قصة مأساة.. شاب يروي إصابته بلغم حوثي أفقده القدرة على العمل وضاعف من معاناة عائلته
”خرجت رايح إلى الخوخة أصرف على عيالي وأخواني وأبي شيبة لا يقدر يعمل شي وبعدين وصلت الخط وقرحت بي عبوّة”، بهذه الكلمات البسيطة يروي "محمد حسن" تفاصيل قصة إصابته بعد أن خرج من كوخة.
كان واضحًا عليه أنه لا يجيد حياكة العبارات المؤثرة ولا الكلمات المنمقة ولا سرد الكلام العاطفي للتعبير عن حالته، لكن نبرة صوته الحزينة والثقيلة كشفت عن حجم القهر والوجع والألم الذي يحمله في جسده.
أصيب الشاب "محمد حسن سعيد يحيى" من أبناء منطقة موشج التابعة لمديرية الخوخة جنوب الحديدة، في قدمه اليمنى جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها الحوثيين وذلك أثناء ذهابه إلى مركز المديرية لطلب الرزق على متن دراجته النارية التي يستخدمها كوسيلة للنقل مقابل أجر زهيد؛ يظل يجمعه طوال اليوم، ومنه يوفر لقمة العيش لعائلته.
يواصل "محمد" حديثه بعد انفجار العبوة الناسفة التي أنسَتهُ أين يكون قائلًا: أسعفوني إلى الخوخة ثم إلى المخا لأن النزيف لم يتوقف، وكنت أشعر بالألم وقد تمزقت الأعصاب، وبعدها أسعفوني إلى محافظة عدن وتلقيت العلاج بمستشفى البريهي لمده ثلاثة أشهر.
ويضيف بقلب صابر على ما أصابه، ماذا عساي أن أقول إلّا الحمدلله وإنّا لله وإنّا إليه راجعون، وهذا الذي حصل هو بسبب ظلم الحوثيين الجاثمين على صدورنا، ويتابع بلسان حال الكثير من الضحايا، كم من مآسٍ وكم ممن يعانون ألغام وعبوات وهاونات المليشيات.
ويردف: الكل يشكو من الحوثيين بكونهم بلا أخلاق ويضربون على المنازل السكنية بعشوائية ويزرعون الألغام في الأراضي، وبعض الأهالي يخرجون كي يبحثوا عن مصدر رزق لأولادهم ثم تنفجر بهم الألغام ولا يعودوا إلى منازلهم إلا مقطعين وهم لا ناقة لهم ولا جمل.
ومنذ إصابته قبل أكثر من عام ونصف، ظلت الإعاقة تلازم "محمد"، يسير متعرجًا، فاقدًا للقدرة على العمل، الأمر الذي تسبب في تردي وضع أسرته المعيشي إلى الأسوأ، إذ أن أسرته من الطبقة الأشد فقرًا وليس لديها مصدر دخل تقتات منه، كما أن إخوته الأربعة لا يستطيعون العمل لصغر سنهم، حيث أن محمد هو الأخ الأكبر الذي أخذ على عاتقه مسؤولية رعاية الأسرة ولكنه اليوم أصبح يعاني من إعاقة دائمة.
*نقلا عن المركز الإعلامي لألوية العمالقة