وزير الكهرباء: هدفنا وصول الكهرباء لكل بيت ونطالب المواطنين بتحمل المسؤولية (حوار خاص)

المدنية أونلاين ـ حوار : أمة الرحمن العفوري

من بين مشاكل اليمن الكثيرة، تبرز مشكلة انقطاع الكهرباء كإحدى المشكلات التي تؤرق المواطن اليمني، وعجزت عن حلها الحكومات المتعاقبة.

 

وللحديث عن هذا الموضوع أجرى “يني يمن” حواراً خاصاً مع وزير الكهرباء في الحكومة الشرعية محمد العناني، الذي أوضح الكثير من النقاط المهمة في هذا الموضوع.

 

* مرحباً بكم معالي الوزير..

 

دخل فصل الصيف  وهناك شكاوى كثيرة من الانقطاعات المتكررة لخدمة الكهرباء لساعات طويلة، خاصة في المدن الساحلية مثل عدن؟ من المسؤول عن ذلك وما هي الحلول والمعالجات لهذه المشكلة؟!

 

– في البداية دعيني اعطيك صورة مختصرة عن وضع المنظومة الكهربائية (توليد ونقل وتوزيع).

 

أ. قطاع التوليد يعاني من عجز متراكم منذ عقود، المحطات البخارية بحاجة الى اعادة تأهيل وبالأصح الى إحلال كونها تجاوزت العمر الافتراضي، ومحطات الديزل كذلك تكلفنا مبالغ باهظة بسبب الوقود وكثرة مشاكلها، محطة مأرب الغازية 1 الآن خارج الخدمة وتحتاج الى اجراء الصيانة العمرية، منذ العام ٢٠١٣ والوزارة تحاول توفير المبلغ المطلوب لشراء قطع الغيار وتنفيذ برنامج الصيانة، والان الحمد لله تمكنا من تدبير مبلغ اربعين مليون دولار لإجراء الصيانة بتمويل من الصندوق الكويتي و هناك محطة غازية  75 ميجا  في حضرموت الوادي بتوجيهات فخامة الرئيس وبتمويل حكومة  واشراف شركة بيترومسيله وحاليا” في الخدمة و العمل الان على قدم وساق من قبلنا ومن قبل الاخوة المنفذين لمشروعي المحطتين الغازيتين (١٠٠ ميجا من الامارات و ٢٦٤ ميجا بتوجيهات من فخامة الاخ الرئيس). هذه الاضافة ستمثل نقطة تحول لمحافظات عدن ولحج وأبين والضالع كما ان هناك محطة 10 ميجا في الودر و5 ميجا في لبعوس تحت التنفيذ.

 

ب. قطاع النقل والتوزيع هو الآخر لم يشهد استثمار حقيقي او توسيع او اعادة تأهيل منذ عقود للأسف الشديد، حيث منذ العام ٢٠٠٦ مخرجات دراسة تطوير المنظومة الكهربائية التي أعدتها شركة فتشنر الالمانية لم ترى النور، هناك مشاكل لا حصر لها بسبب اخفاق انظمة الوقاية التي لم يتم تحديثها ولا حتى تدريب الكادر المحلي بالشكل الصحيح والكافي ليقوم بإعادة تأهيل هذه الانظمة، أصبح أي خلل بسيط يحدث في الشبكة يتسبب في خروج كامل المنظومة! ناهيك عن الأبراج والخطوط التي دمرت في الحرب التي أشعل فتيلها الانقلابيون في صنعاء ويتم حاليا تنفيذ خط نقل 132 من الحسوة الى المنصورة ومن المنصورة الى خور مكسر لتصريف الطاقة للمحطة ال 264 ميجا 100 ميجا وكذلك صيانة خطوط النقل 132عدن، جعار، الحبيلين الضالع ومد خطوط النقل من صافر الى مارب.

 

ج. قطاع التوزيع كذلك، شبكة مهترئة فاقد يتعدى ال ٥٠ ٪، ربط عشوائي، امتناع كثير من الاهالي عن التسديد، برغم كل هذه كلها عوائق فان موظفي الكهرباء سواء كانوا في محطات التوليد او محطات التحويل او على خطوط الضغط العالي او المنخفض او اداريين فانهم يبذلون جهودا جبارة ليسددوا ويقاربوا ليوصلوا التيار الكهربائي الى كل بيت.

