ندوة فكرية حول الثائر القردعي توصي بإنشاء هيئة للذاكرة الوطنية وإعادة بناء المناهج

المدنية أونلاين/خاص:

أوصت ندوة فكرية عقدت بمحافظة مأرب، الخميس، بإنشاء هيئة للذاكرة الوطنية، وإعادة صياغة المناهج الدراسية، بما يرسخ التضحيات والبطولات التي بذلها رموز الثورات الوطنية وعلى رأسهم الشهيد الثائر علي بن ناصر القردعي صاحب الرصاصة الأولى في نعش الإمامة.

ودعا المشاركون في الندوة التي نظمها مركز العاصمة الإعلامي تحت شعار (نحو تكوين ذاكرة وطنية) الجهات المعنية في الحكومة وعلى رأسها وزارات التربية والثقافة، والإعلام إلى استعادة ماتعرضت له الذاكرة الوطنية من طمس خلال العقود الماضية تم خلالها تغييب الأدوار والبطولات والتضحيات التي بذلها الشعب اليمني في التخلص من النظام الكهنوتي السلالي.

وأعرب المشاركون عن استغرابهم لغياب شخصية وطنية بحجم الشهيد القردعي وماجسده من نضالات وطنية إلى جانب رفاقه من أبطال ثورة 1984، والتي تم تغييبها لسبعة عقود من الزمن، مع أنها كانت سبباً في الوصول إلى ثورة 26 سبتمبر المجيدة، التي أنهت أسوأ حقبة في تاريخ اليمن، وتحاول الإطلالة برأسها مجدداً.

وخلال الندوة قدم الباحث عبدالإله البوري صاحب أول عمل إعلامي تلفزيوني تناول شخصية الشهيد القردعي ورقة عمل تناول فيها الأدوار النضالية للثائر منذ رفضه دخول عسكره قبيل مراد بعد تولي يحيى حميد الدين حكم اليمن، ما تسبب في قيام الإمام يحيى باعتقاله والحكم عليه بالقتل، قبل أن يتمكن في عملية بطولية الخروج من السجن.

وأكد الباحث البوري أن ثورة 48 التي مثل الثائر القردعي بطلها، جاءت بعد أن وصل الطغيان الإمامي منتهاه، وبات اليمنيون بين مخفي ومشرد وجائع ورهينة، وتفشى الجهل والمرض والفقر، واستبد الإمام عبر عماله باليمنيين وسامهم سوء العذاب حتى صدرت الفتاوى بحقه من قبل علماء الزيدية الذي ينتمي إليهم الإمام بالخروج عليه لظلمه.

مشيراً إلى أن الثائر القردعي وقبل تنفيذه العملية البطولية في اغتيال الإمام كان قد جمع نحو 40 فتوى بذلك، وبعد أن رفض الإمام يحيى إجراء إصلاح نظام الحكم، وقمعه ومحاربته الثوار الذي كانوا يطالبون بدستور ينظم العلاقة بين الحاكم والشعب.

وتطرق الباحث البوري إلى نضالات الشهيد القردعي ضد الإحتلال البريطاني وكيف أن الإمام يحيى حاول استخدام الروح الثورية التي يتحلى بها الشهيد، للتخلص منه عبر البريطانيين، من خلال الإيعاز له بوقوفه إلى جانبه في مواجهة الإحتلال البريطاني في شبوة، ليتضح بعد اعتقاله من قبل البريطانيين مستوى التعاون بين الإمام يحيى والبريطانيا، عندما حاولت طائرة البريطانيين نقله إلى صنعاء لتسليمه للإمام يحيى باعتباره متمرداً على إمام المسلمين.

ووفق الباحث البوري فإن الشهيد القردعي وعندما أدرك الخديعة وهو على متن الطائرة، قام وأرغم البريطانيين على تغيير مسار الطائرة وإعادتهم إلى منطقته، وأفشل خطة الإيقاع به، مادفعه لقول البيت الشعري الشهير: 
قدهم على شور من صنعا إلى لندن 
متآمرين كلهم سيد ونصراني.

وقد شهدت الندوة كلمة لأحد أحفاد الشهيد القردعي أشاد فيها بالجهود الرامية لإعادة بناء الذاكرة الوطنية، وإحياء الدور النضالي الذي قدمه الشهيد القردعي في مواجهة الإمامة، بينما قدم الكاتب الصحفي حسين الصوفي مقارنة بين ممارسات وبطش حكم بيت حميد الدين قبل قيام الثورة المباركة وما يمارسه أحفادهم من الاماميين الجدد، وكيف تسللوا إلى داخل النظام الجمهوري وعملوا منذ سنوات طويلة لتغييب رموز النضال الوطني وطمس تاريخهم الثوري وبطولاتهم الملهمة.

وكان مدير مركز العاصمة الإعلامي عبدالباسط الشاجع، قد تطرق في كلمته الترحيبية الى جرائم أحفاد الأئمة حاليا بعد انقلابهم على الشرعية والجمهورية بدعم من إيران، بحق الشعب اليمني وتزوير حقائق التاريخ وطمس معالم ومسميات وطنية لها صلات بتاريخ اليمن العريق ورموز الحركات الوطنية وثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة، وتحريف المناهج التربوية واستبدالها بالملازم والأفكار الضالة التي تهدف إلى تزييف عقول الناشئة، وتجعل منهم وقودا لحروبها لخدمة مصالح النظام الإيراني.

كما اثريت الندوة التي شارك فيها عدد كبير من المثقفين والمهتمين والباحثين، بالعديد من الآراء والكشف عن كثير من جوانب مسيرة المناضل الثائر القردعي.