
من برشلونة إلى ميامي.. رحلة ميسي الأخيرة وسط أصدقاء الزمن الجميل
يقف اليوم ليونيل ميسي، وهو بمثابة الأسطورة الأرجنتينية التي أعادت تعريف كرة القدم، على مفترق طرق حاسم في مسيرته الاستثنائية، مع اقتراب عقده مع إنتر ميامي من نهايته في ديسمبر/كانون أول 2025.
وتتزايد التكهنات بشدة حول وجهة ميسي المقبلة، هل سيبقى في الدوري الأمريكي لكرة القدم مع إنتر ميامي، الفريق الذي قدم له ملاذًا هادئًا بعيدًا عن ضغوط كرة القدم الأوروبية؟ أم سيعود إلى جذوره في الأرجنتين مع نيولز أولد بويز؟ أم ربما ينجذب إلى العروض المالية الضخمة من الدوري السعودي؟
بناءً على المعلومات المتوفرة من مصادر موثوقة، يبدو أن بقاء ميسي في ميامي هو الخيار الأقرب، مدفوعًا بعوامل عائلية وشخصية، وصداقات قوية، واستقرار مالي ومعنوي.
إنتر ميامي.. ملاذ عائلي ومهني
منذ انضمامه إلى إنتر ميامي في عام 2023، حقق ميسي إنجازات لافتة، حيث قاد الفريق لتحقيق درع الأنصار، وكأس الدوريات، وسجل رقمًا قياسيًا في الدوري الأمريكي بتسجيله أهدافًا متعددة في 5 مباريات متتالية.
هذه الإنجازات، إلى جانب أدائه المذهل (52 هدفًا و24 تمريرة حاسمة في 64 مباراة)، جعلت من إنتر ميامي، قوة لا يستهان بها في الدوري الأمريكي.
لكن بعيدًا عن الأرقام، يبدو أن ميسي وجد في ميامي، أكثر من مجرد نادٍ لكرة القدم، ووفقًا لتقارير من مصادر مثل ESPN وبي بي سي، فإن عائلة ميسي، بما في ذلك زوجته أنتونيلا وأولاده الثلاثة، وجدت في ميامي بيئة مثالية للاستقرار بعد سنوات من الضغط في برشلونة وباريس.
وأصبحت ميامي، بمناخها المشمس وأسلوب حياتها المريح، بديلاً مثاليًا لبرشلونة، حيث قضى ميسي معظم حياته، فأنتونيلا، التي أصبحت وجهًا إعلانيًا لعلامات تجارية كبرى في الولايات المتحدة، وأبناء ميسي الذين يلعبون في فرق الشباب، يعيشون حياة مستقرة وسعيدة.
ويعد هذا الاستقرار العائلي عاملاً حاسمًا في قرارات ميسي، خاصة مع اقترابه من سن 38، حيث أشار في تصريحات سابقة إلى أنه يعيش "لحظاته الأخيرة" في كرة القدم النخبوية.
صداقات الزمن الجميل
أحد أبرز العوامل التي تدعم بقاء ميسي في إنتر ميامي، هو وجود أصدقائه القدامى من برشلونة، لويس سواريز، سيرجيو بوسكيتس، وجوردي ألبا، فهؤلاء اللاعبون، الذين شاركوا ميسي، أمجاده في برشلونة، يشكلون نواة فريق إنتر ميامي، مما يخلق بيئة مألوفة ومريحة.
إضافة إلى ذلك، هناك تقارير تفيد بانضمام لاعب الوسط الأرجنتيني رودريجو دي بول، زميل ميسي في المنتخب الأرجنتيني وأحد أبطال كأس العالم 2022، إلى إنتر ميامي.
ويعزز هذا الانتقال، الذي أوردته وكالة أسوشيتد برس وESPN، من جاذبية البقاء في ميامي، حيث يمكن لميسي، اللعب مع لاعبين يتشارك معهم الكيمياء داخل وخارج الملعب.
