الرئيس قحطان الشعبي- أول رئيس لجنوب اليمن بعد الاستقلال 1923 - 1981

المدنية أونلاين_عدن

•    ولد الرئيس قحطان الشعبي في وادي شعب، بمديرية طور الباحة بمنطقة الصبيحة، عام 1923م ونشأ يتيماً لأن توفي قبل ولادته، وكفله قريبه الشيخ عبد اللطيف عبد القوي الشعبي شيخ (وادي شعب)، وهو والد الشهيد المناضل فيصل. وقحطان هو ثالث أخويه، يكبره شقيقان هما سعيد  توفي قبل انطلاق ثورة 14 أكتوبر، ومريم وقد توفيت في ثمانينات القرن الماضي.
•    أكمل دراسته في عدن بعدما بدأن في وادي شعب يتعلم القراءة والكتابة وحفظ بعض أجزاء القران الكريم، وفي عدن التحق بالدراسة في (مدرسة جبل حديد) التي عرفت بأنها (مدرسة أولاد الأمراء)، قبل أن يتوجه إلى السودان بداية الأربعينيات في بعثة دراسية وهناك، واكمل قحطان تعليمه بتخرجه مهندساً زراعياً من  كلية الزراعة بجامعة جوردون بالخرطوم، ليصبح أول مهندس زراعي في الجزيرة العربية، ووفقا لصحيفة اليقين اليمنية التي صدر أول أعدادها في أكتوبر 2010، فإن قحطان الشعبي الحاصل على بكالوريوس في الهندسة الزراعية يعتبر الأعلى تعليما بين كل رؤساء اليمن.
•    انخرط في العمل السياسي الوطني في وقت مبكر أثناء دراسته الجامعية، من خلال قيادة المظاهرات وتوزيع المنشورات الرافضة للاحتلال البريطاني للسودان ما عرضه للاعتقال والسجن مرات عدة، ثم عاد إلى عدن ليعمل مهندسا زراعيا ثم مديرا للزراعة في أبين، ثم مديرا للزراعة في حضرموت، قبل أن يعود إلى محافظة لحج ليعمل مديرا للزراعة، ومكافأة على تفوقه في عمله منحه البريطانيون درجة وظيفية رفيعة تعتبر الأعلى حينها.
•    في بداية الخمسينيات تأسست رابطة أبناء الجنوب، وكان قحطان الشعبي أحد مؤسسيها، وزاد حجم نشاطه المناهض للسلطات البريطانية فأرسلت في العام 1958، قوة عسكرية إلى حوطة لحج لاعتقاله، فاتجه إلى منطقة الوهط المجاورة، ثم توجه إلى مدينة تعز، ومنها توجه إلى القاهرة طالباً اللجوء السياسي. وهناك كان قريبه فيصل عبداللطيف الشعبي يقود حركة القوميين العرب فرع اليمن، ومعه نشطاء سياسيون ومثقفون يمنيون، انضم إليهم الرئيس قحطان الشعبي وأعلن استقالته من رابطة الجنوب بعدما وجد أنها غيرت أهدافها، ووجد في حركة القوميين العرب الأفكار القومية العربية التي كان مؤيدا لها ومتفاعلا معها، وقد أصدر مع الرئيس فيصل الشعبي كتيبا باسم حركة القوميين العرب يحمل عنوان (اتحاد الإمارات المزيف مؤامرة على الوحدة العربية)، ردا على اعلان بريطانيا مشروع أسمته (اتحاد الجنوب العربي)، ودعا الرئيسان إلى الكفاح المسلح لتحرير الجنوب من الاحتلال البريطاني.
•    في مايو 1962م أصدر لقحطان كتابه الشهير "الاستعمار البريطاني ومعركتنا العربية في جنوب اليمن"، مجددا دعوته لإقامة الجبهة القومية على مستوى جنوب اليمن وشماله، لتعمل على إقامة نظام جمهوري في الشمال اليمني، ومن ثم الانطلاق لتحرير جنوب اليمن، ونشر  الكتاب قبل ثورة 26 سبتمبر 1962م بقرابة أربعة أشهر، وعقب قيام ثورة سبتمبر ضد الحكم الإمامي، انتقل قحطان من القاهرة إلى صنعاء، وعُين مستشاراً للرئيس عبد الله السلال لشؤون الجنوب المحتل، ثم عُين رئيساً لمصلحة الجنوب بصنعاء لكي تكون له سلطات تنفيذية فيما يتصل بقضايا أبناء الجنوب.
•    في فبراير 1963م ترأس اجتماعاً لعدد كبير من أبناء الجنوب الأحرار المتواجدين في الشمال، واعقب ذلك بيان بقيام جبهة لتحرير جنوب اليمن المحتل، أصبح اسمها الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل وأصبح قحطان أميناً عاماً لها، ومثل الجبهة القومية في كثير من المؤتمرات والزيارات لدول عربية وغير عربية.
•    شارك قحطان في عدد من معارك جبهتي ردفان والضالع ضد الاحتلال البريطاني، وكان يدخل متخفياً إلى عدن خلال حرب التحرير.
