سموم تتلف وشبكات تُخنق.. نجاحات الحملة المشتركة تشل حركة التهريب الحوثية في الصبيحة (تقرير)

المدنية أونلاين/ماهر الشعبي/خاص:

قد يبدُ للوهلة الأولى وكأنه مكب للنفايات تكدست عليه أكوم من القمامة، لكنه في الواقع أكثر من ذلك بكثير فهو كومة كبيرة من السموم القاتلة غالية الأثمان، تم تجميعها صباح الثلاثاء الماضي على أطراف مركز مدينة العارة ليجري إتلافها، من قبل النيابة العامة في المديرية والأجهزة الضبطية المختصة، أما مفاعيل كومة السموم والآفات تلك فهي تكفي لتخدير كامل أبناء المحافظات المحررة وأكثر.

ربما قد تكون كانت في طريقها لليمن أو لدول الجوار والإقليم، لكن الحقيقة التي يغفلها البعض أو يتجاهل دور مايجري اليوم من إنجازات على الأرض، وعلى طول سواحل الصبيحة والجهود التي تُبذل من قبل الحملة الأمنية المشتركة وقيادتها وكل الشرفاء في الصبيحة، إنما تأتي في سياق حماية الأمن القومي للمحافظات المحررة خاصة واليمن ودول الجوار عامة.

جهود تُبذل على مدار الساعة لتحصين المحافظات المحررة، والدول المجاورة من خطر الميليشيات الحوثية الإرهابية -المدعومة من النظام الإيراني- ومن مساعيها لتحويل اليمن لمركز إقليمي تابع لإيران، يتولى مهمة تصدير وبيع وتجارة الممنوعات والمخدرات القاتلة وتدمير مستقبل أجيال من الشباب.

فالحملة الأمنية المشتركة في الصبيحة تقوم بدور وطني وإنساني كبير جداً، في التصدي لعمليات تهريب المخدرات والخمور والممنوعات قبل وصولها إلى وجهتها، سوأ كانت إلى الداخل اليمني أو إلى دول الجوار والإقليم، وتدفع الصبيحة وحملتها الأمنية فاتورة باهضة الثمن نتيجة قيامها بهذا العمل والجهد الكبير، دون أي تدخل ومساندة أو تقديم الدعم اللازم محلياً وإقليمياً ودولياً.

إتلاف كميات ضخمة

في صباح يوم الثلاثاء الموافق الـ 15 من يوليو الجاري، أتلفت النيابة العامة في مديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج، كميات ضخمة من المسكرات والمواد الممنوعة والخطرة، حيث تعد هذه العملية الرابعة التي يتم فيها إتلاف ممنوعات ومهربات تتلفها الأجهزة القضائية وتم ضبطها من قبل الحملة الأمنية والعسكرية المشتركة في الصبيحة.

وشملت الكميات والأصناف التي جرى إتلافها من قبل نيابة المضاربة ورأس العارة؛ «720 قنينه من الكحول (خمور) خارجية تم ضبطها من قبل الحملة سابقًا، وكانت عبارة عن أنواع مختلفة من النبيذ الأحمر والأبيض كبيرة الحجم - و268 كرتوناً حجم كبير من شمة الحوت واتباغ مهربة خطيرة وسامة - و300 كرتوناً من من الممنوعات المتنوعة والخطيرة، بينها 14 كرتوناً من الأدوية والمنشطات الجنسية جميعها منتهية الصلاحية وتالفه، دخلت إلى البلاد عن طريق التهريب مشكلة خطراً على صحة الموطنين».

كانت هذه الكميات، قد تم ضبطها في الأشهر القليلة الماضية، وخلال عمليات مختلفة ومنفصلة لقوات الحملة الأمنية المشتركة بقيادة العميد حمدي شكري قائد الحملة، في نطاق سواحل مديرية المضاربة ورأس العارة غرب لحج (جنوبي اليمن).

وتعد عملية إتلاف المخدرات والمسكرات والممنوعات التي جرى إتلافها يوم الثلاثاء، هي العملية الثانية على مستوى المحافظات المحررة، خلال أقل من أسبوع واحد من إتلاف أكبر شحنة مخدرات ضبطتها الحملة الأمنية المشتركة في الصبيحة، واتلفتها النيابة الجزائية المتخصصة في العاصمة المؤقتة عدن، نهار الخميس قبل الماضي الـ 10 من يوليو الجاري، بالتنسيق مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في وزارة الداخلية، وإدارات المكافحة في عدن ولحج.

