بعد الإفراج عنها.. منظمة تطالب بتحقيق دولي مستقل في قضية انتصار الحمادي
طالبت منظمة سام للحقوق والحريات بفتح تحقيق دولي مستقل في ظروف اعتقال اليمنية انتصار الحمادي، ومساءلة المسؤولين عن الانتهاكات وفق قواعد القانون الدولي.
وقالت المنظمة، في بيان، إن بعد أربع سنوات وثمانية أشهر وأربعة أيام من الاعتقال الجائر، خرجت اليوم انتصار الحمادي من سجن الجماعة التي نصّبت نفسها وكيلة عن الله، وأقامت على أنقاض العدالة منظومة قمعية ترى في المرأة الحرة تهديدًا.
وأضاف البيان أن خروج انتصار ليس منّة من سجّانيها، بل هو حق أصيل سُلب منها، واستعادته لا تُسقط واجب المطالبة بالإنصاف والمحاسبة وجبر الضرر.
وأكد أن القانون في مناطق سيطرة الجماعة تحول إلى خطاب ديني مسلّح يجرّم الحرية، ويقدّس الطاعة، ويعيد إنتاج العبودية في ثوب جديد.
وأشار البيان إلى أن انتصار الحمادي ليست مجرد فتاة خرجت من السجن، بل هي صورة لامرأة يمنية حُوصرت لأنها جميلة، وقُهرت لأنها مختلفة، وأُهينت لأنها واجهت سلطتهم بكرامتها. في كل لحظة كانت تُستدعى فيها للتحقيق، كانت تُحاكم فيها أنوثتها قبل إنسانيتها، وتُجلد صورتها قبل صوتها.
وأكدت المنظمة أن الحمادي تعرضت للتعذيب الجسدي والنفسي، وللاكراه على الاعتراف، وللاهانات العنصرية والتمييز الطبقي، وللاعتداء على خصوصيتها وكرامتها عبر طلب إخضاعها لفحص العذرية القسري. رفضت، بصمت يضجّ بالكرامة، أن تتحوّل إلى أداة في أيدي سجّانيها حين عرضوا عليها الحرية مقابل الخيانة، فاختارت الأسر على أن تُباع روحها في سوق السلطة.
ولفتت إلى إن العدالة الحقيقية لا تُختزل في الإفراج عن الضحية، بل تبدأ حين يُحاسب الجلاد، وتُفتح ملفات التحقيق، ويُعترف بالانتهاك، ويُعوَّض الضحايا ماديًا ومعنويًا. فالشكر لا يُوجَّه إلى من أفرج بعد أن ظلم، بل إلى من قاوم الصمت وحمل الحقيقة حتى النهاية.
وطالبت المنظمة بفتح تحقيق دولي مستقل في ظروف اعتقال وانتهاكات انتصار الحمادي، ومساءلة المتورطين وفق قواعد القانون الدولي، وتعويضها وجبر ضررها عن سنوات الاعتقال والتعذيب والإهانة.
كما شددت على إطلاق سراح جميع النساء والمعتقلين تعسفًا في سجون جماعة الحوثي، ووقف ممارسات القمع ذات الطابع الأخلاقي أو السياسي أو الطبقي، وحماية النساء اليمنيات من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتمكينهن من العدالة والمشاركة والكرامة.
ويوم أمس السبت، أفرجت ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، عن الفنانة وعارضة الأزياء انتصار الحمادي من أحد سجونها في العاصمة المختطفة صنعاء، بعد قرابة خمس سنوات على اختطافها.
وكانت ميليشيات الحوثي قد اختطفت الحمادي، ذات الأصول اليمنية والأثيوبية، في فبراير 2021، أثناء توجهها برفقة صديقاتها إلى جلسة تصوير في صنعاء، قبل أن تُقتاد إلى سجن النساء المركزي.
وخلال فترة احتجازها، تعرضت الحمادي لضغوط نفسية وجسدية، وفقاً لشهادات حقوقيين ومنظمات دولية، كما حاولت الميليشيات الإرهابية الحوثية إجبارها على الإعتراف بتهم "مخلة بالشرف".