 

وهنا لا ننسى أن نشكر الأخوة في التحالف العربي ممثلين بالأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة على ما قدموه ويقدموه من دعم في هذا المجال وهناك مشروع لتحسين شبكة التوزيع في عدن تم تقديمه للتحالف للمساعدة في التمويل.

 

وبالنسبة للانقطاعات في عدن كما هو ملموس لسكان عدن كان هناك تحسن في خدمة الكهرباء ملحوظ للفترة نوفمبر-2018 حتى مارس 2019 مقارنه بنفس الفترة الاعوام الماضية وخدمة متواصلة على مدار اليوم وان حصلت انقطاعات تكون محدودة بسبب الشبكات وخلال شهر ابريل كانت الانقطاعات محدودة وليست مبرمجة بسبب العجز في التوليد وبداءات الانقطاعات المبرمجة في شهر مايو ولكن كانت محدودة بمعدل انقطاع كل ثمان ساعات وبمعدل اثنين الى ثلاثة انقطاعات كحد اقصى كل 24 ساعة زادت الانقطاعات بعد هطول الامطار الغزيرة بعدن بتاريخ 9 يونيو  و بسبب الامطار الغزيرة المصحوبة برياح شديده خرجت بعض المولدات و مع موجة الحر الشديدة و ارتفاع الاحمال الى مستويات عالية لم تصلها عدن في السابق 490 ميجا ارتفعت الانقطاعات للفترة 12-16 يونيو 2019 وتم اعادة المولدات للخدمة و انتظام التشغيل اربع ساعات و ساعتين انطفاء بمعنى اربع انطفاءات باليوم و نعمل على ادخال مولدات اخرى الخدمة لرفع ساعات التشغيل.

 

* يعاني المواطنون في الحديدة وكثير من مناطق الشريط الساحلي الغربي من انعدام خدمة الكهرباء، ماذا عملتم لتخفيف معاناة حر الصيف على المواطنين هناك؟!

 

– الحديدة شأنها سيكون شأن المحافظات المحررة، بمجرد ان يتم استكمال تحريرها، وسيتم حصر تقييم الأضرار التي أصابت القطاع والعمل على إعادة بنائه، المناطق الساحلية القريبة من المخا يتم تزويدها بالكهرباء من فرع المخا، والإخوة في التحالف حاليا يتولون مهام تقديم المساعدات و توفير الطاقة اللازمة لإغاثة الأهالي وتوفير المياه كون بعض المناطق مازالت مسرحا لعمليات الحرب.

 

* ماهي المعوقات التي تواجه وزارة الكهرباء بشكل عام؟

 

– بالإضافة الى المعوقات الفنية التي ذكرناها آنفا، تواجهنا عوائق أخرى هي في نظري ناتج طبيعي للظروف التي تعيشها بلادنا كوننا نمر بظروف حرب، حيث يحجم الكثير من المستثمرين والشركات من المجيء الى بلادنا لدواعي أمنية، كذلك تكاليف شراء قطع الغيار ارتفعت كثيرا بسبب التعقيدات المفروضة على الحوالات المالية وارتفاع أسعار التأمين وأسعار النقل.

 

حتى الآن ما زالت الكثير من الجهات المانحة مجمدة للتمويلات التي كانت قد خصصتها لمشاريع تنموية في بلادنا بسبب الحرب، وفي نفس الوقت لم يتوفر الدعم الحكومي اللازم لتنفيذ البرنامج الاستثماري لنفس السبب، ونحن أغلب مشاريعنا بالأساس كانت تعتمد على التمويل الخارجي وعلى التمويل الحكومي.

 

عدم استشعار الكثير من الأهالي، المستفيدين من خدمات الكهرباء، أن هذه المؤسسة هي ملك لهم وبقاؤها واستمرارها في تقديم الخدمة مرهون بتسديد الفواتير، صحيح أننا تلقينا دعما من الاشقاء في المملكة العربية ا