السجناء.. وقود حرب الحوثي

المدنية أونلاين ـ صحف :

تُجري ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، حملة تعبئة طائفية وعملية تجنيد واسعة للسجناء المتهمين بقضايا جنائية في جميع السجون بالمحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرتها، وإرغامهم للانضمام إليها والزج بهم في جبهات القتال. وذكرت مصادر محلية يمنية أن ميليشيات الحوثي الإرهابية تنفذ برنامج تعبئة مكثف لغسل أدمغة السجناء، ويتضمن البرنامج دورات طائفية متواصلة، شملت السجون المركزية والفرعية على مستوى المحافظات والمديريات في صنعاء، وفي محافظات ذمار وريمة والحديدة، وإب، وفي فروع السجن المركزية الواقعة في المديريات غير المحرّرة بمحافظة حجة، إضافة إلى فروع السجن المركزي بمحافظتي عمران والمحويت. كما يشمل برنامج التعبئة والتجريف الطائفي بحسب المصادر، دروسا ومحاضرات وأناشيد حماسية لتحريض نزلاء السجون على القتال ضد الشرعية اليمنية، وبث مسلسلات وأفلام إيرانية موجّهة للسجناء ليلاً ونهاراً، بالإضافة إلى مشاهد إيرانية تمثيلية عن الحرب العراقية - الإيرانية، وشحن عقولهم ضد الدولة اليمنية ودول المنطقة العربية من خلال مواد تلفزيونية ووثائقيات من إنتاج إيران وتنظيم «حزب الله» الإرهابي، موجّهة لتشويه العرب وأدوارهم التاريخية ومعتقداتهم الدينية ورموزهم الدينية والتاريخية والفكرية والحضارية من إنتاج إيران، ضمن الوسائل التي تستخدمها الميليشيا للتأثير على النزلاء وجذبهم للمشاركة في القتال معها. وخلال الدورات والفعاليات الطائفية، تمارس المرجعيات الحوثية الطائفية تحريفا صارخا للقرآن الكريم، أثناء تحريض السجناء وحضّهم على الالتحاق بها، إذ تقوم باجتزاء وتحريف الآية القرآنية الكريمة (يا أيها الذين أمنوا كونوا أنصار الله .. إلخ) وتحاول إقناع نزلاء السجون بأن الآية الكريمة تدعو صراحة إلى الالتحاق بجماعة «أنصار الله» الحوثية التابعة لإيران، وتضع المخالفين للجماعة ضمن دائرة «الكفر».

 

الانقلابيون يحرفون القرآن ويشوهون المعتقدات لإقناع النزلاء

 

وترفع الميليشيا من وتيرة التعبئة والتحريض في المناسبات الحوثية الطائفية، حيث أجرت خلال الأسبوع المنصرم مئات الدورات التعبوية لنزلاء السجون، بمناسبة «يوم الولاية» والترويج خلالها للحرب الانقلابية المدعومة إيرانيا، باعتبارها حرب استرداد «ولاية الإمام علي» كما جاء في خطاب الفعاليات العلنية التي نظمتها الميليشيا عبر إدارة الإصلاحية المركزية لنزلاء السجون بالمحافظات الواقعة تحت سيطرتها وحظيت بتغطية واسعة في وسائل الإعلام التابعة لها. ورصدت «الرياض» قيام الميليشيا بتنفيذ عشرات الفعاليات التعبوية الطائفية تحت مسمى الاحتفال بـ»يوم الولاية» نظمتها عبر إدارة الإصلاحية المركزية بصنعاء بحضور وكيل أوقاف الميليشيا ومرجعيات حوثية أخرى، إضافة إلى إقامة فعالية طائفية في الإصلاحية المركزية للسجن في محافظة إب وسط البلاد، حرض خلالها ما يسمى المسؤول الثقافي الحوثي، منصور القطابري، نزلاء السجن والمحكومين بقضايا جنائية على المشاركة في القتال ضد الدولة الشرعية، والاقتداء بنموذج «الثورة الخمينية». من جهته قال مسؤول المركز الإعلامي بريمة حافظ مراد، إن الميليشيا أجبرت نزلاء السجن المركزي والمختطفين بسجونها في محافظة ريمة، على إقامة فعالية طائفية (يوم الولاية) بعد أن فرضت عليهم دورات طائفية مكثفة في الأيام الماضية لمحاولة غرس فكر إيراني طائفي دخيل على المجتمع اليمني. وفي حادثة تكشف أحد أساليب استغلال الميليشيا لنزلاء السجون في المناطق الخاضعة لسيطرتها، قال أحد أبناء مديرية مزهر بمحافظة ريمة (طلب عدم ذكر اسمه خوفا من انتقام الحوثيين) لـ»الرياض»: إن ما يسمى المشرف العام لجماعة الحوثي بالمحافظة، ويدعى مراد الشايف، استغل تورط أحد المواطنين بارتكاب جريمة جنائية، وقام بسجن 12 من أقارب الجاني وأبناء عمومته، ومن ثم خيّرهم بين البقاء في السجن، أو الالتحاق بجبهات القتال في صفوف الميليشيا مقابل الإفراج عنهم. ويقول محللون: إن تجنيد السجناء وأصحاب السوابق والمتهمين بقضايا جنائية، هو أسلوب إيراني قديم، استخدمته إيران في الحرب العراقية - الإيرانية، كما أنها جندت مئات السجناء في ميليشياتها الطائفية في سورية، وعلى خطاها تمضي ميليشياتها في اليمن.