يلقب بآينشتاين اليمن..
"بدر المعنى" طفل عدني يخترع عصا لإنذار المكفوفين وسيارة مصغرة توجهه عبر الصوت
يلقبه أصدقائه بآينشتاين اليمن ومحب لعلم الكيمياء ويتمنى أن يصبح عالم فضاء, استطاع أن يصنع عصا للمكفوفين تعطي إنذارا صوتيا من على بعد مسافة لتوجيه حاملها نحو الطريق الآمن قبل أن يكمل ربيعه الـ 12، ومن أبرز ما قام به برمجته لسيارة مصغرة يحركها عن طريق الصوت والجوال عبر جهاز الاردينيو، ذلك هو الطفل العدني بدر أكرم قيس المعنى أحد أطفال مدينة عدن.
ولد بدر في مديرية خور مكسر في الـ 12 منديسمبر من عام 2007 م، وهو طالب في الصف الثامن الابتدائي في مدرسة نوري الأهلية في عدن.
تقول أم بدر في حديثها لصحيفة "منارة عدن": "بدر نطق في عمر الأربع سنوات وكان لديه صعوبة في الكلام لكنه عندما نطق كان يتكلم عن المجموعة الشمسية وتعريفها وهو مازال في سن الرابعة".
وفي الحديث عن بدايات بدر الأولى تقول والدته: "بأن بداية أفكار بدر واختراعاته كانت بالتفكير في تفكيك الذرة وتركيبها عن طريق جهاز حراري كفكرة لكن لم يستطيع تنفيذ ما يفكر به لحاجته إلى تواجد مختصين وعلماء إلى جانبه، وفي سن التاسعة بدأ بالبرمجة وطلب جهاز الاردينيو".
الطفل بدر يقول: "فكرتي الأولى كانت عن تفكيك الذرة، ولكن لم أتمكن من العمل عليها لأني احتجت لوجود أشياء جداً صعبة وغير متوفرة".
ويضيف: "في العام الماضي عملت على صناعة عصا خاصة للمكفوفين تعطي إنذار للمكفوفين على بعد مسافة محددة وشاركت بهذا الاختراع في المدرسة ونالت الفكرة إعجاب الجميع".
وفي هذا العام وبعد هذه التجربة التحق بدر بمركز الكويت للتدريب بعدن وكان أبرز أعماله برمجته لسيارة مصغرة يحركها عن طريق الصوت وعن طريق الجوال عبر جهاز الاردينيو، وفي حديثه عن هذه التجربة يقول : "شاركت بمركز الكويت للتدريب وكنت أطمح في تطوير سيارة خاصة للزراعة لكن الوقت كان قصير ولم تتوفر المعدات وكان المطلوب تسليم المشروع إلى المركز فتم تسليمه بالتحكم عن طريق الصوت عبر الجوال".
كما شارك في دورة الطاقة الشمسية التي أقامتها شركة "العيدروس للتجارة وحصل فيها على المركز الأول بتفوق، ويطمح بدر أن يشارك في دورات جديدة تساهم في تلبية حاجته المعرفية.
ويجد بدر بأن مثله الأول في هذا الجانب هو العالم الفيزيائي آينشتاين، وإلى جانبه العالم "إيلون مسك" مهندس ومخترع ومؤسس شركة سبيس إكس والمشارك بتأسيس شركة التداول النقدي الشهيرة باي بال".
وفي الآونة الأخيرة اتجه بدر لفتح قناة خاصة به على اليوتيوب لنشر أفكاره وتجاربه للمهتمين بهذا الجانب متأملا بأن يجد من خلال ذلك ميادين خاصة لتنمية قدراته وتساعده في تنفيذ أفكاره ونشرها للعالم أجمع بعد ما كان محصورا في إطار مدرسته فقط.
أم بدر تتحدث عن الصعوبات التي تواجه أفكار وطموحاته وتقول: "من الصعوبات التي تواجه بدر أنه حاليا يحتاج إلى كتب علمية ومعدات خاصة غير متوفرة في بلادنا لذلك نطمح في أن يتمكن من إكمال دراسة هذا المجال خارج الوطن".
وتضيف "أكبر عائق عندي لما أروح أسجله في مراكز ويتم الرد عليا بهذا طفل هذه الدورة للكبار ويتم إقناعهم بصعوبة بأن مستوى بدر أكبر من سنه ويتم عرض أفكار بدر حتى يتم قبوله، في الوقت الذي يصف فيه معلمي بدر بأنه يجب عليه أن يدخل دورات تستهدف مهندسين وليس أطفال لما يتمتع به من معلومات وأفكار تتجاوز كونه طفلا".
وعن دور المعلمين تشير إلى أن "هناك دور بارز للمدرسين في تشجيعه لكن في طبيعة الحال والإمكانات فهم لا يملكون غير الدعم المعنوي، لكن بدر بقدراته العقلية ينفذ أفكاره بما يتوفر له من إمكانيات".
وعن دور المجتمع في تشجيعه تقول "المجتمع يشجع بدر في بداية مشواره فقط ثم ينساه، إلى جانب الوضع العام للبلاد غير المستقر، لكننا سنستمر بدعم ولدنا إلى أن يصل إلى حلمه بإذن الله".
وكانت الكلمات الأخيرة لـ أم بدر موجه إلى ابنها وهي تضع يدها على كتفه وتقول: "لا يأس مع الحياة استمر ولك ثمرة حصادك".