الأحمر: سقطت صنعاء في مواجهة حفنة من المرتزقة الإماميّين حين غاب القرار القيادي الشجاع

المدنية أونلاين/متابعات:

أكد الفريق الركن علي محسن الأحمر، أن وحدة صف اليمنيين وقدرتهم على تجاوز الخلافات الشخصية وتمسكهم بالمبادئ الكبرى والالتفاف حول المركز القانوني للدولة وعدم التفريط بالثوابت الوطنية هي العوامل الحاسمة في هزيمة ودحر الميليشيا الإمامية على مر التاريخ اليمني.

جاء ذلك في مقال نشره على حسابه بمنصة "إكس"، عبر فيه عن تهنئة حارة لليمنيين والقوات المسلحة والأمن والمقاومة بمناسبة الذكرى الـ63 لثورة 26 سبتمبر المجيدة.

وقال الأحمر إن الحديث عن هذه الذكرى العظيمة ليس مجرد حديثٍ عابر يُسقط به واجب سنوياً، ولا مجرّد لحظة امتنان آنيّة، بل إنه حديث متجدد نابع من القلب يمنح فرصة للدراسة والتقييم لماضينا، والمعالجة والتخطيط لحاضرنا ومستقبلنا اليمني.

وأضاف أنه في ذكرى الثورة وفرحة اليمنيين الغامرة بها، لا يمكن التغاضي عمّا عاشته وتعيشه البلاد طوال عقدٍ عصيب مضى، بدأ مع الانقلاب الحوثي الكهنوتي وتسليم العاصمة صنعاء له في 21 سبتمبر 2014، في محاولة لطمس ذكرى الثورة اليمنية المجيدة سبتمبر وأكتوبر وتاريخها الساطع ومبادئها الراسخة.

وأكد الفريق الأحمر أن التاريخ يُعيد نفسه، فـ"ما جرى في سبتمبر 2014م إلى اليوم لا يختلف تماماً عن جولات عدة وعراك دائم لليمنيين الأحرار في وجه محاولات غزو وتمدد الإمامة منذ مجيء الكاهن يحيى الرسي وحتى يومنا هذا".

وأردف "محاولات الإمامة والإماميين لاجتياح العاصمة صنعاء كثيرة ومتكررة عبر التاريخ، إلا أن المتغير الوحيد الحاسم في نجاح هذه المحاولات من عدمه هو مستوى تماسك ووحدة اليمنيين وترابطهم ضد هذا العدو الأزلي، ومدى قدرتهم على عدم التفريط ببعضهم البعض وبمكتسباتهم، وقدرتهم على تجاوز الخلافات البينية لأجل غاية الردع والصمود في وجه هذه الفئة الباغية".

وأشار إلى محاولة الإمامة الأولى للسيطرة على صنعاء فيما عُرف بـ "حصار الـ70 يوماً"، وكيف أفشل مخططها وهجمتيها المتتاليتين حين عادت الاتصالات بين الخصوم من أبطال السبعين وأعادوا توجيه المعركة نحو القوات الأمامية متناسين خلافاتهم الشخصية، مؤكداً أن "هذان الموقفان من المواقف العالقة في الذاكرة تُثبت أخلاق الكبار واختلاف الرجال، وعدم التفريط بمركز الدولة والجمهورية والمبادئ الكبرى والثوابت الوطنية مهما كان الجرح غائراً".

وشدد الأحمر على أن "رأس مال اليمن والجمهورية والوحدة هو في وحدة صف اليمنيين وفي نفوسهم الكبيرة التي تتعالى على الصغائر والأهواء، وتعمل على ردم الفجوات والخلافات لأجل أهداف سامية تتمثل في الحفاظ على المكتسبات الوطنية الغالية".

وقال نائب الرئيس السابق: "المعايير المادية والعسكرية أبداً ما كانت هي الفيصل أو العامل الرئيسي في النصر، والمحاولتان الإماميتان لإسقاط العاصمة صنعاء أبرز دليل على هذه الحقيقة الثابتة. لقد كسر أبطال السبعين بترفعهم عن الصغائر وبعزيمتهم الصلبة، من جيش وأمن وطلاب وعمال ومقاومة شعبية لا تتعدى جميعها أربعة آلاف فدائي ومقاتل جمهوري يفتقدون لأي منفذ للدعم والتعزيز، كسروا جيشاً جراراً من عشرات الألوف من المرتزقة والمجندين الإماميين المزوّدين بأحدث العتاد والأسلحة".

وتطرق للحالة النقيضة لملحمة السبعين، قائلاً: "إذ كانت الميليشيا الحوثية الإمامية لا تتعدى بضعة آلاف عام 2014، في حين تتكدس داخل العاصمة المعسكرات والوحدات ومقرات الأمن، وبعشرات الألوف من الضباط والجنود الصادقين المخلصين، الذين لم يفقدوا البوصلة الوطنية يوماً، وإنما انتظروا وافتقدوا لوحدة الكلمة وللقرار القيادي الشجاع الذي ضاع في يوم مفصلي من مسيرتهم العسكرية ومن تاريخ اليمن الحديث".

وتابع: "لقد كان للتنافس اللامبدأي واللامنطقي وللرغبات الشخصية وقصر النظر دور في إسقاط الأهداف الكبرى أمام حثالة لا تعد بالقوة، فسُلّمت الدولة على طبق من ذهب لهذه الفئة التي شرب الناس إلى اليوم كأس المنون على يدها".

وأشار إلى وقوف وحدات رمزية من الفرقة الأولى مدرع وحدها مع مجموعة من المتطوعين الصادقين في مواجهة الجولة والهجمة الإمامية الأخيرة، وسط حملات واستهداف من مختلف الأطراف والجهات. وأكد أنه بسقوط الفرقة الأولى في 21 سبتمبر 2014م سقطت عاصمة اليمن ودولته المركزية، وكان ذلك يوم نكبة حلّت على الوطن والشعب.

وشدد على أن الفرقة "ظلت طوال دهرها صمام أمان للوطن بأسره، وحارساً أميناً لهيكل الدولة، وعموداً للمؤسسة العسكرية، ودرعاً وحصناً للجمهورية، ولم تهادن يوماً قوى الإمامة ولم تفرّط في أي من مكاسب الجمهورية، وقبل سقوطها كانت أخلاق السياسة وأساليب ممارساتها بين الخصوم السياسيين هي الأكثر سقوطاً وتهاوياً".

ولفت إلى بذله في ذلك الوقت جهداً صادقاً ومخلصاً لعودة التلاحم والتنسيق بين أصحاب القرار والقوى الحية والمؤثرة، تأسياً بأبطال السبعين يومًا: "وظللنا باستعدادنا العسكري وهيئتنا وجاهزيتنا الكاملة من أجل العودة، إلا أن المهادنة من قبل الجميع كانت هي الرغبة السائدة، ففضلوا الارتهان لسراب من الوعود والأوهام، وانجرّوا لاتفاق شكلي مع عدو متربص كاذب لا يرقب في يمني إلّا ولا ذمة".

وجدد الأحمر التأكيد أن مغادرته اليمن بعد أن "انقطعت كل الآمال وتبددت خيارات توحيد الجهود.. غادرنا مهبط دار الرئاسة على متن طائرة عسكرية صبيحة 22 سبتمبر 2014، انحيازاً إلى فئة وإلى جار شقيق، إلى أرض الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية الشقيقة وقيادتها النجيبة، ليبقى هدف التحرير واستعادة الدولة همّاً كان ولا يزال وسيظل يحمله كل أبناء اليمن بين جنباتهم".