
تنديدًا بانهيار الخدمات.. غليان وغضب شعبي واسع في محافظة حضرموت
تشهد مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت حالة من الغليان الشعبي بعد إغلاق عدد من الشوارع الرئيسية والمحلات التجارية، تنديداً بانهيار الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء، وسط أوضاع معيشية متدهورة، وارتفاع جنوني في أسعار الوقود وتهاوي العملة المحلية.
وتفجّرت مساء أمس الأحد موجة غضب شعبية في عدد من أحياء المدينة، حيث قام محتجون غاضبون بإغلاق كافة الطرق الرئيسية والفرعية مستخدمين الإطارات المشتعلة والحجارة لمنع حركة السير.
وبحسب مصادر محلية، فإن الاحتجاجات الشعبية الغاضبة تصاعدت صباح اليوم الاثنين، حيث قام محتجون باقتحام مبنى السلطة المحلية في مدينة المكلا، وذلك عقب تزايد ساعات انقطاع التيار الكهربائي لتصل لأكثر من 12 ساعة يومياً بشكل متواصل.
وقال الصحفي والناشط السياسي، عماد باحميش، أن الأسعار ترتفع بشكل جنوني والخدمات الأساسية شبه معدومة في وقت تنقطع فيه الرواتب عن الكثير من الموظفين والمتعاقدين لفترة طويلة.
وأضاف باحميش، في منشور على صفحته بـ"الفيسبوك"، أن المواطن يعاني من الانهيار الاقتصادي وغياب الرقابة وارتفاع تكاليف المعيشة اليومية وسط تجاهل تام من قبل الجهات المعنية والإدارات الحكومية التي تفتقر لأبسط مقومات العمل الإداري، والفساد بات مستشري في كل زاوية دون رقيب أو محاسبة.
وأوضح أن المواطن اليوم يشعر أنه ترك لمصيره فلا دولة ترعى ولا قيادة تستمع والوجع يزداد يوماً بعد يوم، بينما السلطات المحلية غائبة عن المشهد أو عاجزة عن تقديم أي حلول حقيقية لمعاناة الناس ما زاد من حالة الاحتقان.
وأكد باحميش، أن الإغلاق الشعبي للشوارع في المكلا لم يأتِ من فراغ بل هو نتيجة طبيعية لسنوات من الإهمال والتجاهل والوعود الكاذبة، لافتاً إلى أن كل المؤشرات تؤكد أن الصمت الشعبي لن يدوم ومع استمرار الضغط والانفجار المعيشي لا بد أن يخرج الناس للمطالبة بحقوقهم.
كما أكد الصحفي والناشط السياسي باحميش، أنه لا أحد يمكنه أن يعيش في وطن تنهار فيه كل مقومات الحياة وتهدر فيه كرامة المواطن.
وكان مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء بساحل حضرموت، المهندس مازن بن مخاشن، قد حذّر يوم أمس الأحد من انقطاع شامل ووشيك للتيار الكهربائي في مدينة المكلا ومدن الساحل، خلال أقل من 24 ساعة، نتيجة قرب نفاد الوقود المخصص لتشغيل محطات التوليد.
وخلال اجتماع طارئ عُقد في مدينة المكلا، أوضح بن مخاشن أن محطات التوليد بدأت بالخروج التدريجي عن الخدمة بعد توقف الإمدادات النفطية من شركة بترومسيلة ليومي الجمعة والسبت، باستثناء كميات محدودة تم تزويدها بشكل مؤقت.
وأشار إلى أن العجز في التوليد الكهربائي بلغ نحو 98 ميجاوات، موزعة على محطات الشحر، والريان، وباجرش، وجول مسحة، والمنورة، وفوة، محذّراً من أن استمرار هذا الوضع سيُدخل مدينة المكلا ومدن الساحل في ظلام دامس مع الساعات الأولى من فجر يوم الإثنين.
ومنذ نحو أسبوع، زادت الانقطاعات الكهربائية في ساحل حضرموت، وأرجعت المؤسسة ذلك إلى توقف توريد 290 ألف لتر من مادة المازوت، التي كانت تُموَّل من شركتَي بترومسيلة ومأرب، إضافة إلى 50 ألف لتر من مادة الديزل، التي كانت تُموَّل يومياً من بترومسيلة عبر دعم السلطة المحلية، وذلك بسبب العجز عن سداد قيمتها، حسب قوله.