بروفيسور أمريكي يطالب دولته بكبح جماح غارات الطائرات بدون طيار في اليمن

قاذف طائرات بدون طيار.ارشيف

المصدر أونلاين

قال بروفيسور أمريكي بجامعة جورج تاون، إنه ينبغي على الولايات المتحدة الأمريكية أن تتوقف عن استعمال الطائرات بدون طيار المسلحة في اليمن.

 

وأضاف: «هذه السياسة تواجه بالرفض من قبل الشعب اليمني، مستندا على معلومات ميدانية تحصل عليها مؤخرا أثناء زيارته البلاد لإجراء بحث بهذا الشأن».

 

وكان البروفيسور الأمريكي، كريستوفر سويفت، وهو أستاذ مساعد في دراسات الأمن القومي بجامعة جورج تاون، أطلق تلك التصريحات بعد عودته من رحلة بحثية قام بها مؤخرا إلى اليمن، والتقى خلالها بزعماء محليين أجرى معهم مقابلات خصصت لهذه القضية الساخنة.

 

ونفذ سويفت بحثه عن طريق إجراء «40» مقابلة مع قادة دين وزعماء قبائل يمنيين ينتمون إلى 14 محافظة من مجموع 21 محافظة خلال الفترة من أواخر مايو إلى أوائل يونيو الماضيين.

 

والثلاثاء الماضي، 9 أكتوبر، شارك في حلقة نقاشية في العاصمة واشنطن، نظمها "مركز السياسة الوطنية"، وهو أحد المؤسسات الفكرية (أو ما يعرف في أمريكيا بمخازن الفكر أو مجالس الخبراء).

 

وفي الحلقة النقاشية، قال البروفيسور الأمريكي أنه ينبغي على واشنطن التقليل من استخدامها لغارات الطائرات بدون طيار في اليمن، مؤكدا أن «الشعب اليمني لا يدعم استخدام الولايات المتحدة للطائرات بدون طيار».

 

ونشر موقع «الجمعية الوطنية للصناعات الدفاعية»، في أمريكا، الأربعاء (10 أكتوبر)، تقريرا أستعرض فيه أبرز ما تضمنته تصريحات البروفيسور الأمريكي في سياق الحلقة النقاشية.

 

و«الجمعية الوطنية للصناعات الدفاعية» (NDIA)، عبارة عن اتحاد يضم رواد الصناعات الدفاعية الأميركية بهدف تعزيز الأمن الوطني.

 

وتعمل على توفير الإطار القانوني والأخلاقي لتبادل المعلومات بين الشركات الصناعية والحكومة فيما يتعلق بقضايا الأمن القومي.

 

وعلى الرغم مما كان التقرير قد لفت إليه بداية بشأن موقف اليمنيين الرافض لتلك الغارات، إلا أنه أشار، في السياق، إلى أن البحث الذي قام به البروفيسور "سويفت "يكشف بأن الشعب اليمني، لديه الاستعداد، على أية حال، لأن يقبل باستخدام الطائرات بدون طيار، ولكن في حال ما إذا قللت الولايات المتحدة من الضحايا بين المدنيين، وما لم تفرط في استخدام القوة أثناء استهدافها لقيادات تنظيم القاعدة.

 

وقال البرفسور الأمريكي، أن «ثمة تحولا في اليمن، في الوقت الراهن، من ضربات الطائرات بدون طيار التي تستهدف فرد بعينه، إلى تفضيل الهجمات التي "ترتكز على تعميم الأنماط التي نعتقد أنها خصائص تميز المسلحين وسلوك يميز المقاتلين».

 

وعليه، دعا «سويفت» إلى التقليل من استخدام هذه "الضربات الموقعة" (تلك التي تتطلب موافقة مسبقة على تنفيذها)، حيث اعتبر أن مثل هذه الضربات تضيف إلى اليمنيين مخاوف بشأن سقوط ضحايا مدنيين، وأن الولايات المتحدة تعمل على أضعاف سيادتهم على بلدهم.

 

وشبه الضربات الموقعة مسبقا بأنها تدين القاتل بناء على دليل ظرفي، موضحا أن: الشعب قد لا يرى العقوبة (أو الحكم) على نحو مقنع أو شرعي (قانوني).

 

وأضاف «وفي الحقيقة، إنه لمن الأهمية بمكان ضمان أن المستهدف هو إرهابي معروف، لأنه ليس ثمة إمكانية للقيام بإجراءات سليمة، ما يخلف شعورا شعبيا عاما بالحرمان من الحقوق حينما يتعرض المدنيين للقتل».

