توأم من الصبيحة يخترعان طائرة وكرسي للمعاقين وأجهزة كشف مبكر لعمليتي السطو والغش

المدنية أونلاين_وئام نجيب_عدن

المهندسان الشابان، بشير وحميد محمد عبده الشعبي، نموذجان للشباب المبدع والمتميّز، ولهما مستقبل واعد بدأت تتجلى ملامحه في سماء الاختراعات، وعلى الرغم من أنهما حديثي عهد بالتخرج إلا أن ما حققاه في مجال الاختراع ينُم موهبتين كبيرتين.


وحقق الشابان التوأمان حتى الآن اختراعات عدة؛ منها: ما ستسهم في تخفيف معاناة المعاقين وبمختلف أعمارهم، وأخرى لضعاف السمع، وكذا اختراع لكشف حالات الغش في صوف الطلاب أثناء الخضوع للاختبارات والامتحانات، وأجهزة تنبيهات مبكرة وسريعة لعمليات سطو السرقات.

وأكد الشابان البالغان (24 عاماً) أنهما سيتمكنان من القيام بالاختراع وفي أي مجال يطلب منهما وبأسعار رمزية، إذا ما تم دعمهما ليتمكنا من توفير المستلزمات والأدوات المطلوبة.


والمخترعان التوأمان بشير وحميد الشعبي، ينتميان إلى منطقة شعب بمديرية طور الباحة في محافظة لحج، وهما خريجان من جامعة عدن منذ عام فقط، فبشير خريج بكالوريوس “هندسة كمبيوتر وإلكترونيات”، وحميد خريج هندسة مدني، وسبق لها أن شاركا ببعض اختراعاتهما في المعرض الذي أُقيم في جامعة عدن قبل الحرب الأخيرة على عدن، وتحصلا خلاله على وعود بالدعم وتبنّي ما اخترعاه، ولكن حتى اللحظة لم يتحقق لهما ذلك، ولم يتم منحهما براءة اختراع، حسب قولهما.

█ مساعدة المعاقين
ومن أبرز اختراعاتهما “الكرسي الكهربائي والشريحة الذكية” وهما عبارة عن كرسي كهربائي وجهاز مكون من شريحة وعلبة ذكيتين، يعمل على مساعدة الأشخاص المعاقين والمصابين بالشلل الكلي، فمجرد وضع الشخص المعاق عليه سيعمل على تحريكه للاتجاه والمكان الذي يرغب بالتوجه إليه.


وعن التفاصيل يقول المهندس بشير الشعبي، في شرحه لمكونات الكرسي وجهاز الشريحة: “يتكون من محركين كهربائيين يعملان بالبطارية وعجلتين متصلتين بهما لتعمل على الحركة حال توصيل المحركين بالبطارية، أما عن الشريحة ووظيفتها فهي صغيرة الحجم وهي عبارة عن عصا التحكم بالكرسي، مكوّنة من أربع نقاط موضوعة في جميع الاتجاهات: يمين، يسار، أعلى، وأسفل، وتعمل على تحريك الكرسي في الاتجاه الذي يرغب الشخص المعاق الذهاب إليه عن طريق النقاط التي تعمل عند لمس أحدى نقاط الاتجاهات بـ (اللسان)، وتعمل على أخذ الفولت من البطارية وإيصاله إلى المحرك، ثم تتحرك العجلات المتصلة بالمحرك، فيتحرك الكرسي”.
الكرسي الكهربائي والشريحة الذكية
وعن طريقة عمل الكرسي والجهاز يقول: “يتم وضع الشخص المصاب بالشلل على الكرسي ووضع تلك الشريحة الصغيرة في فمه أو أمامه، وهذه الطريقة للأشخاص المصابين بالشلل الكُلّي، حيث إن هؤلاء يمكنهم التحكم بالكرسي بألسنتهم مهما كانت حالة الشلل، ولكي يقوم المصاب بتحريك الكرسي يجب عليه فقط أن يضع لسانه على النقاط الموجودة في الشريحة الموضوعة أمام الفم وفور لمس النقطة الأمامية يتحرك الكرسي إلى الأمام، الأمر ذاته بالنسبة لباقي الاتجاهات”.

