
الثورة التي ساندوها على أمل تربعهم على عرش اليمن هي التي ستعجل برحيلهم...الاحجية الأحمرية
كان الشيخ/ عبد الله بن حسين الأحمر خلال عمره السياسي من بعد قيام ثور ة 26/سبتمبر يعرف أللعبه السلطوية والمشيخية جيدا وكان قريب لأبناء قبيلته - يعرف ما يحتاجون ويعرف كل واحد منهم باسمه . ويعرف الطبيعة النفسية لهذه القبائل التي في لحضات تغير توجهاتها وتبدل رؤؤسها -تسوقها الأموال ولا تبقى على مبدأ واحد ولايهمها من على رأسها شيخ أم فقيه أم ملك أم تاجر مادام يدفع بسخاء-
- لذلك كان هو رئيس حزب الإصلاح – وهو أيضا الركن الركين لنظام علي صالح - ووقت الانتخابات يوزع نفسه بين القطبين ( الإصلاح والمؤتمر ) بشكل فوضوي- حيث كان أول من يسارع إلى ترشيح علي صالح كرئيس لليمن - ويجمع حزب الإصلاح لمناقشة طريقة سير الانتخابات ومنافسة حزب المؤتمر الذي رشح رئيسه مسبقا وبهذا كان كل أفراد القبائل التابعة له مؤتمرين وإصلاحيين وغيره يعتبرونه معهم – وسندهم والحامي لهم ووجهتهم .
وبعد موته وانتقال الزعامة إلى أبناء ليس لهم هذا الشعاع من المعرفة بحال البلاد فانشغلوا بتكديس الأموال والتوسع في صنعاء والمحافظات الأخرى على حساب القبائل التي نصبتهم لها قادة وزعماء –وزاد الأمر بعد الثورة حده -فتحددت ملامحهم السياسية بشكل واضح مع الإصلاح والسلفيين- واختاروا أن يكونوا زعماء لطرف واحد من إطراف قبائلهم التي تتنوع فيها الميول الحزبية والمذهبية وحتى التنافسية على قيادة القبيلة-
وهو الذي جعل الأفراد الآخرين ممن لهم خيار غير خيار التحزب الديني في الإصلاح أو الميل إلى الدعوة السلفية - وممن يرونهم سببا مباشرا لإسقاط رئيس النظام السابق – وممن يجدونها ألفرصة السانحة للارتقاء إلى عرش أل الأحمر كبديل يعد في قبيلته عرشا جديد – جعلهم يبتعدون أكثر وأكثر متجهين إلى وجهاتهم الحزبية سواء في سنحان حيث ( الزعيم :) ) أو صعده حيث ( الحوثي ) - كأكبر عدوين لدودين لبيت الأحمر خاصة ولحزب الإصلاح عامة - واستطاعا بما لديهم من أموال طائلة وقوات عسكرية مدربة على الحروب ومعدات تسليحية مسربة من خزانات الجيش اليمني وقادمة من بلاد بعيده لديها مشاريع في اليمن - وما في قلوب القبائل من استعداد للخروج على بيت الأحمر وما يوجد في الوعي الجمعي لهذه المناطق التي تعودت النهب والسلب والتفود واكل المال العام ورفض المدنية - والتي صورت لها الأمور بعد الثورة وخلال مؤتمر الحوار ونتائجه أن عقد السيطرة انتهى إلى غير رجعه وان زمن الحرية للطوائف والمناطق الأخرى قد شارف على البزوغ – وان مقومات البقاء على حلبة ألمصارعه يتضاءل شيئا فشيئا – ببلاد جرداء قاحلة لا ماء فيها ولا زرع ولا نفط ولا ثروة بشريه من الكوادر التي يمكنها تعويض النقص في ثروات الأرض – كل هذه العوامل مجتمعة تداخلت في النفسية القبلية فأفرزت تمردا وقدرة جديدة على مقاومة هذه السلطة الأحمرية – مدعومين برغبة جارفه عند منافسيهم الأشداء في الاستحواذ على مواقعهم في الأرض والسياسة والدولة والتأثير الكبير .
واستفاق أل الأحمر على الحقيقة التي إلا ألان لم يستوعبوها- بأنهم كانوا سببا فيما حصل لهم من قبل قبائلهم – وان الثورة التي ساندوها ودعموها على أمل أن تكون فاتحة لعهد جديد يكونون فيها مثل أبيهم – قطب رئيسي في المعادلة – هذه الثورة التي كانت السبب في رحيل عدوهم اللدود / صالح هي نفسها التي ستكون السبب في رحيلهم ورحيل من يخلفهم أيضا -إلى مرحلة لايعرف أين تستقر مراكبها سوى الله.