سميحة المتوكل.. أول امرأة تعمل في تصدير البن اليمني

المدنية أونلاين ـ خالد عبدالواحد :

سميحة المتوكل سيدة أعمال يمنية تعمل على تصدير البن اليمني إلى العديد من دول العالم، على الرغم من بقاء المهنة حكرًا على الرجال فقط طوال الأعوام الماضية، ناهيك عن الصعوبات والمعوقات التي تواجهها المرأة اليمنية في حال قررت الدخول في مثل  سوق العمل هذا.

 

حب سميحة، التي تخرجت من كلية التجارة بجامعة صنعاء، لـ"البن"، الذي ترعرعت معه منذ  طفولتها، دفعها للخوص في مهنة تجارة البن، رغم معارضة أسرتها لها ، وأيضًا معارضة المجتمع الذي رفض التعامل معها لكونها أول امرأة تخوض في غمار هذا المجال. 

 

 

"لا يتقبل المجتمع اليمني عمل المرأة وهناك استهتار من الرجال في التعامل معها، فهم يفرضون على المرأة أعمال محددة، فإما ان تكون ربة منزل أو معلمة وطبيبة، فكان عملي في التصدير يعتبر صدمة بالنسبة للكثيرين. والكثير من التجار والمزارعين  يرفضون التعامل معي لكوني امرأة ". وفق ما قالته سميحة في حديثها لـ"الترا صوت".

بدأت سميحة عملها في محال التصدير في العام 2009، حسب روايتها، إلى العديد من بلدان العالم، تصدر البن والعسل وبعض منتجات الأعشاب التجميلية المزروعة في اليمن، من خلال شركتها  RoverBird، لكن البن كان على رأس صادراتها في محاولة للنهوض بالبن  اليمني الذي تعتبر اليمن البلد الأول المصدر له، عبر ميناء المخاء الواقع في محافظة تعز جنوب غربي اليمن.

استمرت سميحة في عملها بالتصدير إلى الولايات المتحدة الأمريكية والقارة الأوروبية إضافة إلى العديد من الدول الأخرى رغم المعوقات والتحديات التي واجهتها. فوق كل ما يمكن تصوره من معيقات، أتى منع الدول الأوروبية دخول الطرود المرسلة من اليمن، الأمرالذي جعل من التصدير أمرًا مستحيلًا.

في سنة 2015 اانفجرت شرارة حرب اليمن، وهي الشعرة التي قصمت ظهر البعير، فأجبرت  سميحة على إغلاق مكتبها والتوقف عن العمل. عن ذلك تقول المتوكل: "خسرتُ الكثير من الزبائن والعملاء بسبب اندلاع الحرب، بالإضافة إلى أن فرض التحالف الحصار الجوي والبري والبحري على اليمن قيدني فلم أتمكن من مواصلة التصدير، فقررت التوقف عن العمل حتى تنتهي الحرب". 

وتابعت سميحة "كنت أظن أن الحرب سوف تتوقف في الشهر الأول، لكن انتهى العام 2015، وتبعه العام الثاني، وما زالت الحرب مستمرة، فقررت في العام 2017، العودة إلى عملي في تصدير البن، وبدأتُ من جديد بتكوين علاقاتي وتصدير البن إلى العديد من البلدان، بصعوبة كبيرة". 

تصدر سميحة البن اليمني رغم الحصار والحرب، وتضطر لدفع مبالغ كبيرة مقابل شحن البن والمنتجات اليمنية الأخرى إلى الدول الغربية، حيث تعمل على تصدير البن إلى السعودية وعمان برًا، ثم يتم إرساله إلى باقي الدول عبر الطيران  الجوي من خلال عملاء لشركتها، بعد أن كانت ترسله مباشرة إلى زبائنها عبر مطار صنعاء، الذي أغلقه التحالف في 2016. 

من باب حرصها على جودة المنتجات اليمنية التي تصدرها، تذهب سميحة إلى المناطق الزراعية لشراء البن من المزارعين أنفسهم، بل وتعطيهم الإرشادات  اللازمة، لجني البن وتجفيفه بالطريقة الصحيحة وتخزينه، حتى  تحافظ على واقع أن البن الذي تصدره يتمتع بجودة ترقى إلى تطلعات المستهلك. 

 

 

أثناء الحرب أعادت سميحة افتتاح  مكتب لها بالعاصمة صنعاء، بالإضافة إلى استئجار مستودع لتخزين البن الذي تجمعه من المزارعين، في موسم الحصاد. وتأمل سميحة في أن تعيد للبن اليمني سمعته القديمة، وفق أقوالها، إذ أن القهوة اليمنية، اكتسبت شهرة كبيرة بسبب مذاقها المتميز ونكهتها الرائعة، ويصل سعر كوب القهوة اليمنيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة إلى ستة عشر دولارًا، متفوقةً على نظيراتها من ارتريا وكولومبيا والبرازيل.

لم تكتف سميحة بكسرها لقيود المجتمع التي تحجم عمل المرأة، بل سعت لتشجيع النساء الأخريات على العمل في مجال القهوة. تقوم المتوكل بذلك عبر توقيع اتفاقية مع منظمة international women coffee alliance   بإنشاء فرع للمنظمة في اليمنiwca-yemen، التي تهتم بتمكين النساء العاملات في القهوة سواءً أكان ذلك في الزراعة أو في التصدير أو النساء العاملات في صنع أكواب القهوة.  

وتقول سميحة إن منظمة "iwca-yemen" كانت هي جواز سفرها إلي العالم للتعريف بالمنتج اليمني الذي تقدمه من خلال شركتها RoverBird. وتأمل المتوكل أن تتوقف الحرب فهي تقف عائقاً أمام شركتها التي تسعى لتوسيع صادراتها من البن اليمني.

 

كما لفتت المتوكل إلى أنها تلقت العديد من العروض من قبل شركات ومؤسسات ومنظمات مختصة بالقهوة خارج اليمن، لكنها، اضطرت إلى تأجيلها لعدم تمكنها من السفر إلى الخارج لتوقيع الاتفاقيات ومتابعة الأعمال، بسبب الحصار والحرب في بلادها.