صحافي يروي ماحدث في محافظة مأرب والحكومة توجه الضرب بيد من حديد (تفاصيل)

المدنية أونلاين/خاص:

بعد ثمانية وأربعون ساعة من اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيش الوطني وعناصر تخريبية في منطقة العرقين شرقي محافظة مأرب، تمكنت وحدات عسكرية من فتح الطريق الدولي (مأرب - حضرموت).

المواجهات التي شهدتها المنطقة، جاءت إثر محاولة المدعو علي هادي بن حسين مثنى إقامة حواجز ترابية ومتارس بجوار أحد المواقع العسكرية للجيش الوطني على الخط العام، وإطلاق النار على إحدى الدوريات التي ابلغته وقف تلك الاستحداثات.

ونشر الصحافي محمد الجماعي روايه في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، رصدها محرر "المدنية أونلاين"، أوضح فيها ما حدث في المنطقة التي تتوسط محطة بن معيلي وشركة صافر، كونه أول الواصلين إلى مسرح الحدث.

ويقول الجماعي في روايته: "أول أمس المغرب وأنا منتظر على متن باص النقل الجماعي قادما من سيئون، ومعي ركاب الباص وعشرات الناقلات الكبيرة وعشرات السيارات الأخرى، أمام بوابة شركة صافر واقفين حتى ظهر اليوم بسبب اشتباكات بين الجيش وإحدى القبائل المتقطعة.. اتضح انهم مسلحون يتبعون هادي مثنى احد نافذي المحافظة".

ويضيف: "بدأت الحادثة حسب رواية أحد افراد الجيش بإطلاق المسلحين النار على إحدى القواطر المسرعة ما أدى إلى انقلاب ها، ومع كثافة النيران، اصدمت بالقاطرة المقلوبة التي احترقت وتفحمت جثة السائق بداخلها عدد من القاطرات".

ويوضح: "توفي ثلاثة سائقين بداخل الشاحنات التي اصطدمت ببعضها وسط ظلمة الليل ويبدوا ان أحد الباصات الصغيرة نوع (نوها) أيضا وجد طريقه إلى مسرح الحادث بالخطأ ليرتطم هو الآخر بشاحنتين أخريين".

وتابع: "أقوال الجنود تؤكد أنه تم دحر المتمردين إلى يمين الطريق الرئيسية أي إلى عمق الصحراء على بعد مئات الأمتار فيما لاتزال أصوات الاشتباكات باسلحة متوسطة وخفيفة تسمع بوضوح أثناء وصولنا إلى مسرح الحادثة، وتلك العملية ليست سوى واحدة من عشرات التقطعات خلال الشهرين الأخيرين حسب رواية جنود النقطة المكلفين بحماية ناقلات النفط وتامين الطرقات".

كما أوضح الجماعي: "مسلحون بزي مدني من منطقة قريبة، قالوا انهم تدخلوا مستخدمين السلاح لدفع الطرفين للاقتتال بعيدا عن الخط الرسمي لفتح الطريق أمام المسافرين ولانتشال جثث السائقين، ونقل العوائل وانتزاع الحافلات المتعثرة وسط الرمال".

وقال: "استطعت الحديث مع احد الشبان وهو الشيخ محمد شاجع بن طلان وكان يبذل جهودا مضنية بسياراته وسيارات ربعه لمساعدة المتعثرين بهمة ونشاط، يسيرون باصات النقل عبر طرق آمنة وينتزعون الأخرى بالشيول من وسط الرمال، ويوزعون الماء على الناس بتجرد واختفاء ذات".

الجماعي يضيف: "تم التأكد من ان المشكلة الأساسية حسب سكان محليين طرفها الرئيس هو تاجر يدعى هادي مثنى وترفض الحكومة منحه ترخيصا بإنشاء محطة غاز بالقرب من شركة صافر، بالمخالفة للقانون والمواصفات ومحاولات فرضها بقوة السلاح".

ويؤكد عن شهود عيان "قيام مسلحين تابعين للمدعو هادي مثنى بالقطع وإطلاق الرصاص على الشاحنات، وليلة امس أطلقوا وابلا من الرصاص على شاحنة محملة بالتفاح يقودها سائق من جنسية سورية تفحمت هي الأخرى".

ويتساءل الجماعي في ختام روايته: ما هو الربط بين الأعمال الإرهابية التي تستهدف الحركة التجارية من وإلى المحافظة الواعدة، بدءا باعمال العنف جهة الأشراف، مرورا بالتقطع واحراق ناقلات النفط، ثم إحراق شاحنات المواطنين؟

فيما، وجهة الحكومة الأجهزة العسكرية والأمنية بمحافظة مأرب التعامل بحزم وقوة مع العصابات التخريبية والعناصر الخارجة عن النظام والقانون، التي تحاول تعكير أجواء الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمواطنين بالمحافظة.

ويؤكد رئيس الوزراء خلال اتصال هاتفي أجراه مع محافظ مارب سلطان العراده، ثقته الكاملة في قدرة الأجهزة العسكرية والأمنية وبالتفاف شعبي من أبناء محافظة مأرب الأبطال على إفشال كل المساعي الرامية إلى افتعال الفوضى، مشيرا إلى ان محافظة مأرب قدمت نموذجا متميزا للاستقرار والتنمية في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن، ولن يتم السماح بتشويه هذا النموذج من قبل ضعفاء النفوس.

ووضع محافظ مأرب رئيس الوزراء، أمام الأحداث التي شهدتها منطقة العرقين بالمحافظة، والجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية والعسكرية للتعامل مع العناصر الخارجة على النظام والقانون، مؤكدا ان السلطة المحلية والأجهزة العسكرية والأمنية وبالتفاف شعبي من أبناء المحافظة عازمة على إفشال كل المخططات التي تحاول زعزعة الأمن والاستقرار.

كما يؤكد الدكتور معين عبدالملك وقوف الحكومة الكامل مع قيادة السلطة المحلية بمحافظة مأرب لتعزيز الأمن والاستقرار، وثقتها الكاملة بان أبناء مأرب الأبطال وقبائلها الشرفاء سيكونون سندا وعونا للدولة والأجهزة الأمنية والعسكرية في الحفاظ على امن واستقرار محافظتهم، مشددا على ضرورة تفويت الأجهزة الأمنية والعسكرية الفرصة على العصابات التخريبية التي تستهدف المدنيين والأحياء السكنية. 

وتستمر الحملة العسكرية في ملاحقة المخربين والعناصر المطلوبة أمنيا بحسب القوائم التي حددتها النيابة، كما أنها لا تستهدف قبيلة بعينها أو منطقة معينة، وإنما تأتي في إطار حرص الجيش على تأمين الطريق العام ووضح حد للتقطعات التي يقوم بها الخارجين عن القانون بين الحين والآخر.

فقبيلة عبيدة وكافة قبائل محافظة مأرب ينبذون التقطعات ويقفون إلى جانب الدولة بكل صدق وتعاون وإخلاص من أجل ضبط الأمن وتثبيت دعائم الاستقرار بكافة طرقات ومناطق المحافظة.