انقلاب مناطقي داخل قوات "درع الوطن" بحضرموت... وإيقاف القائد بامؤمن يفتح باب الصراع!

المدنية أونلاين/صبري بن مخاشن/خاص:

كشفت مصادر عسكرية مطلعة في حضرموت عن انقلاب صامت يجري داخل صفوف قوات درع الوطن يستهدف القيادات الحضرمية في الفرقة الثانية التي تتكون من خمسة ألوية وتنتشر من منفذ الوديعة وحتى منطقة الخشعة، في خرقٍ واضح للاتفاقات السابقة التي نصت على أن تكون ألوية الفرقة من أبناء حضرموت.

وأوضحت المصادر أن القائد الحضرمي فهد سالم بامؤمن، قائد الفرقة الثانية درع الوطن، تم إيقافه عن مهامه بقرار مفاجئ لأسباب وصفت بـ“المناطقية”، بعد رفضه الإملاءات التي سعت لتغيير تركيبة الفرقة واستبدال قادتها الحضارم بقيادات من خارج حضرموت، ورفضه الاعتراف بأن اللواءين الثالث والرابع يجب أن يكونا ضمن الفرقة الثانية، كما كان مخططًا من خارج الترتيبات المتفق عليها.

وتتبع قوات درع الوطن القائد الأعلى للقوات اليمنية اللواء رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بتمويل وإشراف سعودي مباشر، وقد مثّلت منذ تأسيسها أحد أهم أذرع إعادة هيكلة القوات في الجنوب والشرق ضمن خطط توحيد الجهود العسكرية وإيجاد توازن قوى ضد المناطقية والقروية، وإحلال قوات حضرمية بدلاً عن قوات المنطقة العسكرية الثانية، وعدم سيطرة قوات شمالية أو جنوبية على حضرموت لضمان نجاح السلام في اليمن في ظل توازن القوة العسكرية لكافة الأطراف.

غير أن التطورات الأخيرة تشير إلى تحولات داخلية مثيرة للقلق، بدأت بإيقاف ركن شؤون الأفراد في اللواء السابع مجمل صلاح الظبي وتعيين صلاح عبدالله السيود قائمًا بالأعمال، تلاها إيقاف قائد اللواء السابع فهمي سالم مطران وتعيين عبدالله علي بن دويس العوبتاني بدلًا عنه.

كما شملت القرارات إيقاف القائد فهد بامؤمن قائد الفرقة الثانية درع الوطن نفسه وتعيين أمين خميس بن عباد (أبو إبراهيم) قائمًا بالأعمال، ثم توسعت الإجراءات لتطال اليوم السبت 18 أكتوبر سامي عوض مسيعد الحضرمي، ركن الاستخبارات والمعلومات في المنفذ، الذي أُوقف وأُحِلّ مكانه نائب القائد توفيق أبو سلمان الصبيحي.

وبحسب المصادر، فإن جميع القيادات التي تم إيقافها تنتمي للصف الأول في قيادة الفرقة الحضرمية والمؤسسة للقوات من الصفر، في حين تم الدفع بقيادات من خارج حضرموت لقيادة وحدات حساسة داخلها، ما يهدد بتفجير توترات داخلية وإضعاف الثقة بين أفراد التشكيل العسكري.

وأكدت المصادر أن القائد فهد بامؤمن كان قد رفض الاعتراف باللواءين الثالث والرابع كجزء من الفرقة الثانية، معتبرًا ذلك “انقلابًا على روح الاتفاقات التي بُنيت عليها قوات درع الوطن في حضرموت”.

وأشارت المعلومات إلى أن المقاولات الخاصة بالمعسكرات، تغذية الألوية، بناء المرافق، والمياه وغيرها، يتم إسنادها بالكامل إلى أبناء الصبيحة ومن خارج حضرموت، مع حرمان أبناء حضرموت الذين تم استبدالهم من أي فرص عمل أو مشاركة في المشاريع العسكرية والخدمية، وهو ما يفاقم إحساس التهميش والاحتقان داخل حضرموت.

وأضافت المصادر أن الضباط والجنود الحضارم يتعرضون لوسائل وطرق استفزازية وطردية، تهدف إلى تطفيشهم من الخدمة أو دفعهم للاستقالة، وقد ظهرت هذه الإجراءات بشكل واضح خلال شهري سبتمبر وأكتوبر الجاري، ما يمثل تصعيدًا جديدًا ضد التوازن داخل القوات.

كما كشفت المصادر أن عمليات استقدام لعشرات الضباط والجنود من خارج حضرموت تجري بهدوء خلال الأسابيع الماضية، بعضهم يرفع أعلامًا شطرية ومناطقية داخل المعسكرات، في مشهد يثير استياء واسعًا بين أفراد وضباط الفرقة الحضارم الذين يرون في ذلك محاولة لطمس الهوية الحضرمية داخل القوات وفرض واقع جديد يتناقض مع أهداف تأسيس درع الوطن.

وتشير المعلومات إلى أن اللواء الأول والثاني والسادس يتمركزون في الخشعة، بينما الخامس والسابع في الوديعة، في حين أصبح الظالعي عبدالخالق يحيى سعيد شعفل، رئيس عمليات اللواء السابع، هو من يدير اللواء فعليًا في غياب قائده بن دويس، في مؤشر على اتساع نطاق التهميش للضباط الحضارم.

وفي ختام الخبر، ناشد الحضارم جنود وضباط الفرقة الثانية، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي، والإخوة في المملكة العربية السعودية، التدخل السريع والتحقيق في هذه الإجراءات التعسفية والمناطقية، وإعادة الأمور إلى نصابها، ورفع الظلم عن أبناء حضرموت، وضمان أن تكون أولوية قوات درع الوطن من أبناء حضرموت فقط، وفق الاتفاقات السابقة التي كرست مشاركة الحضارم في قيادة الوحدات العسكرية.