وتمت عملية الإتلاف بأمر من النيابة العامة بمديرية المضاربة ورأس العارة، وأشرفت على إتلافها لجنة مختصة كان على رأسها وكيل نيابة المضاربة والعارة القاضي حسين الزيدي، وأعضاء في النيابة بالمديرية، ومدير عام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في إدارة أمن محافظة لحج المقدم مختار الدقم، ومدير أمن مديرية المضاربة ورأس العارة العميد مثنى زليط ومدير مكتب الصحة بالمديرية، ومدير عام مديرية المضاربة ورأس العارة الأستاذ مراد جوبح، وضباط في إدارة أمن المديرية.

وتأتي سلسلة النجاحات المتواصلة هذه للحملة الأمنية المشتركة في الصبيحة، نتيجة تنسيق الجهود المشتركة بين الأجهزة القضائية والأمنية والضبطية، ممثلة بسيادة النائب العام فضيلة القاضي قاهر مصطفى علي، ونيابة مديرية المضاربة ورأس العارة، والأجهزة الأمنية في المحافظة والمديرية، وقيادة الحملة الأمنية المشتركة ممثلة بقائد الحملة العميد حمدي شكري، جميع هذه الوحدات القضائية والأمنية والعسكرية والإستخباراتية تعمل معاً بتنسيق وإنسجام عالي، لحفظ أمن الوطن والمواطنين، باذلين كل جهد في سبيل أمن المواطن وحمايتة من خطر تدفق المخدرات والمهربات والممنوعات السامة والقاتلة، التي تفتك بأبناء المحافظات المحررة، بعد أن حولت ميليشيات الحوثي سواحل اليمن إلى خطر داهم يهدد حياة الشعب اليمن برمته.

وتعمل قوات الحملة الأمنية المشتركة واستخباراتها ليلاً ونهاراً، وعلى مدار الساعة في مكافحة التهريب، ومتابعة وتعقب شبكات التهريب والمهربين المتعددة، وبخاصة على طول الشريط الساحلي الممتد لأكثر من 180 كيلو متر. وعلى مدى العامين حققت الحملة الأمنية المشتركة المئات من عمليات الضبط المستمرة على طول شريط الصبيحة الساحلي الممتد من رأس عمران وحتى باب المندب.

كما تأتي هذه العملية في غضون أقل من أسبوع واحد من إتلاف قرابة 609 كيلو جرام من المخدرات المتنوعة التي ضبطتها قوات البحرية التابعة للحملة الأمنية والعسكرية المشتركة بقيادة العميد حمدي شكري أواخر يونيو الماضي، واعُتبرت حينها بأنها أكبر عملية أمنية معقدة تمكنت من خلالها الحملة من ضبط أضخم كمية مخدرات في المياه الإقليمية لليمن.

وتمت عملية الإتلاف الثلاثاء الفارط بحضور نائب قائد الحملة الأمنية المشتركة في الصبيحة العقيد عبدالخالق الكعلولي، وعمليات الحملة الأمنية المقدم معاذ المقشوري، وعدد من قيادات الحملة الأمنية المشتركة، إلى جانب عدد من مدراء المكاتب التنفيذية في المديرية والأجهزة الأمنية، وقيادات ميدانية في الحملة الأمنية، وشيوخ ووجهاء في الصبيحة كان في مقدمتهم الشيخ علي الزغير الأغبري عضو لجنة حل قضايا الثأرات في الصبيحة.

خنق شبكات التهريب وشل حركتها

وعلى مدى عامين من عمر الحملة الأمنية في الصبيحة تم محاصرة وخنق شبكات التهريب التي باتت الحملة تتعقبها قبالة سواحل العارة في المياه الدولية، بعد أن وجهت لها قوات الحملة الأمنية ضربات موجعة ومؤلمة خلال العامين الماضيين، الأمر الذي دفع مؤخراً بشبكات التهريب الإبحار بعيداً عن سواحل العارة ولم تعد قادرة على إنزال أي مهربات على سواحل المديرية، وغيرت وجهات الإنزال المحدودة لتلك الشبكات أما في عمران أو قبالة سواحل باب المندب، وفقا لمدير أمن مديرية المضاربة ورأس العارة العميد مثنى زليط.

