قناصة حوثيون يعتلون مباني في الحديدة

المدنية أونلاين ـ الحديدة :

أكدت مصادر عسكرية، نقل عنها مركز إعلام ألوية قوات العمالقة الحكومية، أن «الميليشيات المدعومة إيرانياً نشرت خلال الـ48 ساعة الماضية العشرات من عناصرها في مواقع ومخابئ مستحدثة»، و«دفعت بأعداد جديدة من قناصتها إلى مبانٍ سكنية ومنشآت حيوية على طول امتداد خطوط التماس داخل مدينة الحديدة».

وقالت المصادر ذاتها، إنها «تمكنت من توثيق لحظة تمركز قناصة الميليشيات الحوثية في إحدى المنشآت التجارية بالقرب من خطوط التماس في شارع صنعاء وإطلاق النار صوب مواقع المقاومة المشتركة».

واعتبرت أن «هذا الانتشار يُعد تحدياً صارخاً لمخرجات الاجتماع الثلاثي المشترك للجنة الرقابة الأممية الذي انعقد منتصف الأسبوع على متن السفينة الأممية في المياه الإقليمية، وتم الاتفاق خلاله على نقاط رئيسية من شأنها تثبيت وقف إطلاق النار وإنقاذ اتفاق السويد بعد أن أوصلته الميليشيات المدفوعة إيرانياً إلى حافة الانهيار».

يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه ميليشيات الانقلاب تصعيدها العسكري في مدينة الحديدة من خلال القنص وقصف المناطق المحررة، وكذلك في ريفها الجنوبي بمديريات حيس والدريهمي والتحيتا، مخلفة وراءها خسائر بشرية ومادية في أوساط المواطنين.

وأصيب، مساء الخميس، الطفل عبد الله أحمد عفيف (11 عاماً)، برصاص قناص حوثي في أحد الأحياء السكنية في مديرية التحيتا ونقل على إثره إلى المستشفى الميداني في التحيتا لتلقي الإسعافات الأولية، ومن ثم تم تحويله إلى المستشفى الميداني بمدينة الخوخة. بالتزامن مع إصابة المواطن أحمد سالم عبيد، بشظايا قذيفة هاون أطلقتها ميليشيا الحوثي على مدينة حيس.

كما كثفت ميليشيا الحوثي الانقلابية من قصفها على عدد من الأحياء السكنية في مديرية التحيتا بالمدفعية الثقيلة، وسقطت قذيفتا هاون على منزل أحد المواطنين ودمرت أجزاءً منه، وألحقت أضراراً بالغة بالمنازل المجاورة.

ومؤخراً، كثفت من تبقى من عناصر ميليشيات الحوثي المتمركزة في مناطق نائية خارج مدينة التحيتا من استهداف الأحياء السكنية داخل المدينة في إطار استمرارها بارتكاب الجرائم بحق المدنيين وخروقاتها المتصاعدة للهدنة الأممية.

وعلى صعيد القتل المستمر والانتهاكات الحوثية التي تطال المدنيين العُزل، أقدمت ميليشيات الحوثي الانقلابية، الخميس، على قتل طفل في نقطة أمنية تابعة لها، شرق مدينة تعز، المحاصرة من قبل ميليشيات الانقلاب منذ أربعة أعوام.

وقالت مصادر محلية، إن «ميليشيات الانقلاب اعترضت سيارة نقل في نقطة أمنية بمنطقة الحوبان، شرق تعز، والمنطقة الخاضعة لسيطرتها، كانت قادمة من مدينة تعز، وقاموا بإنزال فتى يدعى باسم فؤاد حمود المجيدي، لم يتجاوز الـ18 عاماً، وأطلقوا عليه وابلاً من الرصاص وأردوه قتيلاً على الفور، وذلك بعد إلصاق التهمة له بأنه (داعشي) وعلى تواصل بتحالف دعم الشرعية، في حين كانت السيارة التي تقله وغيره من المواطنين، بينهم نساء وأطفال، قاموا بإهانتهم وبعد قتل الطفل سمحوا لهم بالمرور».

في المقابل، سقط عدد من ميليشيات الحوثي الانقلابية بين قتيل وجريح في معارك مع الجيش الوطني، خلال الساعات الماضية، في جبهات الجوف، شمال صنعاء، ونهم البوابة الشرقية لصنعاء.

ففي الجوف، شنت قوات الجيش الوطني، الخميس، هجوماً مباغتاً على مواقع الانقلابيين في مديرية برط العنان، بحسب ما أكده الجيش الوطني الذي نقل عن رئيس عمليات حرس الحدود العميد هادي حمران الجعيدي، قوله: إن «قوات الجيش الوطني، شنّت هجوماً مباغتاً على مواقع تمركز الميليشيا الانقلابية، في تبة القناصين، ومنطقة القلعة»، وأن «العملية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيا، علاوة على تدمير عدد من الآليات التابعة لها».

وفي نهم، شرق صنعاء، سقط قتلى وجرحى حوثيون في كمين محكم نفذته عناصر من الجيش الوطني عند محاولة مجاميع حوثية التسلل إلى أحد مواقع الجيش غرب منطقة ضبوعة في ميمنة جبهة نهم بعد استدراجهم؛ ما أسفر عن مقتل جميع المتسللين.

إلى ذلك، أتلفت الفرق الاختصاصية العاملة ضمن مشروع نزع الألغام (مسام)، الذي ينفذه «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، عشرات الألغام والقذائف غير المنفجرة في مديرية صرواح بمحافظة مأرب، شرقاً، بحسب ما أفاد به مركز إعلام «مسام» الذي أوضح أنه «خلال عملية الإتلاف التي تم تنفيذها بحضور نائب مدير المشروع الخبير الأجنبي السيد غس والسيد رتيف، تم التأكيد على الفرق الهندسية بالحرص على الاختيار المناسب لمكان التفجير في المناطق المفتوحة والبعيدة عن الأحياء السكنية أو مناطق تجمع المواطنين».

وشدد رتيف على الفريق بـ«تطبيق معايير السلامة بشكل كامل، سواء من حيث التشييك على أجهزة التفجير، وكذا عملية فحصها وتفريغ الشحنات الكهربائية من الكابلات الموصلة للمواد المتفجرة».

من جهته، أكد قائد فريق المسح الفني، الرائد حسين العقيلي، أن «الألغام والقذائف التي تم إتلافها اليوم (أمس) كانت مخزنة في منازل المواطنين بمدينة مأرب وتم استخراجها وسحبها من قِبل إدارة مشروع (مسام)؛ حرصاً منها على تجنيب المدنيين الأخطاء المحتملة من تلك الألغام، التي عادة ما تكون نتائجها مأساوية وتخلّف الكثير من الضحايا في صفوف المدنيين».