وأضاف في حديثه لـصحيفة “الأيام”: “أما عن (الكوفية الذكية) فهي عصا تحكم أخرى، يقوم الشخص بتحريك الكرسي من خلالها، وهي مخصصة للأشخاص المعاقين والقادرين على تحريك رؤوسهم والميل بها في الاتجاهات عن طريقة الكوفية الذكية، وهي عصا يتم وضعها وتثبيتها بواسطة حلقة دائرية فوق الرأس، فعندما يريد الشخص المعاق تحريك الكرسي يقوم فقط بإدارة رأسه بزاوية بسيطة إلى الأمام أو الخلف أو إلى أي جهة، فتعمل الكوفية على تحريك الكرسي في اتجاه زاوية الرأس، ثم تعمل على أخذ فولت (v) من البطارية وإيصاله إلى المحرك فيتحرك الكرسي حسب رغبة المعاق وزاوية ميلان رأسه مباشرة”.

ومجال التطبيق يمكن تصنيعه بطرق بسيطة وبتكلفة أقل، وسيعمل على مساعدة الأشخاص بشكل كبير فهناك الكثير من المعاقين لا يمكنهم الحركة بسبب الإعاقة، فضلاً عن سهولة استخدامه، لاسيما وأنه متناسق مع جميع حالات الإعاقة وجميع أشكالها، وباستطاعة أي شخص استخدامه أكانوا كباراً في السن أو صغاراً، أو أشخاص معاقين بالشلل الرباعي.

█ طائرة المكروشوف

ويضيف المخترع الشعبي في حديثه لـ “الأيام”: “لدي أيضاً اختراع آخر بالشراكة مع أخي المهندس المدني حميد، يتمثل بطائرة المكروشوف، وهي مكونة من جناح وهيكل الترايك، ويتألف الجناح من عدة أجزاء؛ وهي: الألمنيوم، وطربال نايلون، أسياخ، مقود تحكم باتجاهات الجناح، ومكونات هيكل الترايك هي: مواسير خفيفة، ومقعد جلوس مكون من ثلاث عجلات، ومحرك (بترول) اقتصادي الاستهلاك، إضافة إلى مروحة منحوتة يدوياً من الخشب، وقمنا باختراع وتصميم هذه الطائرة الشراعية رغبة في تجربة الطيران بها، والهدف من ذلك هو تصميم وتصنيع وإنتاج لتلك الطائرات في المستقبل وبكميات في البلاد، لاسيما أن جميع أجزائها متواجدة ومتوفرة في الأسواق، وبتكاليف أقل، وأيضاً يمكن إنشاء منتديات لهواية الطيران للراغبين بالطيران”.
طائرة المكروشوف
وعن طريقة عملها قال: “يتم فتح الألمنيوم وتركيب الطربال بداخله ويحوي الطربال على 14 فتحة يوضع بداخلها الأسياخ لشد الطربال وإعطاء الجناح الشكل المثلث والاستطالة المناسبة لمرور الهواء، بعد ذلك يتم تركيب الجناح ووضعه فوق هيكل الترايك وتثبيته، ويقوم الشخص بالجلوس على المقعد والإمساك بالمقود المتصل بالجناح، وتشغيل المحرك والضغط على الدواسة المحركة للتحكم بسرعة المروحة الخشبية، التي وضعت في الخلف ومتصلة بالمحرك، وعند دورانها تعمل على دفع الطائرة عبر الهواء الخارج منها، وهذا ما يمكّن الطائرة من الطيران”.