•    في 13 يناير 1966 وبترتيب من المخابرات العامة المصرية تم الإعلان عن قيام تنظيم سياسي جديد هو "جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل" التي ضمت عدداً من السلاطين والأمراء السابقين وبعض الشخصيات السياسية التي عارضت أسلوب الكفاح المسلح عندما بدأت ثورة 14 أكتوبر، وبموافقة وتوقيع عضو واحد من قيادة الجبهة القومية (علي السلامي) تم ضم الجبهة القومية إلى جبهة التحرير، فأعلن قحطان الشعبي الذي كان حينها في القاهرة عدم شرعية ضم الجبهة القومية إلى جبهة التحرير، فاحتجزته السلطات المصرية مع رفيق دربه فيصل عبد اللطيف.
•    بعد نحو 9 أشهر من احتجازه تمكن فيصل من تضليل الأجهزة المصرية وغادر إلى بيروت ومنها إلى الجنوب عبر تعز وعقد في نوفمبر 1966 المؤتمر الثالث للجبهة القومية في منطقة "حُمر" القريبة من "قعطبة"، وأقر المؤتمر فصل الجبهة القومية عن جبهة التحرير، بينما ظل قحطان محتجزاً بمصر حتى وقعت النكسة العربية أمام إسرائيل في 5 يونيو 1967، فأعادت القاهرة النظر في سياساتها الداخلية والخارجية، واستقبل الرئيس جمال عبد الناصر قحطان الشعبي واعتذر له عن احتجازه بمصر وعن الموقف المصري من الجبهة القومية، وسمح له بمغادرة مصر فغادر في أغسطس 1967 إلى الجنوب عبر تعز مصطحباً معه القيادي بالجبهة القومية عبد الفتاح إسماعيل.
•    منذ يونيو 1967 أخذت الجبهة القومية في الاستيلاء على السلطة في السلطنات والإمارات والمشيخات فيما بدأ الاقتتال الأهلي بين الجبهة القومية وجبهة التحرير بداية نوفمبر 1967، وسيطرت الجبهة القومية على كامل أرجاء عدن، لذا اضطرت السلطات البريطانية للاعتراف بالجبهة القومية، وترأس قحطان الشعبي وفد من الجبهة القومية في مباحثات الاستقلال بجنيف امام الوفد البريطاني، وضم وفد الجبهة القومية كلا من: فيصل عبد اللطيف، سيف الضالعي، خالد عبد العزيز، عبد الله صالح العولقي (سبعة)، عبد الفتاح إسماعيل، ومحمد أحمد البيشي، وكان أحمد علي مسعد الشعيبي سكرتيراً للوفد.
•    يوم 29 نوفمبر 1967 دُعي الصحفيون ومراسلو وكالات الأنباء للدخول إلى القاعة التي عقدت فيها مباحثات الاستقلال ليشهدوا اللحظة التاريخية لحظة توقيع قحطان الشعبي ولورد شاكلتون على اتفاقية استقلال جنوب اليمن، وذلك بعد احتلال بريطاني للجنوب دام نحو 129 عاماً.
•    في صباح يوم الاستقلال 30 نوفمبر 1967 ازدحمت ساحات وشرفات مطار عدن وما جاوره من طرقات بعشرات الآلاف من الرجال والنساء الذين قدموا من مختلف مناطق الجنوب لاستقبال قحطان الشعبي والوفد العائد من جنيف بعد أن انتزع استقلالا كاملا على مستوى السيادتين الداخلية والخارجية، وقالت وكالات الأنباء بأن الشعب استقبل في عدن قحطان الشعبي كبطل تاريخي، وعلى طول الطريق من مطار عدن في خورمكسر إلى مقر الحكم في التواهي (مقر المندوب السامي البريطاني سابقاً) اكتظ جانبي الطريق بالجماهير التي أخذت تهتف بحياة الشعبي والجبهة القومية.
•    في يوم الاستقلال انتخبت القيادة العامة للجبهة القومية قحطان الشعبي رئيساً لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية لمدة عامين وكلفته بتشكيل الحكومة واعلان الاستقلال رسمياً.
•    نتيجة للصراع الداخلي في التنظيم السياسي الحاكم - الجبهة القومية قدم الرئيس قحطان الشعبي إلى القيادة العامة للجبهة القومية استقالته من كافة مناصبه في 22 يونيو 1969 وكذلك استقال فيصل عبد اللطيف رئاسة الحكومة، واحتجز قحطان وفيصل في منزليهما لفترة قصيرة ثم نقلا إلى "معتقل الفتح" بالتواهي بعدن، حيث جرى في مطلع أبريل 1970 اغتيال فيصل في زنزانته فيما نقل المناضل قحطان إلى كوخ خشبي بمنطقة دار الرئاسة، وظل معتقلا انفراديا بدون محاكمة أو تحقيق.
•    أعلنت السلطة في عدن عن وفاة الرئيس قحطان الشعبي في 7/7/1981، عن 58 عاماً.