وأثنى العميد زليط، في حديثه لـ"المدنية أونلاين"، بالدور البارز والهام الذي تقوم به قوات الحملة الأمنية المشتركة في مديريات الصبيحة عامة والمضاربة خاصة، مشيداً بالنجاحات التي حققتها قوات الحملة الأمنية المشتركة بقيادة العميد حمدي شكري في غضون فترة وجيزة.

نجاحات براً وبحراً

بدوره، أشاد المقدم مختار الدقم مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بأمن لحج بالإنجازات المتحققة على الأرض وتسطرها يومياً قوات الحملة الأمنية في الصبيحة براً وبحراً بقيادة العميد حمدي شكري، الذي استطاع بفضل الله أولاً ثم بحنكته ومواقفه الصلبة ومن خلفه من رجال الحملة الأمنية وأبطالها تحقيق إنجازات تُشرف الصبيحة أولاً ومن ثم باقي المحافظات المحررة.

وأشار الدقم، في حديثه لـ"المدنية أونلاين"، إلى أن الحملة المشتركة أمنت شريط ساحلي يصل إلى 180 كيلو، فضلاً عن تأمين الحملة مساحة شاسعة تمتد من كرش إلى طور الباحة والمضاربة، وهذه المساحة كما يقول تحادد ثلاث من أهم المحافظات، وأمنت الطرق وانهت ظاهرة التقاطعات والفوضى.

ووجه المقدم الدقم التحية إلى الأخ القائد العميد بشير المضربي قائد قوات درع الوطن، الذي كان السند الأول والأخ الشريك في دعم ومساندة جهود الحملة الأمنية المشتركة في الصبيحة فله كل التحية، مشيداً بمواقف سيادة الأخ اللواء أبو زرعة المحرمي عضو مجلس القيادة الرئاسي قائد ألوية العمالقة، الذي قال أنه يتابع أولاً بأول جهود الحملة، وجهودنا نحن أيضا في إدارة أمن لحج وإدارة مكافحة المخدرات.

العملية الرابعة يتم إتلافها

يقول مدير عام مديرية المضاربة ورأس العارة الأستاذ مراد جوبح، في حديثه لـ"المدنية أونلاين"، أن هذه العملية التي جرى فيها إتلاف كمية ضخمة من المهربات والممنوعات والخمور تعد العملية الرابعة ضمن سلسلة عمليات إتلاف مهربات قاتلة، حاول مهربون إدخالها إلى البلاد.

وأكد جوبح أن المديرية باتت تنعم اليوم بالأمن والاستقرار والتنمية بفضل الله ثم بفضل الحملة الأمنية المشتركة في الصبيحة بقيادة العميد حمدي شكري قائد الحملة، الذي استطاع وقوات الحملة من تأمين كامل لمديرية المضاربة والعارة وشريطها الساحلي بشكل كامل وبصورة خاصة، وباقي مناطق الصبيحة بصورة عامة.

ولفت إلى أن جميع مديريات الصبيحة باتت اليوم وبحمد الله تنعم بالأمن والاستقرار بفضل وجود الحملة الأمنية وقيادتها، وفي مقدمتهم العميد حمدي شكري، والعميد بشير المضربي، الشريك الرئيسي لقوات الحملة، ومن خلفهم سيادة الفريق الركن محمود الصبيحي المشرف والموجه للحملة الأمنية.

كما أوضح أنه خلال العامين الماضيين من إطلاق الحملة الأمنية المشتركة في الصبيحة عادت عجلة التنمية للدوران مجدداً، وبفضل وجود الحملة الأمنية عادت المنظمات للعمل واستطعنا نحن في السلطة المحلية للمديرية من تدشين مشاريع خدمية بأكثر من اثنين مليار ريال وذلك من إيرادات المديرية فقط، ونأمل أن تستمر هذه النجاحات وننجز العديد من المشاريع والنهوض بالمديرية.

ومنذ إنطلاق الحملة الأمنية والعسكرية المشتركة في مديريات الصبيحة، تحققت نجاحات وإنجازات كبيرة وأعادت الحياة إلى طبيعتها وتطبيعها، وفرضت الأمن والاستقرار وأوقفت التهريب وفككت شبكاته وحلت الكثير من القضايا، كما كان لها الدور البارز في حلحلة قضايا الثأرات في جميع مناطق الصبيحة بمحافظة لحج.