█ الطاولة الذكية

وأما بالنسبة إلى اختراع “الطاولة الذكية” فتعمل على ترتيب مواعيد الدواء للمسنين والمعاقين ومساعدتهم في تناول أدويتهم المخصصة في أوقاتها المحددة، حيث تقوم بإخبارهم من خلال إعطائهم إشارة للأدوية التي يجب تناولها، وأيضاً تقوم بإيقاظهم أثناء نومهم، وهي تعد مُحاكية لشخص قريب منهم ويعتني بهم، وستعمل على مساعدة الممرضين في المستشفيات والأشخاص في المنازل ودُور المسنين، وستقلل من معاناتهم وتخفف نوباتهم في الليل والنهار، وطريقة العمل يتم بوضع الأدوية في الأماكن المتواجدة بالطاولة، وضبط الأوقات المحددة لكل دواء عن طريق الساعات الموضوعة فيها ووضعها بالقرب من الأشخاص المسنين والمعاقين والمرضى بشكل عام، وحينما يأتي وقت الدواء ستضيء الأضواء الموضوعة بالطاولة والمتصلة بالساعة، على مكان الدواء الذي يجب على الشخص المريض أن يتناوله، كما تقوم الدائرة الإلكترونية بإرسال إشارة إلى ساعة اليد، وهذه الساعة تحتوي على دائرة إلكترونية وعلى أضواء مشابهة لأضواء الطاولة، وهزازات يتم وضعها بيد الشخص المريض، وعندما تشير الطاولة إلى الدواء من خلال الأضواء الموضوعة عليها، سرعان ما تقوم الساعة التي على يد المريض بالاهتزاز كتنبيه للمريض بتوقيت الدواء، وأيضاً لإيقاظه عند نومه، وتعمل كذلك على تشغيل الأضواء التي في الساعة والمشابهة لأضواء الطاولة، عندما يشعر المريض بالاهتزازات، وبهذه الطريقة سينتبه المريض وسيأخذ الدواء الموجود المشار إليه أسفل الضوء الموجود على الطاولة.
الطاولة الذكية
وبخصوص مجال التطبيق والمميزات لهذا الاختراع قال الشعبي لـصحيفة “الأيام”: “يمكن تصنيعه وبتكاليف بسيطة واستخدامه في المنازل والمستشفيات التي تكثر فيها حالات المرضى بشكل عام، والأشخاص المسنين والمعاقين بشكل خاص”، ولفت إلى أن مكونات الطاولة الذكية في الشكل، هي ساعات لضبط مواعيد الدواء، ومكوناتها ساعة إلكترونية يتم وضعها في اليد تتألف من ثلاثة أضواء مختلفة الألوان لتشير إلى الدواء الموضوع في الطاولة من خلال هزازات داخلية تهتز عند موعد أخذ الدواء.

█ جهاز مقوي السمع الذكي

جهاز كشف الغش وجهاز مقوي السمع
ولبشير الشعبي اختراع خاص لِمن يعانون من مشكلة في السمع، أسماه “جهاز مقوي السمع الذكي”، وعنه يقول: “كثيراً ما يعاني ضعفاء السمع من تكلفة السماعات الإلكترونية، والتي يصل سعر الواحدة منها إلى 60 ألف ريال على الأقل، وللتخفيف عنهم قمت باختراع هذا الجهاز المقوي للسمع وبسعر ثلاثمائة ريال فقط، ويعمل على تقوية السمع بجودة أفضل، وهي كبديل للسماعات المتواجدة بالأسواق، ويتكون الجهاز من: ميكرفون خارجي صغير، وسماعة أذن عادية، تجويف لتركيب بطاريتين 3 فولت، ومقاومة متغيرة للتحكم بالصوت، ودائرة إلكترونية صغيرة الحجم وتتألف من: واحد ترانسيستور، واحد ic آي سي، ثلاث مقاومات، أربعة مكثفات سيراميكا صغيرة الحجم. أما طريقة عمل الجهاز فيعمل الميكرفون على استقبال الأصوات الخارجية، ويتم تحويلها إلى ic، فيعمل على تكبير الأصوات وإخراجها عبر سماعة الأذن العادية بشكل مكبر، وبهذا يتمكن الشخص من السمع والتحكّم بشدة الصوت عبر المقاومة المتغيرة، كما أن طريقة تشغيلها واستخدامها بسيط، وتتم من خلال وضع البطاريات عليها فقط وتركيب السماعات العادية في الأذن، فيسمع الشخص الأصوات الخارجية بشكل أقوى”.

█ جهاز كشف حالات الغش

القلم الذكي والذي يعمل مثل الهاتف في الرد على المكالمات آلياً
ومن الاختراعات أيضاً “جهاز كشف حالات الغش” في التعليم، وهو عبارة عن جهاز للكشف السريع عن حالات الغش، أي أنه؛ يعمل على كشف أي مكالمات صادرة قد تحدث وقت الامتحانات بالقاعات الكبرى عن بُعد، ويتألف الجهاز من دائرة إلكترونية بسيطة، ترانسيستورات، ومقاومات وأضواء، أما طريقة العمل فيقوم الجهاز المصمم بالالتقاط عن بُعد لأي ذبذبات صادرة عن المكالمات، وتحويلها إلى إشارة ضوئية، حيث يعمل على بطارية 3 فولت عادية، إضافة إلى سهولة استخدامه، وما على المراقب إلا تشغيله ووضعه في يده أثناء مراقبته لقاعة الامتحان، وفي حال إجراء أي اتصال أو مكالمات هاتفية في القاعة سيكتشفها الجهاز عن بُعد عبر الإضاءة المباشرة التي سيصدرها.

