مواجهات في الضالع واتهامات للحوثيين باختطاف جنود وإعدامهم
على وقع المواجهات المستمرة شمال محافظة الضالع اليمنية بين قوات الجيش اليمني والمقاومة المشتركة والميليشيات الحوثية، اتهمت مصادر عسكرية الجماعة الانقلابية بإعدام ثلاثة جنود حكوميين وقعوا في الأسر، وسط أنباء عن مصير مجهول بخصوص اثنين آخرين.
وفي حين ساد الهدوء الحذر عدداً من جبهات القتال بين الجماعة المدعومة من إيران وبين قوات الجيش اليمني الوطني، ذكرت مصادر رسمية أن وحدات من المقاتلين نفذت، الثلاثاء، عمليات إغارة على مواقع الميليشيا الحوثية المتمردة في جبهة الفاخر، غرب مديرية قعطبة الواقعة شمال محافظة الضالع.
وخلفت المواجهات - بحسب ما ذكره الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر نت) - أعداداً من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا، بعد أن تمكنت قوات الجيش من مفاجأة الحوثيين في عدد من مواقع جبهة الفاخر.
ونقل الموقع العسكري عن مصادر ميدانية قولها: «إن الميليشيات الحوثية المتمركزة في الجبهة ذاتها باتت تتهاوى تحت ضربات الجيش المحكمة، وإنها أصبحت في موقع الدفاع، وغير قادرة على تحقيق أي هدف لها، وإنها لجأت إلى زرع الألغام والعبوات الناسفة بمحيط مواقعها لإعاقة أي تقدم نحوها، مكثفة من زرعها للمتفجرات في المناطق المجاورة، والتي تتسبب في قتلى وجرحى من المدنيين، وإعاقة مصالحهم بشكل كبير».
وكثفت الميليشيا الحوثية المتمردة - في غضون ذلك - قصفها للقرى والمناطق الآهلة بالسكان، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، انتقاماً من المواطنين التي تعمل على تهجيرهم والاستيلاء على مزارعهم، ومصادرة المحاصيل، تحت ذريعة المجهود الحربي. وتشهد جبهات شمال الضالع معارك كر وفر، حقق فيها الجيش اليمني والمقاومة انتصارات كبيرة على حساب عناصر الميليشيا الحوثية التي تتكبد الهزائم المتتالية، والخسائر الكبيرة في العتاد والأرواح، وفق ما أفاد به الإعلام العسكري الرسمي.
في الأثناء، اتهم الإعلام العسكري في الجيش اليمني الميليشيات الحوثية بأنها نفذت، الثلاثاء، عملية إعدام شنيعة، بحق ثلاثة جنود عُزل من السلاح، بعد وقوعهم في الأسر في إحدى المناطق في مديرية دمت، شمال محافظة الضالع. وقالت المصادر إن مسلحي الجماعة اختطفوا الجنود الثلاثة، وهم: صالح عبد الرحيم، ومحسن حشرة، وعبد السلام توفيق، من منطقة محقن الواقعة جنوب مديرية دمت، قبل أن يأمر مشرفو الجماعة بإعدامهم رمياً بالرصاص بطريقة وحشية.
ولا تزال الجماعة الانقلابية تخفي – بحسب المصادر- جنديين آخرين هما: أسامة الشمسي، وعبده الحيدري، وسط مخاوف من قيامها بتصفيتهما بطريقة مماثلة.
في سياق ميداني متصل، شهدت جبهات الساحل الغربي لليمن؛ حيث محافظة الحديدة أمس (الأربعاء) هدوءاً حذراً، تراجعت خلاله الخروق الحوثية للهدنة الأممية، بحسب مصادر الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة.
وأفادت المصادر بأن الميليشيات أطلقت نيران أسلحتها القناصة صوب منازل المواطنين في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوب الحديدة، وأسفرت عن إصابة طفلة بجروح بليغة.
ونقل المركز الإعلامي لألوية العمالقة الحكومية عن مصادر محلية وطبية، قولها إن الطفلة إسراء علي جمالي خلوف البالغة من العمر 7 أعوام تعرضت للإصابة برصاصة قناص اخترقت فخذها الأيمن وخرجت من فخذ قدمها الأيسر وذلك أثناء وجودها أمام منزلها.
وأوضحت المصادر أن الأهالي هرعوا لإسعاف الطفلة المصابة إلى المستشفى الميداني في الخوخة لتلقي الإسعافات الأولية، ليتم تحويلها بعد ذلك إلى مستشفى «أطباء بلا حدود» في مدينة المخا لاستكمال العلاج اللازم.
وبالتزامن مع مواجهات الكر والفر التي تشهدها جبهات محافظتي مأرب والجوف، أكد وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال اليمنية، الفريق الركن محمد المقدشي، أن قوات الجيش «تتمتع بالجاهزية والاستعداد القتالي والمعنويات العالية، وأنها ماضية في استكمال معركة اليمن والعرب المصيرية ضد ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً ومشروعها العنصري الدخيل على المجتمع اليمني»، وفق ما نقله الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر نت).
واستعرض المقدشي خلال اجتماع لحكومة تصريف الأعمال «مستجدات الأوضاع الميدانية والعسكرية في جبهات القتال ضد ميليشيا الحوثي، وجوانب التنسيق القائمة مع تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية». ونقلت وكالة «سبأ» أن الحكومة «أكدت دعمها الكامل للجيش والمقاومة الشعبية، بكل الإمكانات للقيام بدورهم ومهامهم من أجل حماية الوطن والمواطنين، والحفاظ على النظام الجمهوري ووحدة الأراضي اليمنية».