز الإعلامي لـ«ألوية العمالقة»، فإن طائرات الاستطلاع الحوثية رُصدت في ثلاث مناطق متفرقة من الحديدة، وهي مديرية التحيتا، ومدينة حيس ومنطقة الجبلية.
ويأتي التصعيد الحوثي بالطيران المسير بالتزامن مع عمليات استهداف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، تنفذها الميليشيات على الأحياء والقرى السكنية في الحديدة.
وأفادت المصادر العسكرية نفسها بأن الميليشيات الحوثية عاودت أمس (السبت) استهداف الأحياء السكنية في مركز مدينة التحيتا جنوب محافظة الحديدة بالأسلحة المتوسطة، ما أثار حالة رعب وفزع في صفوف المدنيين؛ لا سيما النساء والأطفال الذين يعيشون في حالة خوف دائم جراء قصف ميليشيات الحوثي المتواصل لمنازلهم.
وفي سياق استمرار سقوط المدنيين ضحايا للألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية، أفادت مصادر محلية وطبية بأن لغماً من مخلفات الجماعة انفجر في مديرية حيفان جنوب مدينة تعز، ما أدى إلى مقتل طفل يدعى بكر وائل خليل العبسي وإصابة طفلين آخرين، وذلك أثناء لعبهم جوار المنزل.
وتقول إحصاءات محلية يمنية إن ألغام الجماعة الانقلابية تسببت منذ الانقلاب على الشرعية أواخر 2014 في مقتل أكثر من 800 مدني، نصفهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن إصابة نحو 1500 آخرين.
وكان المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام) والممول من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة، أعلن أخيراً أنه تمكن من نزع 200 ألف لغم وقذيفة غير منفجرة من مخلفات الميليشيات الحوثية في مختلف المناطق اليمنية التي تعمل فيها فرق المشروع.