█ جهاز التبليغ الذكي

وأضاف الشعبي: “الاختراع الآخر هو “جهاز التبليغ الذكي” في حال حدوث عمليات سطو ومداهمات واقتحامات وسرقة للبنوك والمصارف من قِبل أشخاص مجهولين تحت تهديد السلاح، وعدم قدرة الموظفين على الاتصال بمراكز الشرطة، هذا الجهاز خاص بالتبليغ الذكي والسريع من خلال الاتصال إلى مركز الشرطة حال وقوع المداهمات، ليتمكنوا من القبض على اللصوص بأسرع وقت ممكن قبل مغادرتهم، حيث يتكون الجهاز من هاتف محمول عادي صغير الحجم، ودائرة إلكترونية بسيطة متصلة بالهاتف تحوي على مجموعة من الحساسات صغيرة الحجم، وسلك عادي صغير الحجم متصل بتلك الحساسات”.
بعض من إختراعات الشقيقان المشاركة في معرض جامعة عدن
وعن آلية عمله تابع قائلاً: “في البداية نقوم بتخصيص شريحة ورقم خاص للبنك أو المصرف، ويتم تسجيل هذا الرقم بهاتف قائد مركز الشرطة وحفظ كل رقم بنك أو مصرف باسمه وموقعه في دليل الهاتف، وإعلام طاقم مركز الشرطة بأنه عندما تأتي مكالمات من تلك الأسماء والأرقام، فإن ذلك يعني حدوث حالة مداهمة أو سرقة للبنك أو المؤسسة المحفوظ رقم المتصل باسمها، وأن عليهم الإسراع في مساعدتهم، أما طريقة عمل الجهاز فهي بسيطة، حيث يتم تركيب الشريحة في الجهاز وتشغيله فقط ووضعه في مكان بعيد عن الرؤية، ووضع ذلك السلك الصغير تحت مكتب الموظف في البنك بالقرب من موضع القدم، وعندما تحدث مداهمة أو سرقة ويتم تهديد الموظف بتوجيه السلاح إليه وإجباره على رفع يده، في هذه الحالة، يقوم الموظف فقط بلمس ودوس ذلك السلك الموضوع تحت قدميه بضغطه واحدة لتقوم الدائرة الإلكترونية المتصلة بالهاتف بالاتصال السريع على رقم مركز الشرطة لإبلاغهم بوجود حالة سرقة للبنك المتصل في الوقت الحالي، ليتمكن الأمن من مساعدتهم بأسرع وقت ممكن، والقبض على المداهمين، ومميزات هذا الجهاز تكمن بأنه من الممكن تصنيعه بتكلفة بسيطة وبسعر 2000 ريال، فضلاً عن أنه من الممكن استخدامه في أي من البنوك أو المصارف بشكل عام، وذلك سيعمل على حمايتها من حدوث أي اعتداءات عليها”.

█ اليد الصناعية المتحركة

وأشار المخترع بشير الشعبي في ختام حديثه لـ “الأيام” أن آخر اختراعاته كانت بالاشتراك مع أخيه المهندس حميد، هو اختراع “اليد الصناعية المتحركة” ويضيف: “في البدء أجرينا عدة تجارب إلى أن أصبح بإمكاننا إنتاجها وصنعها من لا شيء، متسلحين في ذلك بالإصرار”.
اليد الصناعية
وقال: “غالبية ما نقوم بصنعه يكون من أدوات بسيطة ولكنها تفي بالغرض، ومن خلال “الأيام” نتمنى تقديم الدعم لنا حتى يتسنى لنا توفير الأدوات والمستلزمات ليستفيد الناس مما نصنعه، وستعود فوائده على البلد أيضاً، كما أننا بحاجة إلى ترويج اختراعاتنا، لنتمكن من خدمة الفئات المعنية وإفادة أنفسنا، لاسيما أننا عاطلَون عن العمل، ونرغب أيضاً بالتغلب على الإحباط واليأس الذي أصابنا”.

*نقلا عن صحيفة الأيام