
كيف يتعامل " صالح " مع قيادات المؤتمر ؟ .. تفضيله لأعضاء أسرته ، و(دكتاتوريته) لا تليق بالرّموز الوطنية من أركان الحزب
سعى " علي عبدالله صالح" دوماً لتكوين هالة ودكتاتورية حول نفسه ، سواء على مستوى رئاسة الدولة ، أو في إطار " المؤتمر الشعبي العام " مهمّشاً شخصيات وطنية وقيادات مؤتمرية كبيرة وهامة ، يحسب لها الفضل ، في إبقاء المؤتمر الشعبي كحزب سياسي ، قاوم الكثير من التحديات ..
كل ذلك ، بالطّبع ، من أجل إشباع شهية " صالح " المفتوحة وجشعه ومكره وطمعه وظلمه
وغطرسته وعربدته ، واستماتته في إستجداء الشهرة و" الزّعامة " المطلقة والمجد الزأئف , هذا من جانبٍ ومن جانبٍ آخر من أجل إفساح المجال لأسرته وأنسابه من سنحان وغيرها على حساب أسماء وقيادات وطنية ومؤتمرية في غاية الأهمية ، كالشيخ / صادق أمين أبو راس والشيخ / سلطان البركاني ، والشيخ / يحيى الرّاعي والأستاذ/ الدكتور / أحمد عبيد بن دغر و الشيخ / محمد ناجي الشائف , و الأستاذ / عارف الزُّوكاء والشيخ / ياسر العواضي , والأستاذ/ أحمد الزُّهيري والأستاذ/ أحمد الكحلاني والشيخ / نبيل الباشا والأستاذ / عبده الجندي , والمهندس / عبدالملك المعلمي , وغيرهم كثيرين داخل المؤتمر الشعبي العام .
لم يكن صالح يوما ، مقدّرا للأدوار الوطنية والتنظيمية الكبرى لهذه الشخصيات ، التي جعلت صالح يقف في أحلك الظروف وأقساها ، ولم يكن يوماً محترماً لهذه الرموز ، بقدرما كان - وما يزال - يعمل لأجل عائلته وأنسابه .. الذين يبلغ عددهم في اللجنة العامة للمؤتمر ، كأعلى هيئة تنظيمية للحزب (10 ) أعضاء ..
دعونا نتحدّث بوضوح حول هذه المسألة.. التي تقول إن هذا الرُّجل المهوس بالغطرسة والكبرياء وتفضيل الأسرة والأنساب على الوطن كله وعلى رفاق دربه الذين يتعامل معهم ، بلغة وفلسفة وأسلوب فوقي ، تسلّطي ، وليس أدل على ذلك إن " صالح " وبرغم إنه قد صار عملياً ، خارج السلطة ، إلا أن أعضاء قيادة المؤتمر من الأسماء التي ذكرناها ، آنفاً لا يجروء أي شخص منهم ، مواجهة " صالح " بالرّأي الصائب ، حول قضية من القضايا، ونستدل في ذلك بآخر قضية .وهي أن أعضاء لجنة الوساطة ، حول " جامع " السبعين ، لم يجرؤ أياً منهم أن ينقل له رسالة الأخ / الرئيس / عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية
- الأمين العام للمؤتمر ..
لا شك إن جميع هذه القيادات المؤتمرية الوطنية والكبيرة ، تُدرك بأن الرُّجل ، يعلي من شأن الأسرية ، والتسلط الزائد ، المعزّز بوهم العبقرية والزّعامة ، التي تصل بالمرء - أحيانا - إلى حالة من الهوس
والشّذوذ البالغ حدّ الجنون ..
أمر آخر إذا كان " صالح " مثلاً ، يحترم هذه القامات الحزبية والوطنية ، أليس من اللائق به أن يأخذ رأيها ، وموافقتها المبنية عن قناعة حول كثير من الأشياء والقرارات التي يتّخذها منفردا ، هو واعضاء عائلته ، في الحزب . ومن ذلك القرار الإنفرادي الذي اتّخذه وباع بموجبه قناة " اليمن اليوم " بدون أي عِلم أو موافقة للاسماء المذكورة آنفا ، التي يعود الفضل لها ، بعد الله ، في تماسك المؤتمر ، وصموده ، وحفظ ماء وجه " صالح " .
كثيرة هي الحقائق الصادمة للمنطق والنفس ، حول تعامل ( الزّعيم ) مع الأمناء العموم المساعدون
ورؤساء القطاعات و أعضاء اللجنة العامة والأمانة العامة ، ممن هم خارج الدائرة الأسرية .. نمثّل لكم على ذلك بنقطة هامة وواضحة ، وهي أن بعض هذه القيادات أعضاء في البرلمان ، ونسمع دوما إنهم يناقشون أدق التفاصيل حول الموازنة العامة للدولة ، التي تُقّدم بداية كل عام من الحكومة، وبكل شجاعة وجرأة يناقشون ويرفضون ويثيرون الكثير من النقاط والتفاصيل ، وهوءلاء أنفسهم لا علم لهم مطلقا بموازنة حزبهم ، وباستثماراته الضخمة وودائعه البنكية الكبيرة ، التي يديرها أعضاء أسرته وأقاربه وقبيلته وعلى رأسهم / علي مقصع ..
ما ذكرناه غيض من فيض ، لكنه يقودنا إلى تساؤلات منطقية ومشروعة ، لابد لها ان تُثار ، ومنها :
أليس من حق تلك الأسماء التي ذكرت آنفا أن تحظى بمكانتها تنظيميا ووطنيا ، وتكرم بما تليق به
من عرفان وتقدير وصناعة قرار .. بدلا من الإهمال والإهانة والتكبر والإقصاء الذي يُمارس بحقهم ؟ ..
وأليس من حق تلك الأسماء أن تتبوأ المكانة التي تستحقها ، نفسيا ومعنويا وتنظيميا ، وتنطلق خارج
مغاليق عنجهية وأسرية " صالح " وأقفاصه وجميع أصناف ومفاهيم حدوده وسدوده وأسواره ؟
إن مطارق وكبرياء وجنون " صالح " الهدّامة تجاه قياديّي المؤتمر الكبار ، يجب أن تتوقف وتُحطّم .
كما يجب أن تتوقف مماطلته بحقهم والتي تشبه مماطلة ومكر السّراب للتائهين في الصحراء ..