 

وبهذا الصدد، مضى بالقول: «ليس هناك محاكمة... والمستهدف، الذي ربما قد يكون أو ربما قد لا يكون مقاتلا مسلحا، ليس لديه الفرصة تماما»، وقال: «انتظروا أيها القوم، لا تطلقوا عليا صواريخكم، فأنا في الواقع ذلك الرجل من القرية التالية. انتهى».

 

ومن جهته، أتفق بيتر بيرجن، وهو مدير برنامج دراسات الأمن القومي في مؤسسة أمريكا الجديدة، مع سابقه، بشأن انه ينبغي خفض الضربات الجوية الموقعة (مسبقا).

 

ومع أنه يعتقد أن أرقام هذه الضربات قد انخفضت بالفعل في باكستان من بعد الضربة الجوية، مارس 2011، في شمال وزيرستان والتي قتل فيها ما لا يقل عن 40 شخصا، بما في ذلك زعماء عشائرين. إلا أنه أستدرك بالقول:

وعلى الرغم من ذلك، فبسبب أن حكومة الولايات المتحدة لا تكشف أية معلومات عن هجمات الطائرات بدون طيار، فإنه من الصعب أحيانا معرفة الفرق بين الضربات الجوية الموقعة وبين تلك التي تنفذ ضد هدف مفرد بعينه.

 

ويرى «بيرغن» أنه "عندما يتعلق الأمر بالضربات الفردية، سواء حصلوا على موافقة مسبقة لها أم لا، فإني أعتقد ...أنه يمكنك أن تستنتج ذلك فقط عن طريق عدد الضحايا، وذلك جوهريا، بسبب أن الضربات التي تتطلب موافقة مسبقا تنزع إلى قتل الكثير من الناس".

 

وبالعودة إلى «سويفت» مرة أخرى، فإنه يرى أن الروايات المتضاربة في الولايات المتحدة بشأن استخدام الطائرات بدون طيار – من حيث كونها تسهل الأمر أكثر على تنظيم القاعدة لتجنيد الشباب اليمني أو من حيث أنها تساعد على استنهاض حكومة يمنية فعالة – كل ذلك ليس له علاقة بما يحدث على أرض الواقع.

 

وفيما اعتبر أن صعود تنظيم القاعدة «ليس مدفوعا بدافع إيديولوجي أو ديني»، كما أنه حتى «ليس مدفوعا بفكرة الجهاد العالمي..»، ذهب إلى التأكيد بأن الدافع الأول يعود إلى «الإحباط الاقتصادي».

 

ومن وجهة نظر التقرير، فإن الطائرات بدون طيار تساعد الجيش على التمدد وتوسيع نطاق عملياته، إلا ان الأمر الذي يفتقد هو تلك المعلومات الاستخباراتية الدقيقة على أرض الواقع بشأن حجم العلاقة (أو الصلة) التي يتمتع بها تنظيم القاعدة مع السكان المحليين في اليمن.

 

وبهذا الصدد، يوضح «سويفت» وجهة نظره، قائلا: «نحن حتى الآن في اليمن، ليس لدينا رؤية محببة جيدة لماهية طبيعة الخرائط، والتراكيب العشائرية، وما هي المناطق والأماكن التي أصبحت في متناول يد تنظيم القاعدة والتي بات من السهل عليها بلوغها».

 

وقال: «ما لدينا عبارة عن صورة عامة لطول (12.000) قدم، بيد أن الحقيقة هي، أنه لا يمكنك خوض هذا النوع من الحروب عن طريق التحكم عن بعد».

 

ويشدد أنه، إضافة إلى ذلك، ينبغي على الولايات المتحدة أيضاً أن تتأمل في الخيارات القانونية فيما يتعلق بمنع انتشار ضربات الطائرات بدون طيار. فيما أنه يرى أن الخطوة الوحيدة المتاحة ستتمثل بالتوسع في نظام التحكم التقني بالصورايخ، والشراكة الاختيارية (الطوعية) لـ 34 دولة بحظر تصدير الصواريخ والطائرات بدون طيار التي يتجاوز مداها أكثر من 300 كيلومتر.

 

وعلى ضوء ذلك، ينصح «سويفت» بلاده قائلا: «وإذا كان بإمكانك أن تحرك نظاما مثل ذلك من مبدأ الطواعية (الاختياري) إلى مبدأ الإلزام، على سبيل المثال: نظام منع انتشار الأسلحة النووية، فإن القانون الدولي بعد ذلك يمتلك بعض الإجابات» بشأن كيفية معالجة الانتشار.

 

كتب التقرير بواسطة: فاليري إنسينا.