ضياء.. لاعب الكاراتيه الصغير يتحدى والده بعد 34 عامًا

المدنية أونلاين ـ متابعات :

في العام 1984 كان الكابتن اليمني عدنان الريمي يطل من ارتفاع شاهق لحصن قديم منيع على قرية القابل بوادي ظهر بصنعاء يؤدي حركة كاراتيه بين جبلين ويظهر بالصورة متوترًا متشبثًا بالجدار خلفه وبعد 34 عامًا بدت نفس الصورة من نفس المكان لكنها أكثر ثقة وجرأة و كانت للأبن ضياء عدنان الريمي ثمان سنوات، ” لقد تفوق ضياء عليَّ” قال الأب.

وأثارت الصورة التي نشرها عدنان الريمي لولده الأيام الماضية على صفحته بالفيس بوك جدلًا  واسعًا، إذ وصفه البعض بالجنون، والكثير قال: ” كيف يسمح أباه بتلك المغامرة”، فيما قال خالد الرويشان وزير الثقافة الأسبق الذي أعاد نشر الصورة على حائطه بالفيس، “إن غياب المسابقات الرياضية أدى إلى اللجوء للمغامرات”. وأضاف الرويشان أنها شجاعة نادرة لطفل يغامر بهذه “الحركة المرعبة”، حد وصفه.

“لا تفعلها ياضياء اليمن مرة أخرى.. أرجوك” قال الرويشان.

وبحسب مدربين رياضيين فإن القيام بهذي الحركة من هذا الارتفاع الشاهق دون وسائل حماية وسلامة يعد خطيرًا، فهناك احتمالات هشاشة الصخور أو تعرق قدم اللاعب والتي ربما تجعله ينزلق للاسفل. وتقدر مسافة الارتفاع الذي أطل منه ضياء على القرية بأكثر من 300 متر.

يقول ضياء بحسب موقع  أنسم: ” لم أكن خائفًا، ففي كل مرة أنظر إلى لقطات صور والدي المعروضة على جدار صالة التدريب في النادي وكل يوم أفكر في تنفيذ نفس الحركات”.

واردف: ” هذه الصورة كانت تثير فضولي لتنفيذها، لقد أردت الوقوف بنفس المكان الذي وقف به والدي، ولم أكن خائفًا وأنا هناك في نفس المكان، فوالدي وأصدقائي بجانبي”.

يقول الريمي الأب:  ” عندما كنت اؤدي هذه الحركة قبل 34 عاما هنا كنت متوترًا لأن الذين كانوا معي كانوا خايفين ومتوترين و أنعكس ذلك علي، لهذا كنت قلقًا على ضياء ولكنني عندما رأيت اصراره وجرأته لم استطع كبح تلك الرغبة، وعندما أنزلته إلى هناك بمساعدة المدرب محمد أحسست من يديه أنه ليس مترددًا ولا خائفًا وكان واثقًا من نفسه، فلم أقلق عليه فنحن أيضًا بجانبه”.

يمارس ضياء لعبة الكاراتيه منذ ست سنوات وهو في الثانية من عمره على يد والده ويتطلع لاعب الكاراتيه ذو الـ 8 أعوام والذي يحمل الحزام الأسود، أن يصبح بطلًا  دوليًا يرفع اسم بلده عاليًا.

منذ عاد الكابتن عدنان الريمي من المغرب إلى اليمن أواخر العام 1982 وهو يكافح من أجل الترويج للعبة التي عرفتها اليمن عام 1975 على يد السعودي أحمد إمام الذي كان معلما معارا في اليمن وبعد عودته لبلده في  1979 يبدأ مشوار نشر اللعبة على عاتق مدربين يمنيين انتشرت خلالها اللعبة في عموم اليمن.

ويعد الكابتن عدنان الريمي أبرز المدربين الذين أسهموا بشكل فعال في الترويج للعبة الكاراتيه وهو صاحب أول صالة رياضية خاصة للالعاب القتالية تأسست عام 1986 بعد بضع سنوات من عودته قضاها في التدريب متنقلًا بين نادي الوحدة والشعب والأهلي.