علاوة على ذلك، هناك تكهنات حول احتمال تولي تشافي هيرنانديز، المدير الفني السابق لبرشلونة، منصب المدرب في إنتر ميامي خلفًا لخافيير ماسكيرانو، الذي ألمح إلى مغادرة النادي.
ويعتبر تشافي، الذي قاد برشلونة إلى أيام مجده مع ميسي، خيارًا مثاليًا لإعادة إحياء الكيمياء الفريدة التي جمعت الثنائي في كاتالونيا.
هذه العوامل تجتمع لتجعل إنتر ميامي ليس مجرد نادٍ، بل موطنًا رياضيًا وعاطفيًا لميسي.
إغراءات الوقت الضائع
على الرغم من التقارير التي تشير إلى اهتمام أندية أوروبية، مثل برشلونة، وأندية سعودية مثل الهلال، إلا أن هذه الخيارات تبدو أقل احتمالًا.
ويعاني برشلونة، النادي الذي ارتبط بميسي عاطفيًا ومهنيًا، من مشاكل مالية مستمرة، وقد مرر القميص رقم 10 الأسطوري إلى الشاب لامين يامال، مما يعني أن عودة ميسي كلاعب أساسي، تبدو شبه مستحيلة.
ومع ذلك، هناك خطط لتنظيم مباراة وداع رمزية في كامب نو عام 2026 أو 2027، وفقًا لتقارير راديو كتالونيا، لكن هذا الحدث لن يكون بمثابة عودة دائمة.
أما بالنسبة لنيولز أولد بويز، فإن فكرة العودة إلى فريق طفولته في روزاريو، تبدو رومانسية، لكنها محفوفة بالتحديات، خاصة فيما يتعلق بسلامة عائلته في الأرجنتين.
وأشار ميسي نفسه في تصريحات سابقة، إلى أن نيولز هو النادي الوحيد الذي قد يلعب له في الأرجنتين، لكنه أعرب عن مخاوفه بشأن الأوضاع الأمنية.
في الوقت نفسه، تبدو العروض المالية الضخمة من الدوري السعودي، بما في ذلك عرض محتمل بقيمة 200 مليون دولار سنويًا من الهلال، مغرية بالتأكيد، لكن ميسي، الذي يحصل بالفعل على راتب سنوي قدره 20.4 مليون دولار مع إنتر ميامي، أظهر في السابق أنه يعطي الأولوية للراحة العائلية على المكاسب المالية.
وكشفت تصريحاته لمجلة تايم، أنه فكر في الانتقال إلى السعودية عام 2023، لكنه اختار ميامي لقربها من الأرجنتين ولأسلوب الحياة الذي توفره.
هل يحتاج ميسي لفريق أكثر تنافسية؟
مع اقتراب كأس العالم 2026، التي ستُقام في أمريكا الشمالية، يرى البعض أن ميسي قد يسعى للعب في دوري أكثر تنافسية، للحفاظ على لياقته البدنية والفنية.
وأثارت هزيمة إنتر ميامي الساحقة 0-4 أمام باريس سان جيرمان في كأس العالم للأندية، تساؤلات حول قدرة الدوري الأمريكي على إبقاء ميسي في ذروة أدائه.
لكن ميسي نفسه أشار إلى أن الخسارة كانت "متوقعة"، وأبدى رضاه عن أداء فريقه في البطولة، مما يعكس قبوله لمستوى المنافسة في الدوري الأمريكي.
وعلى الجانب الآخر، يبدو أن ميسي يعطي الأولوية للراحة النفسية والجسدية قبل البطولة الكبرى.
وتشير تصريحات مدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني، إلى أن قرار مشاركة ميسي في كأس العالم سيُترك له، مما يعزز احتمالية استمراره مع إنتر ميامي كخيار يوازن بين التحضير للبطولة والحفاظ على استقراره.
المصدر: كووورة