خرافات كورونا القاتلة.. 300 إيراني يموتون "بالكحول" للوقاية من الفيروس

المدنية أونلاين ـ متابعات :

أفادت وسائل الإعلام الإيرانية أن ما يقرب من 300 شخص لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 1000 شخص آخر حتى الآن بعد تناول "الميثانول" على اعتبار أنه قادر على محاربة فيروس كورونا الجديد. وقال طبيب إيراني لوكالة أسوشيتد برس يوم الجمعة، 27 آذار/مارس، إن المشكلة أكبر مدى من ذلك، فقد بلغ عدد الوفيات في تقديره حوالي 480 إيرانيًا بسبب تناول الميثانول، وتسمم أكثر من 2850 شخصًا.

 

وقد وقعت حالات التسمم هذه بعد أن انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في إيران نصائح عن علاجات شعبية وغير علمية، حيث لا يزال الناس غير قادرين على الثقة بالجهات الرسمية وتقاريرها بعد أن قللت من شأن الأزمة قبل أن تتفجّر أعداد الإصابات والوفيات في البلاد.

 

"يقول الدكتور حسين حسنيان، مستشار وزارة الصحة الإيرانية الذي أعطى الأرقام الأعلى لوكالة أسوشييتد برس: "البلدان الأخرى لديها مشكلة واحدة فقط، وهي جائحة فيروس كورونا الجديد، أما نحن فنقاتل على جبهتين هنا.. علينا أن نعالج الأشخاص المصابين بالتسمم الكحولي وأن نتعامل مع المرضى المصابين بالفيروس".

 

يسبب فيروس كورونا الجديد لدى معظم المصابين به أعراضًا خفيفة أو معتدلة، مثل الحمى والسعال الذي يزول عادة خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. وبالنسبة للبعض، وخاصة كبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة، يمكن أن يسبب المرض أعراضًا أكثر حدة، بما في ذلك الالتهاب الرئوي المؤدي إلى الوفاة.

 

لقد انتشر الوباء في جميع أنحاء العالم، حيث تجاوزت أعداد الإصابات به حتى اليوم أكثر من 650،000 حالة، وتضررت الاقتصادات وحركة السفر العالمية، وكانت إيران واحدة من بين أكثر الدول تضررًا بالجائحة، بعدد سكانها الكبير الذي يتجاوز 80 مليون نسمة.

 

ولا يوجد حتى الآن علاج معروف لمرض كوفيد-19 الناجم عن الإصابة بالفيروس، وليس ثمة لقاح للوقاية منه، وما يزال العلماء والأطباء يواصلون دراسة هذا الفيروس والبحث عن أدوية ولقاحات فعالة له، إلا أن ذلك قد يستغرق بعض الوقت.

لكن انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في إيران رسائل باللغة الفارسية ادعت أن أستاذًا بريطانيًا وآخرون قد عالجوا أنفسهم من الفيروس عبر تناول الويسكي والعسل، وذلك استنادًا على تقرير صحفي نشر في إحدى الصحف "الصفراء" في بداية شهر شباط/فبراير. وبناء على هذه الرسائل، أقدم كثيرون على تناول "الكحول" الصرف، معتقدين أن ذلك سيقتل الفيروس لو كان في أجسادهم، وهو ما حصل بالفعل، إذ قتل العديد منهم بسبب ذلك.

 

لقد شهدت الجمهورية الإيرانية ارتفاعًا كبيرًا في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، وخشي الناس أن يكون الفيروس قد تفشى بالفعل بينهم، خاصة وأن التقارير الطبية تشير إلى أن الإصابة بالعدوى قد لا تترافق مع أي أعراض ظاهرة على الجسم لعدة أيام. وصلت الإصابات إلى حوالي 30،000 إصابة، وتجاوزت الوفيات 2،200 حالة، ونشرت تقارير لخبراء يرون أن إيران على الأغلب لا تفصح عن العدد الحقيقي من الإصابات والوفيات، خاصة أن تفشي المرض تزامن مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في إيران.

 

كل هذا الخوف والقلق، والتي ترافق مع ضعف التعليم وعدم المقدرة على تمييز الإشاعات من الحقائق، دفع مئات الإيرانيين، وخاصة في خوزستان جنوب غرب إيران، إلى تناول الميثانول، ما أدى إلى تسمم ووفاة أعداد كبيرة منهم، حتى أن أعداد الوفيات من الميثانول قد تجاوزت أعداد الوفيات من كوفيد-19 في بعض المناطق، مثل خوزستان وفارس.